الاقتصاد والأمن يقفلان بوابة فاطمة

جندي لبناني عند بوابة فاطمة
جندي لبناني عند بوابة فاطمة


تبقى بوابة فاطمة رمزاً من رموز الانتصار عام 2000، ومحطة تلفت انتباه كل عابر على الحدود مع فلسطين على طريق عام بلدة كفركلا. موقع عسكري إسرائيلي مسيّج ومصفّح، يختفي خلفه جنود لم تعد تراهم، خائفين خلف السياج الحدودي، وأمامهم مجسّم لصواريخ الكاتيوشا ومكتب ضخم لاستقبال التبرعات المالية الداعمة للمقاومة على الجهة الأخرى المقابلة داخل الأراضي اللبنانية.

محال تجارية واستراحات للعابرين، ما زال أصحابها صامدين هناك، يملأون محالهم بالبضائع، غبر آبهين بأخبار أي حرب مقبلة. لكن المختلف الآن هو عدم وجود الزبائن والمحتشدين أمام بوابة فاطمة. الجيش اللبناني لا يسمح للعابرين بالاقتراب من الحدود لرشق الحجارة أو أخذ الصور أو لأي أمر آخر. المشهد يعكس أمرين: جنود إسرائيليون خائفون ومختبئون، ولبنانيون يطمعون بالاقتراب من الموقع الإسرائيلي، لكن الجيش اللبناني يمنعهم من ذلك حفاظاً على الأمن ومنعاً لأي تفجير، إضافة إلى صمود أصحاب المحال التجارية رغم الوضع الأمني المخيف هناك، والوضع الاقتصادي السيئ الذي منع أبناء المنطقة من قصد المطاعم والاستراحات، لأن أموالهم لا تكفي لشراء احتياجاتهم الأساسية.

الغلاء الفاحش مصدر شكاوى أهالي البلدة هناك. صاحب أحد صالونات الحلاقة يقول «إنه الوضع الاقتصادي السيئ الذي يرهب الأهالي هنا، أسعار وغلاء يمنعان الجميع من القيام بأي مشروع، حتى الزواج والتنقل والبناء».

قرب بوابة فاطمة، بعض السيارات التي تحاول التوقف دون فائدة بقصد النزول، لا تحاول قصد المحال التجارية الكثيرة هناك، وأصحاب المحال فقط يجتمعون معاً، يناقشون الوضع السياسي ويشكون الوضع الاقتصادي.

«كما ترى لا أحد من الزبائن هنا، وتستطيع الانتظار كثيراً دون أن ترى أياً منهم. الكل خائف من المجهول، نستطيع مواجهة الحروب الإسرائيلية لكننا قد لا نستطيع مواجهة التقصير والإهمال إلا بتغيير حاسم»، يقول صاحب استراحة ورود ملاصقة لبوابة فاطمة، ويؤكد أن «المصالح التجارية معطلة، ولا نستطيع أن نفتح أفقاً جديداً لأعمالنا، وكانت بوابة فاطمة قبل الحرب تقصد من كل دول العالم، وخاصة الخليجيين، ما ساهم في تحسن الوضع الاقتصادي، لكن زيارات هؤلاء بدأت بالتراجع شيئاً فشيئاً منذ اغتيال الرئيس الحريري، واليوم ليس هناك أي زائر بسبب منع الجيش ذلك، إضافة إلى الأوضاع الأمنية والاقتصادية».

ويضع محمد شيت أمام محلّه التجاري علماً لحزب الله بشكل قريب جداً من الحدود، ويقول «أنا أضع هذا العلم الذي يحمينا، والناس جميعاً يسكنون هنا وأصبحوا يأمنون على أنفسهم، لكنهم لا يأمنون على وضعهم المعيشي، إذا استمرت الأزمة الاقتصادية في تفاقمها لا أحد سيلوم الناس على ما قد يفعلونه في مواجهة ذلك، ولولا المقاومة لن يبقى أحد في هذا البلد، فقوات اليونيفيل يمرون هنا بأمان واطمئنان ولا يمكنهم أن يحمونا من إسرائيل».

تعليقات: