رعى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، المهرجان الذي نظمه إتحاد بلديات إقليم التفاح بعنوان "إحتفالية إنجازات 2016-2019" وذلك في أجواء ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه وعيد التحرير الثاني والذي أقيم في معلم مليتا السياحي - إقليم التفاح في النبطية.
حضر الاحتفال إلى رعد، النائب هاني قبيسي، ممثل النائب ياسين جابر جهاد جابر، محافظ النبطية القاضي محمود المولى، الوزير السابق عدنان مروة، رئيس بلديات إتحاد إقليم التفاح بلال شحادة ونائبه يحيى جوني، ممثل ممثلية الهلال الأحمر الايراني في لبنان جواد فلاح، رئيس مصلحة الصحة في محافظة النبطية علي عجرم، قائد شرطة بيروت الثالثة في قوى الأمن الداخلي العميد حسين خشفة، رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطية العقيد الركن علي إسماعيل، مدير معلم مليتا ومسؤول الأنشطة المركزية في "حزب الله" علي ضاهر، رئيس مجلس مؤسسات أمل التربوية رضا سعادة، امام بلدة جباع الشيخ سلمان دهيني، رئيس جمعية البر والإحسان لأبناء جباع محمد عيسى، مدير العمل البلدي في حزب الله في الجنوب حاتم حرب، مسؤول مكتب البلديات في حركة "أمل" في الجنوب عدنان جزيني، مدير الجامعة اللبنانية الدولية في النبطية حسان خشفة، رئيس جمعية عدل سعد الزين ورؤساء بلديات إقليم التفاح ومخاتير وفاعليات.
شحادة
بعد آي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني إفتتاحا، وكلمة تعريف وترحيب من الإعلامي محمد نسر، جرى عرض فيلم وثائقي عن إنجازات إتحاد بلديات إقليم التفاح في السنتين الماضيتين ثم ألقى شحادة كلمة قال فيها:
"في اجواء الذكرى الواحدة والأربعين لتغييب الإمام القائد، السيد موسى الصدر ورفيقيه، تظهر في مآقينا دموع الإنتظار، وفي واقعنا ومستقبلنا، آفاق وأبعاد المعركة التي خاضها الإمام وأعدنا لها، ويظهر كم كان فاعلا في غيابه، حاضرا في رؤيته، يبني من وراء تلك القضبان الظالمة مجتمعه المقاوم، الذي تحول اليوم إلى منارة للشرق، وقلعة تحرس التنمية والسلام المجتمعي ضد الإرهابيين الصهيوني والتكفيري، لقد اخترنا بهدي قادتنا الكبار، أن نحيي ذكراك يا سيدي كل سنة بانتصار، ليس فقط في مواجهة أعداء الإنسانية والأديان المشرقية والرسالة الحضارية، بل أيضا في مواجهة التخلف والجهل والكسل والاستبداد والفساد لتكون الأديان كما علمتنا في خدمة الإنسان".
وقال: "نحن هنا في اتحاد بلديات إقليم التفاح، نعد كما يعد قائدنا السيد حسن نصر الله حفظه الله، ونفي كما يفي، نسهر لكي تكتمل منظومة التحرير، فلا يبقى على هذه الأرض محروم واحد، وبرؤية تنموية واعية، سخرنا الطاقات والموارد والقدرات، فأينعت ثمار جهدنا المتواضع في فترة قياسية، ولا زال أمامنا المزيد من المشاريع التي توشك على الإكتمال".
اضاف: "نقف بينكم اليوم، لنقدم إليكم أنا واخوتي في اتحاد بلديات إقليم التفاح بكل خجل، بعضا مما يستحقه أهلنا الأعزاء على قلوبنا، بعض وفاء، لقد اهتم الاتحاد في النصف الأول من ولايته بالمدارس الرسمية، بناء وترميما وتجهيزا ونشاطات، إيمانا منا بأن النهوض الحقيقي بمجتمعنا لا يكون إلا على أسس علمية سليمة، وكلما انتشر نور العلم، انحسرت ظلمات التكفير وحروب الجاهلية، لنبني ونحمي بسواعد أبنائنا وعقولهم وقدراتهم التي لا حدود لها، وها نحن نراهم وهم في ريعان الشباب شهداء وأبرار لا يبخلون لا بدم ولا بعلم في مسيرة المقاومة والتنمية، من أجل لبنان كل لبنان، وتحولت مراكز التدريب المستمر التي أنشأناها إلى خلية نحل لا تهدأ لإكساب الأجيال مهارات متقدمة سواء في التقنيات الحديثة أو إدارة المشاريع أو الرياضة والسياحة والزراعة، ولم ننس كبار السن لنرد لهم بعض جميلهم علينا من مبادرات الرعاية والعناية".
وأردف: "هذا في بناء الإنسان وهو الأهم، أما على صعيد البنية التحتية فقد أنجزت في بلديات الإتحاد مشاريع الصرف الصحي، وتعبيد الطرقات وزينت بالحدائق، وحرصنا على اللمسات الجمالية والفنية سواء في مداخل البلدات أو في طرقاتها وحدائقها، فكان التشجير يرافق التعمير، والجمال يكمل جلال هذه الجبال العزيزة على قلوبنا جميعا.
وعلى القمة هناك في أعالي جبل صافي، شرعنا في إعادة بناء المقام الذي دمره الاحتلال بمواهب هندسية وفنية ستعيد تحويل المقام إلى معلم سياحي ديني قل نظيره في لبنان والمنطقة، ولكي لا ننسى سر ذلك الشموخ، فتحنا الدرب بين مقام العابد وصانع الرجال أيام الاحتلال، وذاكرة المقاومة في مليتا، في رحلة رياضية روحية ترفيهية، تعبر عن ثقافة مقاومة تغرف من بحر العرفان الأصيل سيرها وسلوكها.
وفي الإطار نفسه، بدأنا اليوم المراحل الأولية من بناء أكاديمية رياضية على طريق جبل صافي، ستضم مسابح وملاعب وقاعات رياضية وصفوف لتعليم الموسيقى وتراسات، ليتسنى لأبناء المنطقة ممارسة شتى أنواع الرياضات والترويح عن أنفسهم، كما لتكون منفسا للأطفال والشباب يقضون فيها أوقاتهم ويفرغون طاقتهم بإيجابية بدل الانصياع مع آفات العصر".
وتابع: "مشروع شائك آخر سجلنا فيه سبقا على مستوى المنطقة، وهو العمل على فرز النفايات الصلبة من المصدر، الأمر الذي يحتاج إلى تدريب مجتمع بكامله على كيفية التخفيف من النفايات وتدويرها لإعادة الإستفادة منها والتخلص من الباقي بما يراعي المعايير البيئية السليمة، لا أخفيكم أن هذا المشروع على ما يحتاجه من متابعة ودراسات وجهد يحتاج إلى همة الجميع ومتابعتهم.
وفي الإطار البيئي والصحي أيضا، أنجزنا مشروع سلامة الغذاء وتصنف اليوم مطاعم المنطقة ومحلات البيع بمعايير علمية وتمنح شهادات على حسن أدائها والتزامها بالشروط الصحية السليمة.
أما فوج الإطفاء أو أسطول الإطفاء فقد شكل قفزة نوعية في مكافحة الحرائق، وتعدت خدماته بلديات الإتحاد وسجل أرقاما قياسية بسرعة التدخل وحرفيته".
وقال: "انني إذ أتشرف اليوم مع إخوتي رؤساء البلديات، بتكريم الأيادي البيضاء تقديم كل الشكر للجهات المانحة التي ساهمت في نجاح هذه المشاريع سواء على المستوى التربوي أو التنموي، أنحني بكل احترام وإجلال أمام جبل يحمي هذا الجبل، وعلم من أعلام المقاومة والتنمية والجهاد، أعني به سعادة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد، الذي كان ولا يزال الأخ الكبير والناصح الأمين والمرشد اللاذع ومصوب المسار دائما.
وأنتهز هذه الفرصة لأشكر نيابة عنكم سعادة المحافظ القاضي محمود المولى على سعة صدره الدائمة، وكذلك أخص بالشكر رئيس مجلس الجنوب أخي الصديق الدائم الدكتور قبلان قبلان لما قدمه ويقدمه من مساعدات سخية خصوصا في بناء المدارس وترميمها وصيانة شبكات الكهرباء ووقوفه الدائم إلى جانب كل البلديات دون منة أبدا، حيث قمنا معه وبفضل وجوده على رأس مؤسسة أسسها وبنى قيمها الإمام المغيب السيد موسى الصدر، ببناء مدرستين في عين قانا وحومين التحتا، ورممنا معظم مدارس بلدات الإقليم".
وختم: "لقد علمتنا الأديان كيف نحمي انساننا من الفقر بالتكافل الإجتماعي، وفي هذا الإطار أعلن إطلاق مشروع "إيثار" الذي استوحيناه من الأديان السماوية السمحاء، وهو مشروع سيبدأ بافتتاح مركز لتلقي المساعدات العينية وإصلاحها وتوضيبها وإعادة توزيعها للمحتاجين، ونأمل أن يؤدي إلى مكافحة الفقر في قرانا ومساعدة المحتاجين بكرامة، مساهمة من الإتحاد في حماية التماسك الإجتماعي، وتعميم ثقافة التكافل والتضامن في ظروف إقتصادية ومالية صعبة، لذلك نأمل من كل المهتمين، التواصل من أجل المساعدة في رفع بعض الضيم عن من هم بحاجة".
رعد
وكانت كلمة لرعد رحب في مستهلها بالحضور "المميز في معلم مليتا، في مليتا ذات الدلالة المعنوية والدلالة الرمزية والدلالة الحضارية والدلالة على هوية هذه المنطقة وعلى التنوع الذي يحكي تنوع ثمارها، في محضر إنجازات قامت بها البلديات برعاية بلديات اتحاد إقليم التفاح، لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير الكبيرين لكل رؤساء بلديات اتحاد إقليم التفاح وكل مجالس بلديات إقليم التفاح وكل أهلنا المتعاونين مع هذه المؤسسات المحلية التي تعنى بإنماء هذه المنطقة التي تحتاج منا الكثير الكثير من الأعمال، بكل طموح نتطلع الى أن يكون إقليم التفاح لؤلؤة الجنوب، إنماء وتنظيما وبنى تحتية وخدمات سياحية وبيئية ورياضية وترفيهية وخدمات على مستوى التعامل الإجتماعي وأيضا مركز للنقاهة الإستشفائية مستقبلا. نستحضر بعض المشاريع الطموحة في الحقيقة وربما لم ننجز بعد دراساتها لكن هذه المنطقة بالذات التي هي صورة رائعة ومنقحة عن صورة لبنان الذي نريده موحدا في تنوعه، قويا في صلابة جباله وفي إرادة أبنائه، شامخا بعلو قممه، نقيا بنقاء سرائر مواطنيه، هذه المنطقة نريدها كذلك، نريدها منفتحة ومتواصلة مع كل هذا التنوع اللبناني كما هو الإقليم بالذات الذي يصل ما بين جزين والنبطية ومرجعيون وصيدا وصور".
وقال: "ينعقد هذا اللقاء في أجواء ذكرى أليمة تحفر في نفوسنا جريمة تغييب الإمام السيد موسى الصدر الذي هو إمام الوطن والمقاومة، إمام نحني لعمامته، ننحني لعينيه وصبوح وجهه، لقامته، ننحني أمام صرخته التي أيقظت فينا كل النهوض وكل المقاومة لنحمي وطننا من أعدائه الغزاة ولنعيد للمظلومين والمحرومين والمستضعفين فرحتهم بإحساسهم بوجودهم وبشراكته في المواطنية مع الآخرين في هذا البلد، لبنان الذي نحب نحاول أن نرسمه في مجتمعنا المحلي الذي نحرص ان يكون صورة مصغرة عنه ومنقحة".
وختم: "أمامنا تحديات كبرى ونحن في خضم مواجهة شرسة وحادة مع عدونا الذي لا يتورع عن تهديدنا الدائم بأمننا وإستقرارنا ولأن المقاومة التي إستطاعت ان تحبس هذا العدو في قفص معادلة الردع التي ألزمته بأن يحتكم إليها، يحاول بعد أن إستشعر بأن المقاومة تطور جهوزيتها في الدفاع عن لبنان بما يتاح لها من فرص تطوير لهذه الجهوزية، يعمد العدو الى أن ينفك من أسر هذه المعادلة الردعية التي أسر فيها طوال الفترة الماضية ويحاول أن يعدل قواعد الإشتباك"، مضيفا: "نحن الآن أمام تحد أن نعيد هذا العدو الى إنضباطه وإلى سجنه في معادلة الردع التي أسرناه فيها طوال الفترة الماضية، لا تخافوا من الحرب نحن لا نريد حربا، لا ننزع الى إشعال حرب وإنما نحرص على أن نفكك قواعد الإشتباك التي تحفظ أمننا وإستقرارنا وتمنع العدو من أن يتطاول وأن يستخف بإعتداء علينا".
بعد ذلك قدم قبيسي والمولى وشحادة درعا تقديرية للنائب رعد، ثم كرم عدد من الفاعليات التربوية والاجتماعية التي احيلت على التقاعد.
تعليقات: