الشهيد المربّي علي سويد
انتظر وفيق حلول العتمة قبل ان يتوجه الى منزل جاره ابو محمود ، طرقتان على الباب وكان في الباب قاسم ، اتخذا ركنا وتحدثا باصوات خافتة ، اطالا الحديث واختارا السكوت عندما اقتربت منهم الحاجة ام محمود حاملة لهم كاسين من الشاي ، (ليش سكتوا يا ولادي ، بعرف كل شي ما تخبوا عني بس يا حبيبات قلبي ديروا بالكن على حالكم الله يحرسكم ) . تناولا الشاي وقوفا ثمة شيئ ما يعتمل في البال ، اطالا الوقوف الصامت قرب الباب بانتظار خطوات قادمة لم تقترب ، نظرا من شباك مفتوح على اضواء خفيفة تكسر ليل البيوت فلم يتراءى لهم احد ، ما الذي اخر غسان تساءل قاسم ، ما الذي اخره يا ترى ؟
عشرون دقيقة مرت من التأخير المخيف ، اخيرا رن جرس الهاتف اليدوي كان غسان على الخط ، اعتذر، غمغم ببعض كلمات فهم الرفاق انه مراقب وثمة مجموعة من افراد الميليشيات العدوة يستقلان سيارة متوقفة قرب منزله . وانهى مكالمته بلغة مقطعة الاحرف والارقام عرفا اسرارها : نلتقي بعد ثلاثة ايام صباحا في المغارة السفلية .
تابع وفيق وقاسم حديثهما الهامس ،رسما خطوطا ومواقع على ورقة مزقاها بعدها ،كانا يعرفان المكان الذي سيستلمان فيه وغسان اسلحتهم ومعداتهم ، ودعا بعض وحددا موعد الانطلاق سويا : الخامسة فجرا
ثلاثة غرف واحدة سفلية واثنتان علويتان هم بيت وفيق واهله ،وغرفتان ومطبخ وما يشبه الحمام منزل قاسم ، من امام المنزلين تقدمت اليات العدو لتحتل الخيام وترتكب فيها ابشع مجازرها وفي داخل المنزلين الواطئين تكون غضب بحجم الجبال ضد العدو الذي يدنس الارض ،من هنا انطلق وفيق وقاسم لمهماهما بفرح يلمع في عيونهما الغاضبة ، كانت الطريق باتجاه نبع ابل انحدارا بين بيوت متباعدة يعرف الرفيقان انهما سيداها ، التفاف من جنوبي ابل السقي على طرف وطى الخيام حيث طرف العرقوب ، هنا مواقع يهابها العدو فيقصفهايوميا من طائراته حماية لمراكز ثابتة لجيشه ،الذي يخاف هذه المناطق و لا يتحرك عناصر فيها الا بحذر شديد
لم تتفقا على المراقبة ، لكن اذا تنقل نظرك بين منزليهما ام محمود وام واصف لرايت كلا منهما تقف عند الشباك الشمالي قبل صلاة الصبح بقليل تحرسان بعيونهما وقلوبهما قاسم ووفيق وغسان وكل الشباب الذاهبين لقتال العدو ، الاكف امام الوجه ودعاء بالنصر والعودة السالمة ودموع متجمدة في الاعين ، دموع اجمل الامهات
بضعة قرى زرعت بيوتها بين الصخور وعلى كتف الاودية ملتحفة الجبال بمحبة ، هذه المحبة امتدت الى الرفاق فاحتضنتهم فكانوا في هذه القرى صخورا مضافة وصقورا ، كهوف كثيرة يعرفها جيدا ابناء القرى ويخافها العدو جعلها الرفاق بيوتهم ومراكزهم في احدها، في كهف في منطقة مزارع شبعا استشهد قاسم . وقرب صخرة في احد اودية العرقوب استشهد وفيق وفي الخيام التي جاءها محررا ونجح استشهد غسان
الشهيد وفيق عقيل
الشهيد غسان حسان
الشهيد قاسم باشا
الشهيد أسعد عواضة
تعليقات: