المختار نديم الحاج وابنته ليال
نحو أسبوع مرّ على الحادث الاليم الذي راح ضحيته مختار بلدة عين عطا السابق نديم الحاج فيما لا تزال زوجته نهاد وابنته ليال تصارعان الموت على سرير المستشفى، من دون ان يعلما حتى الساعة ان سندهما في الحياة لفظ آخر انفاسه ورحل الى الأبد.
منازلة الموت
ليل الاثنين الماضي كتب على عائلة الحاج أن تواجه الموت اثناء عودتها من زيارة عائلية في بلدة عيحا، وبعد منازلة مباغتة معه، سلم المختار نديم الروح على الفور فيما اصيبت زوجته وابنته بجروح بالغة وبحسب ما قاله جار الضحية الزميل ياسر غازي لـ"النهار": " تجاوزت نهاد وابنتها مرحلة الخطر الا انهما لا تزالان في العناية الفائقة، الوالدة في مستشفى البقاع اما الابنة ففي مستشفى راشيا الوادي، وقد خضعتا الى عدة عمليات جراحية وما زال امامهما الكثير منها"، لافتا الى انه "لا تعلم نهاد وابنتها ان المختار فارق الحياة، حيث تم اطلاعهما انه يتلقى العلاج في مستشفى اخر وذلك كي لا تتعرضا للصدمة وهما في وضع صحي دقيق".
"سقوط" المحارب
"كان المختار يحارب كل مظاهر الفساد والمخالفات لا سيما السرعة وقد سبق ان قدم شكوى ضد ابنه عندما قام بالتشفيط في ساحة البلدة، اي انه لم يقبل المخالفة حتى من اقرب الناس اليه، وبعد ان امضى سنوات من عمره محاربا افة السرعة سقط ضحيتها وضحية الفوضى، والسبب شاب طائش من بلدة عيحا كان يقود بسرعة جنونية، حيث اصطدم بسيارة المختار، قذفها عشرات الامتار ونكب عائلة باكملها" قال غازي، مضيفاً "اصيب الشاب وهو جندي في الجيش اللبناني باصابات ليست خطرة ونقل الى مستشفى جب جنين حيث يتلقى العلاج، ولم ترفع عائلة الحاج دعوى ضده، فقد جرت العادة حل هكذا امور بالطريقة التقليدية من خلال تدخل المشايخ للتصافي".
مثال الالتزام والشهامة
"المختار نديم رتيب متقاعد في الجيش اللبناني ترشح على كرسي المخترة في بلدته سنة 2010 وقد نجح بالتزكية" قال غازي، متابعاً "حوّل المخترة الى رسالة خدم باطارها اهل بلدته مجانا، وقد كان يتابع امور الضيعة بتفانٍ وصدق الى درجة انه كان ينهي عمله في المخترة نهارا ويجول مساء في الاحراج لمنع التعديات عليها وعلى البيئة، يواكب شرطة البلدية على الارض ويعمل كل ما في وسعه لتطبيق القانون، باختصار كان مثالاً ونموذجاً للالتزام والضمير الحي والشهامة وكل اهل البلدة يشهدون على ذلك".
رسالة وجع
كان من المقرر ان يفرح المختار الحاج بزفاف ابنته العروس بعد شهر لكن بدلا من ذلك زف الى مثواه الاخير وسط حزن شديد عمّ بلدته، رحل تاركا زوجته وابنته وابنه جواد الذي كما قال غازي: "لايزال تحت وطأة صدمة فراق اعزّ الناس اليه"، وختم موجهاً رسالة الى وزيرة الداخلية ريا الحسن التي كما قال: " نعول عليها الكثير"، طالبا منها ومن السلطات المحلية "اتخاذ اجراءات صارمة لتطبيق قانون السير في البلدات اللبنانية وليس فقط على الاوتوسترادات، والايعاز الى البلديات واتحادات البلديات بمراقبة تطبيق قانون السير وانزال العقوبات بالمخالفين".
حادث السير الذي اودى بحياة المختار
تعليقات: