كان في طريق عودته إلى منزله برفقة صديقه، حين تعرّضا لإطلاق نار، أصيبا بعدة طلقات في أنحاء مختلفة من جسديهما، لفظا على إثرها آخر أنفاسهما. هو محمد عجينة الشاب اللبناني الذي أُجبر على كتابة اسمه بالدم على لائحة الموت في دول الاغتراب. وهذه المرة كانت السويد مسرحاً للجريمة التي أودت بحياة وحيد والديه.
لحظات دموية
رحل محمد في غفلة من دون مقدمات. ووفق ما قال ابن خاله بلال شريف لـ"النهار": "سقط خبر مقتل ابن الحادية وعشرين سنة كالصاعقة علينا. فقبل سنة كان بيننا، يضحك ويمزح، ليعود بعدها على مضض إلى السويد حيث ولد وترعرع، اذ كان يحب لبنان بشكل كبير ويفضل إكمال ما تبقى له من عمر فيه. شكّل خبر موته بهذه الطريقة الشنيعة صدمة لنا، وبحسب ما عرفناه من والده، كان محمد عائداً مع صديقه الذي يحمل الجنسية الألبانية ليل السبت الماضي بعد أن أنهيا سهرتها، استقلّا سيارة أجرة، وإذ بهما يتعرضان لإطلاق نار في مدينة Helsingborg جنوب السويد. الشبهات تحوم حول سائق سيارة الأجرة، لا سيما أن تقرير الشرطة أشار إلى أن هيكل السيارة الخارجي لم يصب بطلقات نارية وزجاجها لم يتعرض للكسر. وما يعزز هذا الاحتمال هروب السائق بعد تركه سيارته على الطريق".
"ربما يكون صديق محمد هو المستهدف، وصدف وجود ابن خالي معه، ننتظر ما سيؤول إليه تحقيق الشرطة التي كما علمنا توصلت الى خيوط في القضية، لكن إلى الآن لم يتم توقيف أحد، وقد علمت في الأمس أن والد الضحية الألباني أصيب بذبحة قلبية وفارق الحياة، بعدما وصله خبر مقتل ابنه"، قال بلال مضيفاً: "والد محمد الذي ينحدر من بلدة برجا في وضع صعب بعد خسارة وحيده على ثلاث فتيات. فقد كان بالنسبة إليه عكازه في الحياة، وضع كل أمله فيه، وفجأة وجد نفسه وحيداً من دون من ربّاه وتشارك وإياه سنوات العمر بحلوها ومرّها، وكانا يعملان في محل يمتلكه لتصليح الأدوات الكهربائية".
وكانت الشرطة السويدية اعلنت أنها تلقت بلاغاً بوقوع الجريمة. وعندما حضرت إلى المكان عثرت على شخصين مصابين بجروح خطيرة، نقلتهما الى المستشفى، لكنهما فارقا الحياة متأثرين بالجروح التي أصيبا بها. وذكرت الناطقة باسم الشرطة في المدينة إيفيلينا أولسون أن" ليس لدينا أي مشتبه به حتى اللحظة".
تعليقات: