حادث دهس أنهى حياة ابنة بشرّي في قطر..

انطفأت شمعة سيّدة طوق في عزّ توهّجها...
انطفأت شمعة سيّدة طوق في عزّ توهّجها...


وضعت حلمها في حقيبة سفر، وتوجهت قبل ست سنوات إلى قطر، بدأت بتعليم اللغة الإنكليزية في الأكاديمية العربية الدولية. كان كل شيء يسير كما رسمت، إلى أن تعرضت لحادث صدم أدخلها في غيبوبة. قاومت الموت نحو أسبوعين، لكنها استسلمت له في النهاية. هي الشابة سيدة طوق، ابنة بشري التي لفظت آخر أنفاسها بعيداً عن وطنها.

"مقاومة"... ولكن

"قبل خمسة عشر يوماً انقلبت حياة سيدة وعائلتها إلى الأبد"، كما قال قريبها مختار بشري زياد طوق لـ"النهار"، قبل أن يشرح: "في ذلك اليوم المشؤوم كانت سيدة تحاول اجتياز الشارع على مقربة من أحد المراكز التجارية في قطر حين مرّت سيارة مسرعة يقودها شاب يحمل الجنسية الهندية ودهستها، الضربة كانت قوية جداً لاسيما على رأسها، نقلت إلى مستشفى حمد في حالة غيبوبة، حاول الأطباء القيام بكل ما في وسعهم لإنقاذها، بقيت تصارع الموت إلى أن أطبقت عينيها للأبد يوم السبت الماضي". وأضاف: "جرى توقيف سائق السيارة واتُخذت الإجراءات القانونية بحقه".

سيدة (29 سنة) الشابة الاجتماعية، درست الأدب الإنكليزي والترجمة. ولفت المختار إلى أنها "كانت معروفة بحبها للعلاقات الاجتماعية مع مختلف الجنسيات والطوائف. وقد أقيم لها عزاء يومي السبت والأحد الماضيين في قطر، حضره عدد كبير جداً من معارفها الذين عبّروا عن حزنهم العميق على فقدانها. ويوم الاثنين الماضي وصل جثمانها إلى لبنان، لتوارى في الثرى يوم الثلثاء. وبعد الاحتفال بالصلاة لراحة نفسها في كنيسة السيدة ببشري، زُفّت بالورد والدموع إلى مثواها الأخير وسط صدمة ظهرت على وجوه الجميع. نعتها أسرة الأكاديمية العربية الدولية في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" متقدمة من عائلتها بأحرّ التعازي والمواساة". وأضاف: "معروف عن سيدة مدى ثقافتها، وقد كان لديها موقع إلكتروني تنشر فيه مقالات عن البيئة والفساد والعلاقات الاجتماعية، كما عُرفت بإيمانها الكبير وهدوئها وذكائها وطيب أخلاقها".

فاجعة الفراق

كانت عائلة طوق تنتظر عودة ابنتها إلى أحضانها لتمضية بعض الوقت معها، واذ بها تُفجع بخبر تعرضها لحادث صدم، ومن ثم لفظها آخر أنفاسها. وبدلاً من أن تستقبلها بالفرح في المطار، وجدت نفسها تستقبل جثمانها. ولفت المختار: "لا كلمات يمكن أن تصف حال والدي سيدة وشقيقاتها الثلاث وشقيقها. فقد كانت بالنسبة إليهم ضحكة المنزل وحيويته، كما كانت تملأ كل مكان تمر فيه بالتفاؤل والأمل. لكن للأسف انتهى كل شيء في غفلة".

تعليقات: