شاءت الصدف أن التقي طالب لبناني جامعي في كالفورنيا عام 1989 ، ومن الأحاديث المختلفة سألته ماذا يدرس قال السنة الأخيرة " اقتصاد " ومن جملة الأحاديث تطرقنا الى مبادرة الإتحاد الأوروبي وتوحيد العملة ، ونحن العرب الدراسة في ادراج الجامعة العربية منذ سنة 1956 " السوق العربية المشتركة " ولم تخرج الى النور ، ليس هذا المقصود في موضوعنا ، حيث كانت المفاجئة بالنسبة لي أن الدرس الأخير للتخرج كان عن توحيد العملة ، ونال هذا الطالب علامة %100 على موضوعه، وبإختصار كان معارضاً لتوحيد العملة ، حيث أن الدول الأوروبية ستفقد اكثر من ثمانية ملايين وظيفة في القطاع المصرفي فضلاً عن افلاس بعض الدول الأوروبية بعد فترة زمنية في عالم الإقتصاد لا تتجاوز العشرين سنة من إصدار العملة الموحدة .
وتشاء الصدف أن التقي هذا الطالب في الكويت عام 1996 وكان في مهمة ، وكان يومها رئيس الوزراء المرحوم رفيق الحريري قد اصدر سندات خزينة بموافقة حاكم البنك المركزي بفوائد تجاوزت ال %51 وعن هذا الوضع قال لي لبنان ذاهبٌ الى الإفلاس بتعليمات ماسونية ، يشترك فيها بعض السياسيين والمصرفيين ، وبمدة لا تتجاوز ال 20 سنة وبآوضاعٍ اجتماعية مزرية لأن هذه الطريقة تشجع السياسيين بالطرق المعروفة لديهم على هدر المال العام وإفراغ الخزينة لحساباتهم وسيتجاوز الدين العام ال 100 مليار دولار .
وتمر الأيام والسنون ولا اعرف عنه شيئاً حتى ولا اتصال ، وقبل أسبوع يرن جرس هاتفي لأسمع على الجهة الثانية صوت هذا الطالب ( طبعاً هو لم يعد طالباً ) ليخبرني انه في الكويت ولمدة قصيرة ويطلب مقابلتي وكان ذلك ، طبعاً بعد الدردشات ، قال : اذكرك عما جرى الحديث بيننا في كالفورنيا ، وتعرضت بعض الدول الأوروبية للإفلاس ومنها اليونان والبرتغال وإيطاليا وإسبانيا ودول أخرى ، كذلك اذكرك بما جرى الحديث بيننا عن لبنان ، وها هو الدين تجاوز ال 100 مليار وها هي تصريحات كبار المسؤولين والإقتصاديين بإفلاس الدولة ، وبعض فضائح نهب المال بدأت تظهر الى العلن ويفوق المال المنهوب الدين العام بأربعة أضعاف اذ لم يكن اكثر ، والمخفي اعظم ، وشعب تائه لا يعرف بوصلته ، لأن برمجة عقله بيد الناهب كما قال رئيس الجمهورية ( لبنان منهوب وليس مكسور ) .
الشعب في العناية المركزة في غيبوبة تامة ، ولكن ليس ميئوساً منها ،ولا بد من صحوة مهما طال الزمن ، وإلى ذاك الوقت سترى لبنان مزدهراً بسواعد قادة جدد لا هم لهم سوى المصلحة العامة .
ربنا يستجيب
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
تعليقات: