عدوان جورج على \"الوطن\"

جورج عدوان على الوطن
جورج عدوان على الوطن


كشف نائب رئيس الهيئة التنفيذية لرئيس "القوات اللبنانية" جورج عدوان بعض مستور "الاكثرية" في تصريحه الاخير،حين قال :"في حال وصلنا الى 21 آب (اغسطس) من دون قائد جيش فإن الحكومة ستختار قائداً". اذ ان كلام عدوان يعني ان لا انتخابات رئاسية ستجرى في لبنان قبل 21 اغسطس المقبل، وان الحكومة الحالية،رغم عدم دستوريتها،ستمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة ،من دون اي اعتبار اخر.

والخطورة في كلام عدوان لا تقف عند حدود ابقاء الفراغ سيد الحكم في لبنان فقط،بل ان انها تصل الى حد القول ان "فرط" المؤسسة العسكرية بات واردا في كل لحظة،اذ ان تعيين قائد جيش غير متوافق عليه لبنانيا، وبخاصة في ظل الظروف الاستثنائية هذه، يؤدي الى اثارة البلبلة في صفوف المؤسسة العسكرية،التي هي تعبير واقعي عن تنوع المجتمع اللبناني طائفيا وسياسيا، والانتماء الى هذه المؤسسة يبقى في الحدود الوطنية طالما انها لم تخضع لضغط المرجعيات الطائفية والسياسية،واذا كانت تجربة العام 1976 جعلت الجيش اللبناني يصبح اربعة جيوش، فان الفراغ في قيادة الجيش سيؤدي الى وضع ابشع بكثير مما كانت عليه الحال في ذلك العام.

قائد الجيش العماد ميشال سليمان اختير، ولم يرشح نفسه، ليكون رئيسا توافقيا للبنان ،لكن التوافق عليه لا يكفي ،اذ ان انتخابه دونه عقبات كثيرة ،اقل ما يقال فيها انها اعلى من جبال لبنان الغربية والشرقية معا،اذا نظرنا اليها من الزاوية التي ينظر منها السياسيون ،لكن اذا اردنا النظر بواقعية الى الامر ،علينا ان ندرك ان الرجل موظف في الملاك العام للدولة،والوضع الاستثنائي اللبناني يقبل على مضض برئيس هو عسكري سابق،واذا سنت هذه السنة سيحظى لبنان كل ست سنوات برئيس من المؤسسة العسكرية.

في لبنان كل فريق يريد رئيس جمهورية يتوافق مع البذلة التي يفصلها له هذا الفريق او ذاك،ولهذا تبقى بذلة البلد معلقة على مشجب الانتظار الى ان يحين الوقت الذي يقتنع فيه الافرقاء كافة ان الامر ليس مكاسب ظرفية، وحتى تلك اللحظة ستبقى ابواب "البازار"مشرعة على احتمالات شتى،اقلها فوضى الاسعار، والمجاعة الزاحفة على الناس،واكثرها العودة الى الخنادق والمتاريس التي يحضر لها في ليل، بينما يبقى النهار للتأكيد الا حرب اهلية في البلد،لكن دائما "وشوشات مخدات الليل"هي التي ترسم الخطوات في النهار.

بكشف عدوان لبعض المستور،بدأت تظهر بوضوح معالم المرحلة المقبلة،التي عنوانها وثيقة وليد فارس واليوت ابرامز وغيرهما من اللاعبين بمصائر الشعوب في الادارة الاميركية وفقا لمصلحة الشركات المتعددة الجنسيات التي تمول المشاريع السياسية العملاقة هذه من اجل الترويج لبضاعتها.

واذا كانت رائحة الاعتداء على وحدة البلاد تشتم من كلام عدوان،فهو قال ما قال بعد عودة قائده من الولايات المتحدة الاميركية التي نقلت صحيفة "الاخبار"البيروتية عن مصادر أميركية، وصفتها بـ" واسعة الاطلاع" ان" المسؤولين الاميركيين الذين التقوا سمير جعجع رأوا أنّ أداءه أفضل بكثير من أداء رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. إذ لفتهم في شكل خاص أنه أعدّ بعناية لاجتماعاته، وأتى مزوّداً بمذكرات وأوراق عمل". اي ان النائب يعبر عما يحمله قائده في جعبته،وكان كلام سليمان مناسبة للتعبير عن ذلك.

اعان الله المواطن ميشال سليمان اذا اصبح رئيسا للجمهورية على هكذا طاقم من السياسيين اللبنانيين الذين لم يقتنعوا حتى اللحظة ان لبنان وطن نهائي وفقا للنص الدستوري. ولان العسكري في لبنان يقال له "وطن" اعان الله "الوطن" ميشال سليمان على الامانة التي يحملها ،الا وهي ارواح عشرات الالاف من "الوطن" في ظل الوضع اللبناني الراهن، وبخاصة بعد ان اعتدى عدوان على "الوطن".

Hasana961@yahoo.com

تعليقات: