صبحي القاعوري: ظاهرة تضاؤل القراء


ظاهرة غريبة ، تستحق الوقوف عندها والتأمل...

قبل سنة كان قراء المقالات بالآلاف ، وبدأ العدد يتناقص الى أن اصبح بالمئات وأحياناً لا يتجاوز المئة.

هل قراء المقالات تضاءل لعدم الرغبة في المادة المطروحة، أم مقاطعة موقع الخيام دوت كوم ، وبالمقارنة لا هذا ولا ذاك ، حيث تبين من مراقبة الفيسبوك والتويتر أن عدد القراء للمنشور الطويل او القصة المعبرة تضاءل كثيراً ، واتضح بأن الناس تتجه الى النكتة او الحكمة التي لا يتجاوز عدد كلماتها أصابع اليد الواحدة .

إذاً لا الكاتب ولا الموقع هما من كانا السبب ، ولا بد من معرفة حقيقة أسباب هذه الظاهرة بغض النظر عن النكتة والمنشور القليل الكلام .

وللوقوف على أسباب هذه الظاهرة لجأنا الى احصائيات محلية واقليمية ودولية وتبين أن نسبة القراء في الوطن العربي تكاد تكون معدومة بالنسبة للأمم الأخرى، حيث بلغت النسبة ‎%‎5 ، بينما وصلت في الدول الأخرى الى اكثر من ‎%‎70 وفي اميركا ‎%‎98 ، والحق يقال بأن المواطن العربي لا تنقصه المعرفة والعلم ، ولكن الظروف الذي يمر بها من هموم وإحساس بالتقصير تجاه عائلتة ومشاكل المادة والحروب التي فرضت عليه واستجاب لها طوعاً دون تمييز بما هو الأصح والأفضل لمصلحته وغرق في همومها ومن الصعب عليه الخروج منها بعد أن تمكنت في نفسه وانقياده للطائفية ، وتصنيفه للفريق الذي هو من ذاته عميل لهذه الجهة أوتلك والعكس صحيح ، اتجه هرباً الى النكتة للترويح عن النفس وإلى كل كلام مختصر .

ليس من السهل الخروج من هذه المحنة في الوقت الحاضر حتى ولو وعوا العلماء والسياسيين ، وربما نحتاج الى ثلاثة عقود لو بدأنا التصحيح من اليوم .

نطلب من الله الهداية للجميع .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: