شكراً لبعض المصريين الذين أساءوا للنازحين السوريين في أرض الكنانة، فقد كانوا سبباً في إطلاق مشاعر أصيلة لدى الشعب المصري، بكل مكوناته، معلناً عن عميق تعاطفه مع الشعب السوري في محنته، مستحضرا لحظات من تاريخ البلدين اللذين جمعتهما عام 1958وحدة كان يمكن لها أن تغير وجه المنطقة والعالم لولا ذلك الانفصال المشؤوم عام 1961، وجمعتهما حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، التي كان ممكناً لها أيضاً أن تغير وجه المنطقة لولا الانحراف الذي حولها من انتصار عسكري إلى هزيمة سياسية...
فلقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي هذه الايام بهاشتاغ "السوريين منورين مصر"، وبدأت الأقلام تكتب عن ابن حلب السورية، سليمان الحلبي، الذي اغتال كليبر قائد الحملة الاستعمارية الفرنسية على مصر عام ١٨٠٠، وعن جول جمال ابن الساحل السوري الذي فجر نفسه في بارجة جان بارت الفرنسية على شواطئ بورسعيد، وعن الجيش الأول، جيش سورية المتكامل مع الجيشين الثاني والثالث أي جيش مصر، بل عن الأبطال السوريين الذين فجروا أنابيب النفط في بانياس ليحولوا دون تصدير النفط إلى دول العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، دون أن ينسوا إذاعة دمشق التي أعلنت يوم قصف إذاعة القاهرة: "هنا القاهرة... من دمشق".
الذي يريد أن يطمئن إلى حال العروبة في زمن التضليل والتحريض والتفتيت والخطاب العنصري البغيض، ما عليه إلا أن يواكب ردود الفعل الشعبية المصرية على إساءات القلة ضد أشقائهم السوريين.
فعلاً مصر أم الدنيا...
تعليقات: