قبل حوالى عام، تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ظاهرة انتشار مسابح النساء في لبنان. وعزت تكاثرها إلى ارتفاع نسبة التديّن في البيئة الإسلامية. إلا أن ما خلصت إليه الصحيفة ليس إلا جزءاً بسيطاً من الحقيقة. فالدين ليس إلا واحداً من عدة أسباب تدفع النساء إلى الإقبال على ارتياد مثل هذه المسابح.
ففي أحيان كثيرة، قد يكون الفارق الوحيد بين مسابح النساء وتلك المختلطة هو غياب العنصر الذكري فقط. ما خلا ذلك، فإن الخدمات هي عينها وكذلك الأنشطة والرقص وحتى المشروبات الروحيّة!
دين وخجل و"دايت"
يوجد خيط فاصل دقيق بين المحافظة والتديّن. ليس كل محافظ بالضرورة متديناً ويمكن أن تكون سلوكياته وعاداته مرتبطة بخلفيات ثقافية أو اجتماعيّة أو نفسيّة أو دينيّة. غالبية رواد مسابح النساء هنّ من المحافظات. فئة لا يستهان بها منهن تحركهن دوافع دينية وتحريم الشرع عليهن كشف أجسادهن أمام الرجال. وتجد هذه الفئة متنفساً في هذه المسابح حيث يمكنهن الاستمتاع بالجو المشمس والتسمّر والسباحة بأريحية وارتداء ما يريحهن. وقد أسهمت ممارسات بعض المنتجعات في لبنان بمنع النساء من ارتداء البوركيني للسباحة، في ارتفاع أعداد من يقصدن هذه المسابح.
لكن هناك أخريات يقصدن هذه المسابح لأنهن، ببساطة، خجولات، إذ يجدن حرجاً في عرض أجسادهن أمام الرجال من دون أن تكون لذلك أي خلفيات دينية. كما أن هناك غير الراضيات عن أشكال أجسامهن؛ إحداهن قالت إنها في العادة تقصد مسابح مختلطة، لكن هذا العام "فلتت على الأكل"، ووجدت في المسابح النسائية راحة نفسية أكبر.
فئة أخرى من قاصدات مسابح النساء يفعلن ذلك لأسباب اجتماعية، إذ يجدن فيها أجواء عائلية أكثر حشمة بسبب "الفلتان الأخلاقي" الذي يسود كثيراً من المسابح المختلطة، بحسب ساندي، إذ "لم أعد أذهب مع الأولاد إلى مسابح مختلطة قد ما في قصص مش منيحة. ما بقى في حدا عم بيروح ليسبح"، مشيرة الى الأجواء المبالغ فيها في هذه المسابح، خصوصاً عند نهاية الاسبوع، حيث يتحول بعضها إلى "ملهى نهاري".
رقص وبيرة
على عكس الشائع، ليست مسابح النساء حكراً على المسلمات. المسيحيات أيضاً يقصدنها، وبأعداد كبيرة. بعضهن يرافقن صديقات مسلمات لا يقصدن مسابح مختلطة، فيما أخريات يأتين لأسباب خاصة، إما بسبب "دايت" أو بدافع الحشرية وغيرها... وقد دفع هذا "التنوع الديني" ببعض مسابح النساء إلى تقديم مشروبات روحية، فيما الموسيقى والأجواء الراقصة حاضرة في غالبيتها".
تعليقات: