حفر معدة لتجميع مياه الأمطار ليستخدمها المزارعون في ري مزروعاتهم
تحولت إلى برك لتجميع المياه الملوثة جراء رمي نفايات زيبارة الزيتون
مرجعيون - "اللــــواء": يتعرض سهل مرجعيون منذ مدة طويلة لموجات من التلوث البيئي الذي يهدد التربة الخصبة التي يتميز بها السهل، تلوث بيئي بامتياز يضرب مجدداً جزءاً من السهل، ويعرض حياة المواطنين المقيمين بجانبه للخطر· وفي مقابل هذه الكارثة البيئية التي تتفاقم يوماً بعد يوم، لم تتحرك أية جهة رسمية سواءً على صعيد البلديات المعنية خصوصاً بلدية كفركلا أو القوى والهيئات البيئية الرسمية، وكذلك القوى الأمنية، لوقف هذه المجزرة بحق الطبيعة والإنسان في آن معاً·
وعلى الرغم من حجم المأساة ما زالت الحلول الضرورية غائبة كلياً، حتى أن الجهات المسؤولة مباشرة عن الموضوع غير قادرة على التحرك للحد من الأضرار الناجمة عن تلوث مساحات واسعة في سهل مرجعيون، أو من منع أصحاب معاصر الزيتون المنتشرة بكثافة في المنطقة، من رمي مياه زيبارة الزيتون في حفر عميقة وكبيرة أقامتها مطرانية مرجعيون للروم الكاثوليك الملكيين في الأراضي الزراعية المقابلة لمستعمرة المطلة على عهد المطران انطوان حايك، بحيث كان الهدف الرئيسي من هذه الحفر إقامة برك لتجميع مياه الأمطار واستخدامها من قبل المزارعين في ري مزروعاتهم في فصل الصيف، لكن أصحاب معاصر الزيتون استغلوا هذه الحفر وقاموا برمي مياه زيبارة الزيتون فيها، وتحولت إلى مصدر قلق لدى الأهالي المقيمين بجانبها، وسممت التربة وأفسدتها، ومن المتوقع أن تتفاقم الأزمة إذا لم تبادر القوى والجهات المعنية إلى معالجة فورية لهذه المشكلة·
"لـواء صيدا والجنوب" قام بجولة تفقدية اطلع خلالها من بعض الأهالي المقيمين بالقرب من برك المياه على معاناتهم، فطالبوا السلطات المختصة بوقف هذه المجزرة البيئية، كما تحدثنا مع المسؤولين في المنطقة عن الخطوات والإجراءات المزمع اتخاذها للحد من انتشار هذا التلوث البيئي، الذي سيهدد أراضي زراعية قريبة إذا لم يعالج بشكل فوري·
آلاف الأمتار من التربة الخصبة في سهل مرجعيون تتعرض يومياً لتلوث مميت بسبب انتشار مادة الأسيد الحارق التي تفرزه مياه زيبارة الزيتون في الأراضي، هذا فضلاً عن استحالة العيش في المنازل القريبة من البرك الملوثة التي تنبعث منها باستمرار حشرات سامة وبعوض وروائح كريهة تشكل خطراً حقيقياً على صحة الأطفال وسلامة المواطنين المقيمين في المنطقة·
المتروبوليت حداد
رئيس أساقفة بانياس" قيصرية فيلبس ومرجعيون للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت جاورجيوس حداد - الذي يعتبر المسؤول المباشر عن الأراضي التي تتعرض للتلوث البيئي- استنكر بشدة "لجوء البعض إلى رمي مياه زيبارة الزيتون في قسم من الأراضي التابعة للمطرانية في سهل مرجعيون، دون موافقة المطرانية التي ترفض استخدام ممتلكاتها لتعريض البيئة والمواطنين للخطر"·
وطالب "السلطات المختصة بملاحقة الفاعلين وإيقاف عمليات الرمي في أراضي الوقف حفاظاً على سلامة البيئة والصحة العامة"، داعياً كل مسؤول في المنطقة سواءً بلدية كفركلا أو غيرها، إلى التحرك من أجل كشف ملابسات التلوث الذي بدأ قبل وصوله واستلامه زمام سياسة الأبرشية في المنطقة في بداية العام الحالي خلفاً للمطران أنطوان حايك"·
شيت
رئيس بلدية كفركلا موسى شيت، الذي يعتبر المسؤول الإداري عن الأراضي الملوثة، طالب "جميع المسؤولين بمساعدة البلدية للحد من نتائج هذا التلوث"، معتبراً أنه "لا بد من العمل على سحب المياه الملوثة من البرك ونقلها إلى أماكن بعيدة لا تضر، وهذا لن يحصل إلا إذا تعاونت كافة السلطات المدنية والجهات الدولية والمؤسسات التي تعنى بالبيئة وسلامتها، فبلدية كفركلا غير قادرة مادياً على تحمل كلفة إزالة التلوث وهي تمد يد العون للمساعدة"·
وأضاف شيت: على أصحاب معاصر الزيتون مسؤولية الحفاظ على سلامة البيئة وعدم رمي نفايات معاصرهم في ممتلكات الغير، ووقف محاولات الاعتداء على البيئة·
رضى
حسن رضى الذي يقيم في المنطقة قال: لا نستطيع أن نجلس خارج المنزل بعد الظهر بسبب كثافة البعوض وانتشار الروائح الكريهة من برك المياه الملوثة القريبة منا، تجب إزالتها بسرعة، وهذه المشكلة المزمنة سوف تهدد صحة أطفالنا، ووجودنا، ونحن نرى صهاريج مياه زيبارة الزيتون وهي تفرغ حمولتها في البرك ولا نستطيع إيقافها، ومنع أصحابها من رميها، فهذه الأراضي تابعة لمطرانية مرجعيون للروم الكاثوليك، وهي المسؤولة عن حماية ممتلكاتها، ونخاف من الوقوع في مشاكل مع الذين يرمون نفاياتهم في المنطقة إذا اعترضناهم، وإذا كان البعض منهم مدعوماً نتحمل عواقب تصرفنا، لذلك نطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم، سواء مطرانية مرجعيون وبلدية كفركلا وكل الجهات البيئية، وحتى الأمنية لمنع استمرار هذه الحالة·
تعليقات: