الكاتب الحاج صبحي القاعوري
حضرات النواب اللبنانيين بدون استثناء مسيحيين ومسلمين انتخبناكم مناصفة حسب التفصيل، ورضيتم بالأمانة ، وهي صعبة وهذا ما قاله الله في كتابه العزيز:
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72الأحزاب).
استجبتم لعرض الله وحملتم الأمانة ، وأنتم تدركون بأنها حمل ثقيل ، ولكن بعد تسلمكم لها ضربتم بها عرض الحائط ، وكنتم ظالمين ، وينطبق عليكم القول :
صلى المصلي لأمر كان يطلبه - -لما انقضى الامر لا صلى ولا صاما
ويقال أن هذا ما كان يفعله احد خلفاء بنو أمية ، ومنهم من قال هذا قيل في سلوم .
واعتقد بأن هذا ينطبق عليكم أيها النواب عندما رفعتم شعار محاربة الفساد ، ولما انقضى الأمر لا حاربتم الفساد ولا طالبتم بالإصلاح .
وصلتم الى المجلس عن طريق الحيلة، اعطونا جزاءً من اهتمامكم ، ولا تنغمسوا في اكل أموالنا ، لأن المال العام هو ملك لنا نحن الشعب ، اذا لم تشتركوا في قسمة المال المنهوب ، فأنتم ساكتون عمن نهب ، ولا محاسبة منكم لهم ، وهذا السكوت يعني انتم منهم لأن الساكت على الظلم كالظالم ، وكماقلنا بأن هذا المال مالنا ، اعتبرونا يتامى قُصر ، وحافظوا على هذه الأموال ، ولكن انتم كما قال الله في القرأن الكريم :
ۗ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220البقرة)
ونحن اليتامى قد لا ندخل في دائرة المحتاجين لكن الله ينبهكم الى أن المسألة في اليتيم
ليست مسألة احتياج إلى الاقتيات، ولكنه في حاجة إلى أن نعوضه بالتكافل الإيماني عما فقده من الأب ، ونحفظ ماله ، وأنتم لم تعوضونا عن حنان الأب وحضانته لنا ولم تحفظوا أموالنا ، وقد خالفتم الآية الكريمة :
{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم إِلاَّ بالتي هِيَ أَحْسَنُ}.. [الأنعام: 152]. الأحسن عندكم كان هدر المال بدلاً من الإحتفاظ به .
ويلكم أين ستذهبون من عقاب الله ، مهما طال الزمن فالعمر قصير جداً ، وغداً الحساب.
* الحاج صبحي القاعوري- الكويت
تعليقات: