شباب مدمنون في خلال نشاط معالجة

البقاع:

«من سيجارة الحشيش في المدرسة الى تعاطي الكوكايين والهيرويين في الأندية الليلية والحفلات في المقاهي، انتهاء بتدمير مستقبل شاب انهى المرحلة النهائية في التعليم الثانوي بنجاح لافت».. هذه خلاصة حكاية شاب بقاعي ولد في العام 1981 وأدمن على تعاطي المخدرات والكوكايين والهيرويين منذ كان عمره خمس عشرة سنة اي منذ عام .1996

يعالج الشاب الذي رفض ذكر اسمه في مركز «عليّة ابن الانسان» حالياً لتأهيل المدمنين على المخدرات.

عن حكايته يقول: «أنا واحد من مئات الشباب الذين ابتلوا بالإدمان على المخدرات، فالتجربة ومعرفة تأثير الحشيش على جسم الإنسان كان وراء اول سيجارة حشيش تناولتها في المدرسة، ومن ثم «كرت السبحة» لأتحول إلى مدمن على الهيرويين، ولم تنفع المعالجات الطبية التي خضعت لها في أكبر خمسة مستشفيات في لبنان».

تسبب الادمان على المخدرات بفقدان الشاب المدمن عمله في احدى اهم الشركات اللبنانية، حيث كان يتقاضى «راتباً ممتازاً». هذه حياة هوت إذاً وترميمها سيحتاج الى وقت طويل، وفي الغالب لن تعود أبداً كما كانت قبل البدء بـ«رحلة السقوط المدوية»، كما يصف مساره الأخير.

ظاهرة تتزايد

تؤكد المعلومات الأمنية في منطقة البقاع وعمليات التوقيف التي قامت وتقوم بها مختلف الاجهزة الامنية التابعة لقوى الأمن الداخلي على تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات وتزايد أعداد المدمنين عليها.

ومنذ أوائل السنة الحالية حوّل مكتب مكافحة المخدرات في البقاع أكثر من مئة وعشرين موقوفاً، كما ان النيابة العامة الاستئنافية في البقاع ادعت على حوالى مئة وخمسين موقوفاً منهم وجاهياً وبعضهم غيابياً.

وتشير بعض المصادر الأمنية بأن الهيرويين، وهو أخطر انواع المخدرات، يهرب إلى لبنان عبر الحدود البرية في البقاع آتياً من بعض دول اميركا الجنوبية مثل كولومبيا وفنزويلا إضافة الى افغانستان الشهيرة «بإنتاج» هذا المخدر وتصديره الى الدول المجاورة لها. أما إدخاله عبر مطار بيروت الدولي فدونه عقبات كبيرة بسبب التدابير الأمنية المتخذة وتقنيات التفتيش الحديثة.

ويقول الأب مروان غانم رئيس مركز «عليّة ابن الإنسان» وهو المركز الوحيد في منطقة البقاع لمعالجة المدمنين «إن نسبة المدمنين على المخدرات في مدينة زحلة وقرى الجوار أعلى بكثير من أعداد الموقوفين لدى القوى الأمنية».

ووفق ما يقول غانم فإن اعمار المدمنين تتراوح ما بين 16 وبين 25 سنة. وتستمر فترة العلاج التي تتم مجاناً من سنة الى 15 شهراً. وتنحصر وفق الأب غانم «بالصلاة والمعالجة النفسية والاجتماعية، انما الاهم ان تكون لدى المدمن قناعة راسخة بضرورة التخلص من الادمان والشفاء» .

ويستوعب مركز المعالجة الذي يقع في أعالي مدينة زحلة 14 حالة، وهناك العشرات من المدمنين على لائحة الانتظار للمعالجة في المركز وفق ما يشير الاب غانم. ويناشد غانم مختلف الهيئات والفعاليات الرسمية والخاصة دعم المركز للاستمرار، لا سيما ان جمعية «نسروتو ـ الأناشيد» التي أنشأته وتحاول منذ سنوات انشاء مركز جديد لمعالجة المدمنات على المخدرات، لكن العقبات المالية تحول دون ذلك.

ويقضي معظم مرضى المركز أوقاتهم في الأعمال الحقلية والصلاة والاعمال الرياضية والاجتماعية.

ويقول الاب غانم إن الخلافات العائلية في البيت الواحد مضافاً إليها مشكلة رفقة السوء، هما خلف ظاهرة الادمان ومما يزيد الطين بلة هو غياب التوعية والمحاضرات التي تظهر مخاطر هذه الآفة التي تتزايد يوماً بعد يوم وليس سنة بعد سنة.

الى هذا، فثمة مشكلة اساسية في هذا الموضوع هي في التجار. يشير مصدر أمني في البقاع إلى أن الموقوفين نتيجة التعاطي جلهم من الطلاب بينما هناك تجار كبار يبقون خارج نطاق الملاحقة الامنية والقضائية والاسباب سياسية لا اكثر ولا اقل.