من الأرشيف (من عهد الوصاية)
مع اقتراب اول الشهر بعد آخره امتدح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي عضو الاشتراكية الدولية النائب وليد جنبلاط المملكة العربية السعودية وملكها وهاجم سوريا. ولأن مواعيد اواخر الشهور وبداياتها هامة جدا لـ «البك الجديد» فان جام غضبه سال في شتى الاتهامات مما يؤكد امتعاضه الشديد من نجاح قمة دمشق ورئاسة الرئيس الدكتور بشار الاسد لها لسنة كاملة وقدرة القيادة السورية على احتواء الخلافات العربية وتأمين حضور اهم القادة العرب والخروج بقرارات هامة على مختلف الصعد والملفات. اعتبر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة «الانباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، «ان اقل ما يقال في قمة دمشق انها قمة باهتة افتقدت، الى جانب التمثيل الرفيع للدول العربية الرئيسية، الرؤية السياسية التي يفترض ان ترسمها القمم العربية لتقدمها الى الشعوب العربية بما يتلاءم مع طموحاتها وتطلعاتها السياسية. فهذه القمة الباهتة لم تحقق اي تقدم يذكر في اي من الملفات الاشكالية الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية والعراق ولبنان. وقال: «على الرغم من كل الجهود التي بذلها النظام السوري سواء من خلال التهديد بالندم لكل الدول المتغيبة الذي كان اطلقه منذ اسابيع فاروق الشرع، مرورا بالاتهامات التي اطلقت بحق بعض القوى بعمالتها للأميركيين، وصولا الى اللجوء الى الفتاوى الدينية لتأمين الحضور الاوسع، على الرغم من كل ذلك لم تكن القمة كما ارادها البعض. اضاف: «غريب امر النظام السوري، اليس هو من اعلن بعد انتهاء القمة ان كل الذين شاركوا في اعمالها، مهما اختلفت مستويات تمثيلهم ساهموا في «نجاحها»، فكيف توجه اتهامات بان بعض الدول العربية عميلة للاميركيين وانها كانت تسعى من خلال خفض تمثيلها لافشال القمة خدمة للمشروع الاميركي؟ ثم اليس النظام ذاته الذي تحدث عن ان كل العرب ممانعون وانه ليس هناك من هو معتدل ومن هو ممانع والجميع يمانعون عندما يتعلق الامر بالهوية العربية؟ فلماذا شن صغار حلفاء النظام السوري في لبنان حملات التخوين والتشكيك على دول الاعتدال العربي، مما زاد في الانقسام والشرذمة في العلاقات العربية - العربية؟ اضاف: لقد تحدث وليد المعلم عن الازمة اللبنانية قائلا ان الحل هو لبناني - لبناني، فهل يظن ان احدا ما يزال يصدق هذا الكلام المنمق في الشكل والفارغ في المضمون؟ وهل يظن ان الاستخفاف بالعقول هو الطريقة الانجع نحو تحقيق الاهداف؟ الا يعلم القاصي والداني ان النظام السوري هو الذي يعرقل حل الازمة السياسية في لبنان؟ الم يجهض النظام السوري وبعض الاطراف اللبنانية الداخلية المتحالفة معه كل المبادرات السياسية؟ الم يقفلوا المؤسسات ويعلقوا العمل بالدستور؟ الم يتنصلوا من مقررات الحوار وعلى رأسها المحكمة الدولية الم يفشلوا معالجة السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات والتبادل الديبلوماسي وترسيم الحدود وكل الامور الاخرى؟ وسأل: «ماذا عن فلسطين؟ الم يسع النظام السوري الى تعميق الانقسام الفلسطيني ويجهض اتفاق مكة وربما اعلان صنعاء مؤخرا؟ الم يشجع الاطراف الفلسطينيين على الاقتتال الداخلي ليمسك بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل؟ اليس تصدير الارهاب الى العراق يصب في الخانة نفسها، وهو ما يدركه تماما العراقون دون اي التباس يذكر؟». وتابع كما لاحظنا الحضور الباهت لوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الذي اعتاد على ما يبدو العمل خلف الاضواء بسبب ماضيه الامني والاستخباراتي في سافاك الجمهورية الاسلامية حيث كان من المشرفين على اعمال التعذيب وشارك في اعدام القائد الكردي قاسم لو، فشتان ما بينه وبين بعض اسلافه من وزراء الخارجية الذين يتمتعون بالمعرفة والثقافة الديبلوماسية من امثال ولايتي وخرازي». وتابع: اما بالنسبة الى الموقف السعودي المشرف الذي لطالما وقف الى جانب لبنان واللبنانيين جميعا دون تفرقة او تمييز بين احزاب او مذاهب او تيارات، والذي لطالما قدم الدعم السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبنان في احلك الظروف تعزيزا لصمود الشعب اللنباني، فهو موقف ليس بجديد. فلخادم الحرمين الشريفين وقفات مشرفة مع اللبنانيين منذ امد طويل، وللمملكة دورها الرئيسي في اتفاق الطائف الذي اكد نهائية لبنان وعروبته وثبت صيغة المشاركة السياسية فيه على اساس المناصفة، واتى كل ذلك بعد حرب طويلة ايضا واكب كل محطاتها وزير الخارجية الامير سعود الفيصل الذي لطالما كان حاضرا لبذل الجهود الممكنة لحل الازمة اللبنانية. وقال وحتى خلال حرب تموز 2006، لم تقصر المملكة العربية السعودية في دعم لبنان لاعادة النهوض من خسائر الحرب المدمرة، كما انها لطالما دعمت العملة الوطنية اللبنانية ومنعت انهيارها. لقد اكدت المملكة من خلال قيادتها، وعبر سفيرها في بيروت انها على مسافة واحدة من اللبنانيين، وان لا مصلحة مباشرة لها في لبنان او انها تريد تحويله الى ساحة نفوذ كما يسعى البعض الآخر. لقد استقبلت المملكة واحتضنت جميع الاطراف اللبنانيين انطلاقا من سياستها المتوازنة التي تؤكد فيها انها تريد الخير والاستقرار للبنان. وتابع : لقد صمد اللبنانيون طويلا بفعل ارادتهم الصلبة واصرارهم على حب الحياة وثقافة الانفتاح، ولقد دعمتهم في ذلك دول الاعتدال العربي التي تريد مساعدة لبنان على ممارسة حقه في السيادة والحرية والاستقلال، وهو المسار الذي سنسير عليه مهما بلغت الصعاب. زيارة ولي الدين وكان النائب جنبلاط قد زار المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين في منزله في بعقلين، يرافقه وكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الاشتراكي.
تعليقات: