حمل حقائبه قبل أسبوع وتوجه مع زوجته في رحلة سياحية إلى إسبانيا بعدما رسما معاً مخططاً لتمضية أوقات جميلة، من دون أن يتوقّعا أن النهاية ستكون مأسوية، وأن الموت ينتظر أحدهما ليفرقهما عن بعضهما، فخطف الزوج الشاب المفعم بالحياة علي مرعي في حادث سير مروّع... رحل ابن بر الياس البقاعية تاركا ابنتين تنتظران عودته، لكن للأسف سيعود إلى وطنه جسداً بلا روح ليلتحف ترابه.
رحلة انتهت بكارثة
صباح امس حلّت الكارثة على عائلة مرعي. وبحسب ما شرحه قريب الضحية ناظم شحرور لـ"النهار": "كان علي (35 سنة) يقود سيارة كشف حين انقلبت به، ما أدى إلى لفظه آخر أنفاسه". وأضاف: "لم تكن زوجته برفقته عند وقوع الحادث الذي حوّل رحلتهما الى جحيم"، لافتا إلى أن "علي من بر الياس سكان جونية، شاب خلوق إلى أبعد الحدود. أحب الحياة، لكنها لم تمنحه مزيداً من العمر ليبقى على الأرض ويكمل مسيرته التي تكللت بالنجاح في سنوات عمره القليلة. وأكمل: "عرف علي بأعماله الخيرية، فقد أنعم الله عليه برزق وفير لم يحرم منه المحتاجين، فقد كان كريماً، معطاءً، يجد سعادته في إسعاد الآخرين".
خبر صاعق
خبر موت علي بهذه الطريقة المأسوية سقط كالصاعقة على عائلته وبلدته. ولفت ناظم إلى أنه "لا كلمات يمكنها التعبير عن هول مصاب والديه وشقيقه وشقيقتيه. فمن ودّعهم قبل أيام على أمل اللقاء، سيعود إليهم في نعش. أي مصيبة هذه؟ وأي عقل يمكنه استيعابها؟". مضيفاً: "ننتظر انتهاء إجراءات نقل جثمانه من إسبانيا التي ستستغرق أياماً، لنزفّه إلى مثواه الأخير عريساً خُطف من بيننا وهو بعيد".
الموت على الطرق يلاحق اللبنانيين داخل وطنهم وخارجه، وقد أُجبر علي هذه المرة على توقيع اسمه بالدم على لائحة ضحاياه.
تعليقات: