إعلاميون يطلبون الكلام خلال المؤتمر الصحافي لموسى الضاحك والمعلّم في دمشق أمس
أخذت هذه القمة العربية التي عقدت في دمشق على مدى يومين واختتمت أمس، وقتاً طويلاً في الجدل قبل انعقادها، وخلاله وبعده، حول: هل تنجح أو لا تنجح. وكانت الاجابات في معظمها مبنية على مواقف مسبقة... فمَن أراد لها الفشل بدأ بالتشويش عليها ونعى نتائجها سلفاً. ومَن أراد نجاحها استبق كل ما يمكن أن يصدر عنها لتأكيد فوزها.
لا بد أولاً من الاعتراف بأن سوريا تصرفت بذكاء وحنكة في التعاطي مع هذه القمة من ألفها الى يائها. وأول ما فعلته هو أنها حيدت نفسها كطرف، ووضعت نفسها على الفور في الموقع الذي يعني أن القمة ورئاستها لمدة سنة هي لكل العرب. ولا بد من الملاحظة ثانياً أنها وضعت العرب على الطريق الذي أرادته، وهي أن تكون فترة السنة مخصصة للعمل في خدمة العنوان الذي وضعته لها وهو: التضامن العربي.
(نجحت أم لم تنجح)، لم تعد هذه هي المسألة. ذلك أن المؤتمر الصحافي الختامي الذي عقده وزير خارجية سوريا وليد المعلم وأمين عام الجامعة العربية الدكتور عمرو موسى لحشد ضخم من الصحافيين من مختلف أنحاء المعمورة، كشف الحالة النفسية الحقيقية للادارة السورية ونظرتها الى نتائج القمة. وبدا وزير الخارجية السوري وليد المعلم في منتهى الارتياح، وفي آخر مزاج، وآخر (رلاكس)، في أجوبته وردوده على أسئلة الصحافيين، وبعضها كان مركزاً وذكياً ومحرجاً. وقد تبادل القفشات الضاحكة والذكية مع أمين عام الجامعة. وقد اكتشف جمهور التلفزيون (وهو يعد بالملايين من المشاهدين والسامعين) وجهاً جديداً للوزير المعلم ينم عن ذكاء حاد وبديهة متقدة ونارية، وقد انتزع ضحكات الحضور والمشاهدين رداً على التعليقات الذكية واللماحة للأمين العام، عن الفارق بين (الغزل والعزل)، وعن الحب العذري والحب الذي ينجب صبياناً وبناتاً... باختصار، لم تعد مسألة القمة أن (تنجح أو لا تنجح)، بعد أن كسبت في هذا الموتمر الصحافي الختامي الوصف الذي تستحق: القمة الضاحكة! (بعيداً عن أي ايحاء لأي نوع من أنواع الجبنة)!
هل ربح لبنان أم خسر بتغيبه عن القمة? بسبب هذا الغياب، عادت القمة الى ما سبق وتقرر في الشأن اللبناني . وبهذا يبقى لبنان عالقاً في المكان نفسه من المبادرة العربية التي لم ينقص منها حرف، ولم يزد عليها حرف، وذلك بسبب غياب لبنان. وبالتأكيد فإن لبنان ضيع فرصة تحريك المبادرة العربية في اتجاه ما، بسبب غيابه، في وقت كانت الأجواء السورية التي تدير القمة حريصة على الايحاء بأن سلوك سوريا كرئيس للقمة هو غير سلوكها كطرف. وهذا ما أعطت أدلة عليه في إلحاحها على دعوة الطرف الآخر تلميحاً يشبه التصريح الى اللقاء والحوار بقصد الحل. وبهذا المعنى يكون لبنان قد خسر آنياً، وكان في مقدوره، لو حضر، أن يحشر الموقف السوري لكشف حقيقة نياته، ويدفعه الى اتخاذ موقف ايجابي علني كان مستعداً له.
تعليقات: