السياحة جنوباً لها نكهتها المميزة خاصة في منتزهات نهر الوزاني المحاذية للجولان وفلسطين المحتلين.. حتى باتت هذه السياحة مقصداً للعديد من المواطنين من كافة المناطق اللبنانية للإستمتاع بالمناظر الخلابة وممارسة السياحة في أنظف وأنقى مياه على الأراضي اللبنانية، ومن تلك المنتزهات منتزه "نبع الوزاني" ذات الشهرة الواسعة، لما تتمتع من خصائص وميزات، "نبع الوزاني" لصاحبه السيد أسعد عبدالله وشريكه المدير السيد فادي عواضة، اللذان يشكلان ثنائياً ناجحاً في إدارة هذا المشروع، حتى بات الأقبال عليه أشبه بالمظاهرة والسباق لحجز الأماكن، خصوصاً في نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، وقد تأتي في سياق الحديث عن حيثياته وميزاته عن سواه، سيما و"كواليس" بإدارتها حاضرة وشاهدة ومباركة دائماً لكل خطوة أو تطور قد يخدم هذا المشروع وغيره من المشاريع في تلك المنطقة، لتحريك العجلة الإقتصادية هناك، وبالتالي تأمين الراحة والهدوء واللقمة الطيبة لزواره، إضافة إلى فرص العمل للعديد من العائلات، فكان لها لقاء مع السيد أسعد عبدالله الذي يعتبر الناطق الرسمي بمشاركة قريبه فادي عواضة الذي حضر جانباً من اللقاء..
*بداية نود سيد أسعد عبدالله تعريف عن سبب التسمية لهذا المشروع بإسم "نبع الوزاني" وبالتالي الملكية الأساسية ومساحته وما إلى هنالك من أمور ومعلومات تهم القارئ؟
منطقة الوزاني وما تعرف بالميسات، هي ملك خاص للوالد المرحوم عباس عبدالله واشقائه الثلاثة، النائب السابق المرحوم علي عبدالله، المحامي المرحوم إبراهيم عبدالله والحاج حسين عبدالله. ومعظم أشقاء والدي كان جل إهتمامهم بالسياسة أكثر من غيرها، إنما نحن أولاد المرحوم الحاج عباس عبدالله أنحصر اهتمامنا بالأراضي، لذا عملنا على إستحداث وإستثمار هذه الأراضي بمشاريع زراعية ومنتزهات على طول هذا النهر التي هي بحدود الأربع كلم من النبع حتى دخوله الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومصبه في بحيرة طبريا.
وفي العام 1982، على أثر الإجتياح الإسرائيلي والإعتداءات التي طالت المنتزه الأساسي بجانب النبع، نقل الوالد المنتزه إلى هذا المكان، وهو يقع على مساحة 10 آلاف م2، بواجهة على النهر حوالي 100م، وكان عيارة عن دكان صغير. وبعد أن قسم الوالد –رحمه الله – الميراث على أولاده الثمانية والعشرين، كان نصيبي هذه النقطة والعقار، كما أشتريت حصصاً من أشقائي، ورويداً رويداً بدأنا بتحسين هذا المنتزه سنة بعد سنة، نظراً للأقبال الكثيف من قبل الزبائن والسياح الذين يستأنسون بهذا المكان ويرتاحون إليه، كونه منتزهاً شعبياً، إنما نسعى لتحويله تدريجياً إلى مستوى أعلى، ويتألف من مطعم وحمامات، وهو يستقبل المواطنين على مدار أيام الأسبوع، منهم يرغب بالإستقلالية والراحة بإختيار المكان وطلب ما ما يحلو لهم من مآكل وتقديمات، والبعض الآخر قد يأتي بطعامه معه فيعمل على إستئجار طاولات وكراسي. ونحن نحاول جاهدين تلبية إحتياجات الضيوف والسياح، والمنتزه يتضمن عدة برك في مجرى النهر، منها: للصغار بعمق نصف متر، وأخرى للكبار بعمق مترين تقريباً، ونتعاون سنوياً مع قيادة الجيش مشكورة والقوات الدولية وبلدية الوزاني، لأجل تنظيف مجرى النهر من رواسب الشتاء من أتربة وأوساخ وحجارة التي تتراكم نتيجة العوامل الطبيعية في فصل الشتاء وفيضان النهر، وهناك مسبح خارج النهر مخصص للأطفال على أمل إستحداث آخر للكبار.
وللتعريف والحق يقال، أن نهر الوزاني هو أنظف نهر في لبنان، كونه لا تقع على جوانبه بلدات ليتأثر بالنفايات والصرف الصحي وغير ذلك. أهم من ذلك أنه يصب في بحيرة طبريا في فلسطين المحتلة، ولا يمكن أو يتجرأ أحد من تلويثه، فهناك محاذير دولية قد ترتد سلباً على الحكومة اللبنانية، وعلى جميع المستثمرين للمنتزهات، لذا نحن حريصون على نظافته وسلامته من أي تلوث. وبلدة الوزاني بشخص رئيس بلديتها السيد أحمد المحمد، يحرص بدوره على منع حصول أي تلوث جراء النفايات والصرف الصحي لأجل المحافظة على هذه الثروة المائية النادرة.
*كيف تواكبون التطور، من الملاحظ أنكم سنة بعد سنة تجددون في البنى التحتية وإستحداث ديكورات وما شابه؟
الإنسان المجاهد المكّد الذي يحب ويحترم مهنته، يبقى دائماً في دوامة التفكير بالتقدم والتطور نحو الأفضل، منذ العام 1990 ولغاية اليوم، هناك تقدماً ملموساً، ونقلات نوعية متميزة، أما لجهة زيادة عدد الطاولات للأمكنة المخصصة للزوار التي كانت 15 "قعدة" تتراوح كل منها ما بين طاولة وثلاث طاولات مفردة أو مزدوجة، حيث معظم الضيوف يأتون على شكل عائلات، كما نعمد إلى زيادة المساحات الخاصة بالرواد وإستحداث قناطر تراثية من حجر الوزاني الأسود وشلالات ونوافير مياه، إضافة إلى أقنية المياه التي تنساب بين جنبات القاعات والطاولات والممرات، وما يميز المنتزه أننا لا نتعاطى أي نوع من المشروبات الروحية أو الموسيقى، نعتمد على موسيقى الطبيعة وسحر المكان، خرير المياه وتدفق الشلالات وزقزقة العصافير وحفيف أوراق الأشجار، فتلك سمفونيات طبيعية يألفها الإنسان. كما الاستقبال اللائق للزبائن من قبل مدير المنتزه أخي فادي عواضة، صاحب الوجه البشوش والخبرة في هذه المصلحة، وله رصيد كبير لدى كافة الزوار. ولا شك من يحضر مرة إلى هذا المكان لا بد أن يعود عدة مرات، وطبعاً ينقل صورة وشعور عن أجواء هذا المنتزه وهذه نعمة ربانية، وطموحنا دائماً نحو الأفضل، والسنة المقبلة سنستحدث ألعاب مائية كملاهي ضمن المياه، لتلبية إحتياجات الكبار والصغار، وإن كانت مكلفة بعض الشيء، كما بصدد إستحداث شاليهات تضاف إلى الأثنين الموجودتين حالياً، إضافة لتأهيل موقف السيارات ليستوعب حوالي 200 سيارة.. ونحن نستقبل مناسبات وإفطارات في شهر رمضان المبارك، ولا نقيم أية إحتفالات أو أعراس أو مهرجانات غنائية. ولا شك عملنا يختصر على شهرين في السنة وقد يكون فيهما شهر رمضان المبارك أو ذكرى عاشوراء، فنتأثر كثيراً بهذين الحدثين لعدم حضور الزوار.
*وفيما خص مراقبة وزارة الصحة وغيرها كما الأسعار؟
نحن تحت المراقبة الدائمة من أي جهة مسؤولة، ويحضر من وقت لآخر مسؤولين من وزارة الصحة والسياحة للوقوف على عملنا وإعطاء التوجيهات اللازمة، ولتاريخه والحمد لله لم نتلقى أية ملاحظة، وملتزمون بالعمالة اللبنانية التي هي بحدد الـ 90% وبالنسبة للأسعار مدروسة جداً ولكافة الطبقات، سيما ونحن في منطقة شعبية نتحسس مع الأهالي، علماً أننا نتسوق من البلدات المحيطة بمنطقة الوزاني وليس من أسواق الجملة في صيدا أو بيروت أو البقاع، مما نتكبد مصارفات إضافية بإرتفاع الأسعار، وبذلك نخلق حركة ومساهمة فعالة في الدورة الإقتصادية، ونقدم كافة أنواع المأكولات والمقبلات الباردة والحارة، وأغلبية الزبائن تطلب المشاوي من لحومات أو دجاج والأسماك مع الإشارة إلى سمك نهر الوزاني لذيذ الطعم المشهود له والغني باليود.
*هل من مضايقات من العدو الصهيوني وعقبات تواجهكم في هذه المصلحة؟
أبداً، قد تمر بعض الدوريات من وقت لآخر بمحاذاة النهر للجهة الشرقية (الجولان المحتل) الذي وهبه ترامب مؤخراً إلى نتنياهو، خاصة في فصل الربيع قبل إفتتاح الموسم، ولا يوجد أي إحتكاك معهم، ونحن نتمسك بقوة الردع المتمثلة بـ"الجيش اللبنانية والشعب والمقاومة" التي تمنع هذا العدو من التجرؤ على القيام بأي خروقات تجاهنا، وتلك المنتزهات سياحية ليس لها أي طابع أمني، نحاول التثبت بها لإثبات أحقيتنا بالأرض والمياه.
*في ختام هذا الحديث من كلمة أو صرخة تود إيصالها؟
نشكر مؤسستكم الإعلامية "مجلة كواليس" وكل المسؤولين فيها ونوجه لكم دعوة مفتوحة لزيارتنا والاهتمام بهذه المنطقة بشكل خاص، وحبذا لو يتم الحديث مع أصحاب معظم المنتزهات كأشقائي وعمي، لتسليط الضوء على هذا القطاع والعقبات التي يواجهونها.
كما أتمنى على المسؤولين ومؤسسات الدولة كوزارات البيئة والسياحة والداخلية والدفاع وقضاة المحاكم العدلية القيام بزيارات دورية، والإطلاع عن كثب مدى تعلقنا بهذه الأرض ومياهها وتشجيعاً لنا وللسياحة.
* فؤاد رمضان (كواليس)
صاحب مشروع منتزه نبع الوزاني أسعد عبدالله يدلى بحديث لـ كواليس
منتزه نبع الوزاني مكتظ بالزبائن
لاعبو النجمة يتمتعون في نبع الوزاني يتوسطهم الكابتن موسى حجيج
صاحب منتزه نبع الوزاني السيد أسعد عبدالله وشريكه فادي عواضة
مدير المنتزه فادي عواضة
قناطر ونوافير وشلالات
مسبح للأطفال
منتزه نبع الوزاني
لافتة نبع الوزاني
حضور كثيف
تحت الخيمة وتدفق الشلالات شمس ومي وجمال
تعليقات: