كان عائداً برفقة زوجته من المستشفى حين انزلقت سيارته، قبل أن تستقر في منحدر، ليلفظا على إثرها آخر أنفاسهما... هو رفعت عبد الخالق (أبو رواد) وشريكته في الحياة والموت انتصار عبد الخالق، اللذان أبى ان يفارق بعضهما البعض حتى في أصعب اللحظات.
خسارة مزدوجة
بلدة مجدل بعنا ارتدت ثوب الحداد بعد الخسارة المزدوجة لابنيها، ووفق ما شرحه قريبهما المختار وليد عبد الخالق لـ"النهار"، فقد "اصطحب أبو رواد زوجته الى المستشفى بعد شعورها بعارض صحي، وبعد الاطمئنان إلى وضعها، عادا أدراجهما وذلك بعد منتصف الليل الى المنزل، لكن قبل وصولهما انزلقت سيارتهما بالقرب من بلدة حمانا واستقرت في منحدر، من دون أن نعلم السبب حتى الساعة، تم نقلهما الى المستشفى قبل أن يعلن الطبيب مفارقتهما الحياة".
رحيل صادم
"قبل سنوات طويلة ارتبط ابو رواد (ستيني) بزوجته انتصار (خمسينية). أسسا عائلة سعيدة مؤلفة من ثلاثة شبان وفتاة، وذلك قبل أن يخسر أحد أبنائه الثلاثة، عمل في مهنة حرّة، كان مثال الأب الناجح الذي كرّس حياته لرعاية وتربية اولاده"، قال المختار، قبل أن يضيف: "خبر فقدانهما سقط كالصاعقة علينا، فمن كانا بالامس بيننا رحلا فجأة من دون أي مقدمات، كتب عليهما أن يُسجلا اسمهما على لائحة ضحايا الموت على طرق لبنان التي لا يكاد يمر يوم إلا وتُجبر إنساناً أو أكثر على تدوين اسمه عليها".
اليوم سيوارى أبو رواد وزوجته في الثرى، سيرقدان الى جانب بعضهما البعض، بعد الوفاء بعهدهما بألا يفرّقهما شيء حتى الموت.
تعليقات: