برّي يرعى مصالحة بين حزب الله والإشتراكي


بعد التصعيد اللافت الذي طرأ على العلاقة بين "حزب الله" ورئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط لأسباب عديدة وربما قديمة، لا سيّما علاقة كل منهما مع النظام في سوريا مروراً بأزمة معمل الأسمنت في عين دارة، ووصولاً إلى موضوع مزارع شبعا الذي أثار بلبلة كبيرة بين الجهتين، يبدو أن الأمور سوف تبدأ قريباً بالتوجه نحو التهدئة أو أقله حصرها في المكان التي هي فيه، ريثما تنشط حركة الإتصالات بين الحزبين بشكل واسع، بهدف تذليل العقبات للقاء موسّع يُمكن أن يُفضي إلى حلحلة الأمور. هذا مع العلم أن اتصال جرى مؤخراً بين الوزيرين أكرم شهيّب ومحمود قماطي هدفه كسر الجليد الحاصل، وذلك بحسب ما أكدت مصادر مقربة من الطرفين لـ "اي نيوز".

المؤكد بحسب المصادر، ان العلاقة بين "حزب الله" وجنبلاط لم تعد اليوم كما كانت عليه في السابق، لا قبل الحرب في سوريا ولا خلالها، ولا حتّى في المرحلة التي تُلت والتي جرى خلالها الإتفاق على "تنظيم الخلاف" بينهما، والمؤكد ان هذا التنظيم أدّى في أكثر من مرحلة، إلى تجنّب الكثير من الصدامات على الأرض واحتواء الأزمات التي تنتج بسبب مواقف تصبّ أولاً واخيراً في خانة الخلاف السياسي. واللافت أن "الحزب" لم يستطع كظم غيظه لجهة إسقاط جنبلاط الهوية اللبنانية عن مزارع شبعا، وقد ظهر هذا الأمر بشكل واضح بكلام السيد حسن نصرالله الأخير، والذي على أساسه، تأتي محاولات التهدئة وسط آمال أن تؤدي في النهاية، إلى إعادة "تنظيم الخلاف"، أو ربما الإتفاق على صيغة جديدة.

مصادر مقربة من "حزب الله" شددت عبر "اي نيوز" أن الأمور بين "الحزب" وجنبلاط، وصلت اليوم إلى أسواً وضع منذ أن تعارّف الحزبين سياسيّاً. حتى في العام 2005 و2008، لم تصل العلاقة بينهما إلى درجة السوء هذه. فعادة كانت تصل الأمور بينهما إلى مرحلة سيئة وربما خطيرة، لكن في كل مرة يكون هناك ضوابط أو هوامش للخلافات وحتى تلك التي حصلت في أيّار 2008، كونها تتعلق بالشق الداخلي والخلاف يومها كان سياسياً حاول خلاله جنبلاط تحجيم دور "الحزب" في الداخل. لكن اليوم، الأمور كبيرة جداً والهوّة إلى مزيد من التوسّع".

ورأت المصادر أن "حزب الله لا يبدو أنه بصدد أن يسامح جنبلاط على ما يُمكن تسميته بـ"الخيانة الوطنية" في هذا الظرف بالذات. لهذا السبب نقول أن العلاقة وصلت إلى أسواً نقطة". هل هذا يعني ان العلاقة انتهت ولا مجال بعد اليوم لإعادة ترميمها؟ تُجيب المصادر: "لا يوجد أفق يدل على وجود نيّة لدة "حزب الله" بأن يُبادر إلى اي عمل تجاه جنبلاط، بل العكس فهناك صدمة كبيرة داخل "الحزب" من فعل جنبلاط مع العلم أن الشارع مظبوط إلى أقصى الحدود، أقله من جهة "حزب الله".

وشددت المصادر على أن المطلوب من جنبلاط اليوم، مولقف عملية قبل أن يُحاول إستعادة جزء من علاقته بالحزب، تهيئة بيئة الترميم، وهذا يتم من خلال نقض كل مواقفه التي تسببت بهذه الخلافات وبقطع العلاقة".

هذا على ضفّة "حزب الله"، أمّا على ضفّة "الإشتراكي"، كشف عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي ابو الحسن ل"اي نيوز" أن رئيس مجلس النوّاب نبيه بري يقوم بدور مشكور عليه، للملمة الخلاف بيننا وبين "حزب الله". ونحن بنا بالرئيس بري ملء الثقة وهو حليف قديم وثابت ومستمر وحليف اسيتراتيجي. من هنا نؤكد ان الرئيس بري يُتابع هذا الملف بعيداً عن التناول الإعلامي".

ورأى أن "الهدوء الحاصل على صعيد القاعدة الجماهيرية لدى الطرفين، يعود إلى الهم المُشترك لدى جميع اللبنانيين بغض النظر عن إنتماءاتهم السياسية والمذهبية والطائفية، وهو الهم الإجتماعي الذي يُحاصرنا. ثانياً هناك ترتيبات كُبرى على مستوى المنطقة وخطيرة تتعلق بتصفية القضية الفلسطينية وما لهذه المسألة من تداعيات وتاثيرات مباشرة على الداخل اللبناني. وهذا يتطلب منا ان نواجهها مُجتمعين. ولهذا السبب نعتقد أن لدى اللبنانيين الوعي والحرص والمسؤولية أن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار".

ودعا ابو الحسن "الرفاق" في "حزب الله"، إلى إعلاء المصلحة الوطنية وتعزيز منطق وحضور الدولة التي نعتبرها ملاذنا وحمايتنا. والمشترك بيننا هو العدو الإسرائيلي الذي يعتدي على الحقوق ويغاصب فلسطين ويُحاول التوسّع. والعدو الأخر هو هذا الفقر القادم الينا. من هنا يجب اعتماد لغة الحوار بعيداً عن بعض الأقلام والكتبة والمستكتبين الذين لا يُقدمون ولا يؤخرون، بل يُريدون تأجيج العلاقة وتوتيرها بشكب يخدم مصالحهم".

وفي السياق، فقد ترأس بري اليوم، اجتماعا تنسيقيا حضره وزير الصناعة وائل بو فاعور والوزير السابق غازي العريضي عن "الاشتراكي" والمعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" حسين الخليل ووفيق صفا عن "حزب الله" والوزير علي حسن خليل واحمد بعلبكي عن حركة "امل" وذلك لإب إطار بحث التطورات والتشاور بهدف تنسيق المواقف. وقد كشفت مصادر مقربة من عين التينة ل"اي نيوز"، ان "اللقاء جاء في إطار مساعي الرئيس بري لتقريب وجهات النظر وخصوصا لجهة التقارب بين الاشتراكي وحزب الله".

* المصدر: اي نيوز

تعليقات: