مارتينيز المؤهل لخلافة غراتسيانو يغادر «وفي القلب غصة»

مارتينيز يودّع العميد مطر وضباط الجيش اللبناني
مارتينيز يودّع العميد مطر وضباط الجيش اللبناني


سهل بلاط:

أبدى قائد القطاعي الشرقي الإسباني المغادر البريغادير جنرال كاسيميرو خوسيه سان خوان مارتينيز، تفاؤلاً بإحلال السلام في المنطقة، متمنياً لـ«الشعب اللبناني دوام الازدهار والتقدم، ولهذا البلد الجميل السلام والاستقرار، رغم أن الفرصة لم تسنح لي، بزيارة أماكن سياحية في لبنان».

وأعرب سان خوان، المؤهل لخلافة الميجور جنرال كلاوديو غرازيانو على رأس «اليونيفيل» في شهر شباط من العام المقبل، والعائد إلى بلاد الأندلس، حاملاً في عقله وقلبه «ذكريات طيبة، ومشاعر ود للسكان المحليين، وحنين لهذه الربوع الجميلة، التي لن أنساها ما حييت»، عن سروره بالعلاقة الطيبة التي نشأت بين قواته والأهالي، متمنياً «أن تتوطد هذه العلاقة أكثر مع الكتيبة الجديدة، وأن يترسخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، عبر تطبيق القرار 1701».

سان خوان، الذي يتسم بالمودة والسلاسة، بنى أسساً متينة لعلاقات مميزة مع فاعليات المنطقة وأهلها طيلة فترة وجوده، من خلال قيادته الحكيمة للقطاع الشرقي مع قواته، لمساهمتهم الفعالة في مهمة حفظ السلام في الجنوب، ورعايته ودعمه مشاريع خدماتية إنمائية وإنسانية عدة، حيث يبادله الجميع الاحترام، ضباطاً وأفرادا ومواطنين، قال لـ«السفير» في حديث خاص، «أترك لبنان وفي القلب غصة؛ لقد أحببت هذه المنطقة وبات لي فيها أصدقاء عديدون»، واصفاً «الشعب هنا، أنه صديق ودود، منفتح ومضياف، أتمنى لهم الخير والازدهار».

وحول تقييم فترة خدمته في الجنوب، ورضاه عما تم إنجازه خلالها من القرار ,1701 قال سان خوان، خلال حفلٍ وداعي أقيم على نطاق ضيّق في قاعدة «ميغل دو ثيرفانتس» في سهل بلاط، حضره ضباط كبار لبنانيون ودوليون، عشية مغادرته لبنان الى إسبانيا، في إطار عملية تبديل روتينية في صفوف الوحدة الإسبانية العاملة في عداد «اليونيفيل» المعززة في جنوب لبنان، بعدما أمضى نيفاً وأربعة أشهر على رأس قيادة «اليونيفيل» في القطاع الشرقي، «سياسياً لن أعلق على الموضوع، لكن ميدانياً كما أرى، فإن الوضع هادئ ومطمئن؛ وبالنسبة إلينا، فقد أتمَمْنا المهمة الموكلة على أكمل وجه، ونفذنا الـ1701 بحذافيره 100٪، وفقاّ للقرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن، بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، بفضل تسديد خطى نحو استقرار جنوب لبنان، مع الجيش اللبناني، وتعاون جميع الاطراف في الجنوب»، معتبراً أن «السكان المحليين يتسمون بالود والصداقة والإيجابية»، آملاً أن «تستمر هذه العلاقة مع الكتيبة الجديدة، التي ستواصل المهمة مع البريغادير جنرال باتيستا غارسيا سانشيز القائد الجديد للقطاع الشرقي، الذي سبق وخدم هنا وخبر المنطقة، وأنتم تعرفونه جيداً، وهو يتمتع بالأهلية والصدقية في تعامله مع الآخرين».

وعن احتمال عودته مرة أخرى إلى الجنوب، قائداً على رأس «اليونيفيل» كما تردد، ابتسم وهز كتفيه قائلاً: «ربما!.. لكن من الممكن ان أعود يوماً كسائح، وأتمنى قبل كل شيء، أن يحل السلام في هذه الربوع، وأن ينعم أهلها بالاستقرار؛ الشعب اللبناني جدير بالحياة الكريمة، وأكن له كل احترام وتقدير، وأحمل له في قلبي كل الخير والمودة، التي ستذكرنا دائماً بكم».

وختم شاكراً جهود الصحافيين والمؤسسات الإعلامية على مواكبتهم الدائمة لنشاطات الكتيبة الإسبانية العسكرية والخدماتية الإنمائية والإنسانية، متمنياً «لكم ولمؤسساتكم دوام التقدم والازدهار، ولبلدكم الجميل لبنان السلام الدائم والإستقرار». كما وجه التحية الى الجيش اللبناني وقيادته، وخص بالشكر قائد ألوية الجيش اللبناني في جنوب الليطاني العميد الركن بول مطر وألويته، وتقدم بالتحية الى شهداء الجيش وقوات «اليونيفيل» الذين ضحوا بحياتهم الثمينة من أجل لبنان حر ومستقبل أفضل، كما تقدم من قائد «اليونيفيل» غراتسيانوا بجزيل الشكر والامتنان لرعايته وقيادته الحكيمة».

الكتيبة الاسبانية

وينتشر نحو 1100 جندي إسباني في جنوب لبنان، في إطار قوة «اليونيفيل» المعززة، منذ وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، في صيف .2006 وقتل ستة جنود من عداد الكتيبة الثانية مظليين، في 24 حزيران من العام ,2007 في اعتداء إرهابي استهدف إحدى آلياتهم في سهل الدردارة غرب الخيام.

الجدير ذكره، أن «الأمم المتحدة» كانت تقدمت في كانون الثاني الماضي، بطلب لوزارة الدفاع الإسبانية، لترشيح أحد كوادرها العسكرية، لقيادة قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان «اليونيفيل» المعززة، اعتباراً من شهر شباط .2008 وذكرت تقارير صحفية إسبانية، أن قائد «اليونيفيل» في القطاع الشرقي البريغادير جنرال كاسيميرو خوسيه سانخوان، هو المرشح الأول لتولي المنصب لخبرته الكبيرة في لبنان، حيث سبق أن عمل قائداً للواء المدرعات ضمن قوات الأمم المتحدة «الطوارئ» المتمركزة في الناقورة. ومن المعروف أن إسبانيا هي ثالث أكبر بلد يساهم بقواته ضمن «اليونيفيل» لبنان، حيث ينتشر هناك 1100 جندي إسباني. وكانت الأمم المتحدة قد مددت لعام آخر، ولاية الميجور جنرال الإيطالي كلاوديو غراتسيانو لقيادة «اليونيفيل» اعتباراً من الشهر الماضي.

ويُعَّد كاسيميرو من الضباط الكبار القادة في الجيش الإسباني، وهو عُيِّن في العام 1975 قائداً لفوج المشاة «Lepanto»، كُلِّف بعدها تنظيم مسار «العمليات الخاصة»، كما عُين قائداً لفصيلها، قبل أن ينتقل للعمل قائداً للمدرعات «Extremadura XI» في إطار قوات الطوارئ في جنوب لبنان، عاد بعدها إلى إسبانيا، على رأس العمليات الخاصة والاستخبارات، إلى جانب مسؤولياته الأمنية والدفاعية والعلاقات الخارجية، بين إسبانيا، المانيا والبرتغال. خدم في مهمات حفظ السلام، في موزامبيق، وفي إطار سفورSFOR، كفورKFOR، ويونيفيلUNIFIL. متزوج وله إبنة واحدة.

وعلم أنه تم بحث موضوع ترؤس إسبانيا لقيادة «قوات حماة السلام رجال القبعات الزرق» في جنوب لبنان، خلال الزيارة الخاطفة لرئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو لبيروت والجنوب اللبناني، بتاريخ 5 كانون الثاني الماضي، التي استغرقت يوماً واحداً، رافقه فيها وزير الدفاع وقائد الجيوش الإسبانية، والتقى خلالها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وممثل رئيس مجلس النواب اللبناني النائب أنور الخليل، وبحث معهما تطورات الأزمة السياسية الحادة التي يتخبط بها لبنان إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة.

كما قام ثاباتيرو بجولة تفقدية على كتيبة بلاده العاملة في إطار قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» المعززة في الجنوب، وعقد اجتماعاً مع كبار الضباط في قاعدة «ميغيل دو ثيرفانتس» في سهل بلاط، واطلع منهم على المهام الموكلة إلى الكتيبة الإسبانية، بالتنسيق مع الجيش اللبناني في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، «حماة السلام الذين التزموا نشاطات إنسانية اجتماعية خدماتية، ودوريات ميدانية عملانية تشمل القطاع بشكل دائم، وعلى مدار الساعة، لنقاط التماس على طول الخط الازرق، «ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة، مبرهنين بشكل مستمر على العلاقة الممتازة والسليمة مع الأهالي والسلطات اللبنانية»، كما ورد في كلمة التقدير التي وجهها ثاباتيرو حينها.

واكتسبت زيارة ثاباتيرو أهميتها لانها الأولى لبيروت، ولا سيما بعد استهداف القوة الاسبانية في «اليونيفيل» في 24 حزيران الماضي، ما ادى الى سقوط ستة عناصر، مع الإشارة الى ان الكتيبة الإسبانية تضم نحو 1100 عسكري وهي الثالثة في حجمها بعد كل من ايطاليا (2500 عسكري) وفرنسا (1600 عسكري)، مع العلم ان «اليونيفيل» تعززت في 2006 بموجب القرار 1701 الذي انهى الأعمال العدائية بين «حزب الله» وإسرائيل في أعقاب عدوان تموز .2006

وفي إطار عملية التسليم والتسلم الجارية، سلم قائد الكتيبة الرابعة الكولونيل سلفادور تابيا، مقاليد قيادة الكتيبة الخامسة إلى خلفه الكولونيل سيباستيان فيغا مورثيا. كما تسلم الميجور خوسيه لويس، الذي سبق أيضاً وترأس مكتب العلاقات الإنسانية في الكتيبة الأولى، رئاسة مكتب الصحافة والإعلام من سلفه الميجور فانسانت غارفي.

تعليقات: