نشرت وكالة "بلومبرغ" مقالاً تطرّقت فيه إلى صفقة القرن التي بدأت معالمها تتجلّى، مع دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الجزء الإقتصادي العلني منها، حيثُ ستُعقد قمة في البحرين في أواخر شهر حزيران المقبل.
ولفتت الوكالة إلى أنّ هناك الكثير من الشكوك التي تحيط بهذه الصفقة التي يسميها ترامب وصهره جاريد كوشنير "خطة السلام في الشرق الأوسط"، إلا أنّها أضافت أنّه لو فشلت بعض الجهود، فهي ستنقلب لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشارت الوكالة إلى أنّه وبحسب الصفقة، يكون نتنياهو قد فاز بجزء من آخر انتخابات، وهو المتعلّق بوعود "توسيع السيادة الإسرائيلية على المستوطنات" في الضفة الغربية المحتلّة.
وفيما لم يكشف كوشنير سوى القليل عن خطّته التي أعلن أنّ تفاصيلها ستُعرف بعد شهر رمضان، فمن المتوقع أن تشمل زيادة سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية. وبحسب "بلومبرغ"، يرى المتشددون في الحكومة الإسرائيلية، أنّه حان الوقت لحليفهم ترامب أن يستولي على المزيد من الأراضي في فلسطين المحتلّة، سواء فشلت أو نجحت "خطة السلام".
وقال ديفيد ماكوفسكي، مدير مشروع السلام في الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "يهدف نتنياهو من الآن وحتى العام 2020 إلى انتزاع كلّ ما يمكنه من خلال ترامب، وأن يضمّ المزيد من الأراضي".
وفي الوقت الذي أعلنت فيه السلطة الفلسطينية أنها ستقاطع مؤتمر البحرين، أوضح مسؤول أميركي أنّ المؤتمر سيركز على إطار اقتصادي للشعب الفلسطيني والمنطقة، وكانت بعض الصحف الأميركية قد أشارت الى أنّ الدول التي تضمّ لاجئين فلسطينيين مثل لبنان والأردن ومصر سيكون لها حصة في المساعي الإقتصادية، بما في ذلك إمكانات نمو القطاع الخاص، أمّا الطرح السياسي فسيُترك لوقتٍ لاحق.
من جانبه، قال رياض منصور، سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة: "لقد تبنت الولايات المتحدة كل المواقف التي تبنتها الحكومة الإسرائيلية اليمينية، كما أنّها تشجعها على خرق القانون الدولي".
كما ذكّرت الوكالة بالحرب التي وقعت عام 1967، وأشارت إلى أنّ إسرائيل احتلّت الضفة الغربية آنذاك بعدما انتزعتها الأردن في الحرب، ويعيش فيها اليوم 2.9 مليون فلسطيني و400 ألف مستوطن.
من جهته، أعرب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان عن قلقه من أن الإدارات الأميركية في المستقبل، قد لا تكون موالية لإسرائيل مثل ما يفعل فريق ترامب الذي يبذل قصارى جهده لمساعدة إسرائيل. وسأل فريدمان خلال اجتماع عقدته لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية في واشنطن: "هل يمكننا ترك هذه الجهود لإدارة جديدة قد لا تدرك حاجة إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على يهودا والسامرة؟"، وتقصّد قول "يهودا والسامرة" وهو الإسم الذي تُطلقه إسرائيل على الضفة الغربية، ويعود أصل التسمية إلى التوراة.
تعليقات: