المرشح مصطفى فواز
من المفترض أن يتوجه اكثر من 12 الف مهندس الى صناديق الإقتراع في نقابة المهندسين يوم الأحد المقبل لإختيار نقيب للمهندسين وخمسة أعضاء، بعد فشل كل محاولات التوافق على نقيب للمهندسين خلفاً للنقيب الحالي سمير ضومط رئيس اتحاد المهن الحرة في "تيار المستقبل".
وكانت الإنتخابات الفرعية الأخيرة التي جرت في التاسع من آذار الفائت قد حسمت جزءاً من المعركة. وبعدما حسمت قوى 14 آذار توجهها بتبني ترشيح المهندس بلال علايلي وبات التوافق مستحيلاً، فإن حسابات الربح والخسارة عند طرفي المواجهة تعني تحديد مسار السياسة العامة في أكبر نقابة للمهن الحرة في لبنان، والتي يتجاوز عدد المنتسبين اليها الـ28 الف عضو.
واستعداداً للمعركة المنتظرة جنّد فريقا الموالاة والمعارضة مئات المهندسين في المعركة، وسط تبادل اتهامات بين قوى 8 و14 آذار عن استقدام مئات المهندسين من دول الخليج واوروبا كذلك افريقيا، في إشارة الى مدى شراسة المواجهة بين الطرفين. علماً ان "النهار" رصدت مجيء عدد لا بأس به من المهندسين من الخارج للمشاركة في الإنتخابات، وكذلك دفع اشتراكات المهندسين عن العام المنصرم لتمكينهم من المشاركة في التصويت تبعاً لما ينص عليه قانون تنظيم مهنة الهندسة الصادر الرقم 636 في العام 1997.
30 ألف منتسب
تشهد النقابة نمواً لا بأس به في عدد اعضائها، ويلاحظ ان فترة التسعينات شكلت ذروة الزيادة في عدد المهندسين وخصوصاً من خريجي الإتحاد السوفياتي والدول الإشتراكية. ولكن بعد انهيار الإتحاد السوفياتي تراجع عدد المهندسين المتخرجين من دول المنظومة الإشتراكية.
اما المهندسون من بقية دول العالم فتتصدر الولايات المتحدة وكندا وفرنسا قائمة الدول، اضافة الى الجزائر وبعض الدول العربية.
"أم المعارك"
في العام الفائت اشارت "النهار" الى ان معركة انتخاب خمسة اعضاء الى مجلس النقابة هي واحدة من اقسى المعارك الإنتخابية في تاريخ النقابة وتوقعت مشاركة زهاء 9 آلاف مهندس في الإنتخابات، وبالفعل شارك اكثر من هذا العدد في سابقة هي الأولى في تاريخ النقابة. اما المعركة المنتظرة، وبحسب التوقعات، فإن أكثر من 12 ألف مهندس سيشاركون في عملية الإقتراع من أصل أكثر من 22 الفاً يحق لهم التصويت، اي ما نسبته حوالى 60 في المئة من مجموع المهندسين الذين سددوا اشتراكاتهم عن العام 2007، علما ان انتخاب نقيب المهندسين يأتي في لحظة سياسية حرجة تمر فيها البلاد، على وقع الإنقسام السياسي الحاد في بلد تنخر فيه السياسة مفاصل الحياة بجوانبها كلها.
النقيب سمير ضومط، الذي تنتهي ولايته في 13 نيسان، يتمنى النجاح لجميع المهندسين المرشحين ويقول" يجب ان يقتدي الجميع بما تشهده نقابة المهندسين من تنافس ديموقراطي هادىء يعكس الوعي الكبير الذي يتمتع به المهندسون، وحبذا لو يأخذ السياسيون في الاعتبار ما يجري في النقابة لينسحب الخطاب الهادىء على البلد".
فوّاز
أمين سر النقابة والمرشح لمركز نقيب المهندس مصطفى فواز يعلق على الانتخابات المقبلة "هي مختلفة عن سابقاتها سواء في حجم العمل، والإتصالات وحركة المرشحين وأتوقع مشاركة عالية في الإنتخابات، ما يشكل دليل حيوية في النقابة.
في العام 2005 مبدأ المداورة كان دور المسيحيين، فترشح عماد واكيم أمين السر السابق، ومن ثم ترشح الزميل سمير ضومط من "تيار المستقبل".
والقيادات السياسية كانت تسعى للحفاظ على التهدئة داخل البلاد، ونقابة المهندسين هي من النقابات الكبرى نظراً الى تأثيراتها.
هكذا جرى التوافق على مرشح "المستقبل"، علماً أن التوافق لم ينسحب على كل الأطراف، فهناك أحزاب حليفة فضلت ترشيح الزميل عماد واكيم.
ونحن كان خيارنا أن لا نزيد الإستفزازات في البلاد بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وآثرنا إبعاد النقابة عن الصراعات السياسية وانتخبنا ضومط. أما اليوم فأصبح الفرز السياسي واضحا.
على المستوى النقابي هناك رؤية نقابية تقدمت بها كمرشح للمعارضة في محاولة لتخفيف درجة التسييس في المعركة، عبر نقل المنافسة من ساحة الصراع السياسي الكامل الى تنافس نقابي مهني وإن "تلوّن" بالسياسة".
يضيف "نحن نستمر في محاولتنا لتخفيف درجة التسييس وإبقاء مساحة للمهنة والعمل النقابي، وخصوصاً أن مشاكل النقابة والمهندسين لا لون سياسيا أو طائفيا لها، وهذا ما التزمته عبر أدائي كعضو في مجلس النقابة خلال ستة أعوام، في محاولة لتقديم نموذج عن نظرتنا الى نسج العلاقة الصحيحة والبناءة بين الإنتماء السياسي والمسؤولية النقابية".
ويوضح "هدفنا أن نجعل السياسة في خدمة المهنة وتطلعاتها وليس العكس، وتجربتنا على هذا الصعيد خير دليل. علماً أن للنقابة دورا هاما وبارزا في ما يختص بالتعليم الجامعي والمخططات التوجيهية والثروة المائية ومشاكل البيئة والنظرة الإقتصادية للبلد وغيرها من العناوين التي لا علاقة لها بالصراع السياسي، وإنما تلامس مهنتنا بشكل كبير، علما أن النقابة ادت بعض الأدوار على هذا الصعيد، ولكنها ظلت محاولات مجتزأة تحتاج الى متابعة وتطوير".
والتقصير في هذه العناوين أدى الى ضعف الترابط بين النقابة والكثير من أعضائها، الا من خلال التقديمات الإجتماعية، وإنحسار في فرص العمل لعدد من الإختصاصات، وفوضى في مزاولة المهنة ودخول اصحاب اختصاص معين للعمل في مجال هو من حق اختصاص آخر، وضياع اموال ضخمة كرسوم على الأعمال، وكان من الممكن جبايتها وإنفاقها على تطوير التقديمات ورفع المستوى العلمي والمهني للمهندسين وتطوير الخدمات اللازمة على اختلافها".
ويورد فواز بعض ما ورد في برنامجه الانتخابي:
"- العمل على اصدار التشريعات اللازمة كقوانين وأنظمة لحماية عمل الإختصاصات التي تعمل خارج إطار رخصة البناء.
- متابعة الجهد للوصول الى نظام عادل لتسجيل المعاملات يحفظ الحقوق ويوزع المسؤوليات بشكل صحيح ويوصف المهام بشكل دقيق ولا يجعل من المال عنصر التنافس الوحيد بين الزملاء، ويدخِل الى المنافسة عوامل أخرى تجعل النظام أكثر عدالة.
- العمل على تطوير آليات الإشتراك في مناقصات الدروس والإستشارات والإشراف للمشاريع العامة، بما يضمن حقوق المهندسين وجودة العمل الهندسي.
- تطوير وتعزيز صلاحيات الفروع على قاعدة إعطاء الصلاحيات للقيام بالمسؤولية، فأهل البيت أدرى بالذي فيه، مع الحفاظ على الضوابط اللازمة لمنع تحول النقابة اتحاد نقابات.
- توسيع قاعدة المشاركة عبر تفعيل عمل هيئة المندوبين ومكاتب الفروع من خلال اللجان لصوغ المشاريع وإعداد القرارات والخطط.
- تطوير النشاط العلمي من خلال:
❑ تفعيل نشاط اللجنة العلمية وتطوير آليات عملها.
❑ تفعيل مركز التدريب وتطويره.
❑ تطوير المكتبة".
ويدعو فواز الى إعادة قراءة دقيقة ومتأنية لقانون المزاولة بعد ما يقارب عشر سنوات من التجربة في ضوء المشاكل التي ظهرت وتطور الإختصاصات ومقتضيات الواقع وتطوير الايرادات، عبر دراسة سلة من الاقتراحات الاستثمارية في هذا المجال، وعبر استخدام جزء من أموال الإحتياط والكف عن التفكير بزيادة الرسوم والاشتراكات، اضافة الى استكمال عملية المكننة وصولاً الى انشاء بنك المعلومات كمشروع يمثل خدمة أساسية للمهندسين ومصدرا لإيرادات مالية. والسعي الحثيث والمتواصل لدى السلطات المختصة لتحسين وضع موظفي القطاع العام ورفع الغبن اللاحق بهم، وكذلك العمل الى جانب المهندسين المتعهدين لتحصيل حقوقهم وحماية مهنتهم.
ويختم "كذلك تحتاج النقابة الى تطوير فروعها في المناطق، بما يعزز التواصل بين المهندسين والنقابة ويسهل إنجاز معاملاتهم.
ويبقى امر على جانب كبير من الاهمية يتمثل في متابعة الجهد لإنشاء مركز السلامة العامة والهيئة الوطنية لإدارة الكوارث ومركز التحكيم ومشروع قانون تعديل قانون البلدات ومشروع قانون الصيدلية الزراعية".
علايلي
من جهته يتمنى مرشح "تيار المستقبل" المهندس بلال علايلي ابتعاد المهندسين عن السياسة وعدم الانغماس في الصراع السياسي، رغم ان السياسة غير بعيدة عن المعركة الانتخابية في 13 نيسان الحالي ويعرض علايلي برنامجه الانتخابي وابرز بنوده:
" - العمل على إعادة إنتاج حيوية فكرية علمية ثقافية إنمائية... داخل الجسم المميز للمهندسين. فهذا الجسم الى كونه مسؤولية نقابية، هو بالأساس مسؤولية وطنية بإمتياز، وخصوصا إننا أمام مفترق تاريخي مهم في إعادة الثقة بوطننا ومستقبله ومستقبل أبنائه، والذين سيبقون الرهان الحقيقي لقيامة لبنان.
- العمل على إنجاز الأنظمة التي ترعى وتنظم ممارسة مهنة الهندسة وتحافظ على حقوق المهندسين وواجباتهم كنظام تسجيل المعاملات ومرشد بدلات الأتعاب ونظام تسجيل المكاتب والشركات الهندسية وغيرها من الأنظمة التي من شأنها تطوير ممارسة هذه المهنة بشكل عصري.
- تطوير مركز التدريب والتعليم بهدف إجراء دورات تدريبية مكثفة لمواكبة التطور العلمي وحاجات سوق العمل للاختصاصات المختلفة وتطوير المكتبة العلمية لتقوم بدورها المكمل لدور مركز التدريب .
- رفع شأن المهنة وتحسين مستوى أدائها والنهوض بها علميا والسهر على واجباتها الأدبية، والحفاظ على حقوق أصحاب المهن الحرة ماديا ومعنويا وتحديد واجباتهم تجاه نقابتهم ومجتمعهم، وتأكيد الرابط الوثيق بين نقابة المهندسين والمجتمع والعكس أيضا، وتأكيد حرية التعبير عن الرأي وحرية العمل النقابي كجزء من مبدأ الحريات العامة التي كفلها الدستور.
- المساهمة في رسم معالم عصرية للتعليم الهندسي العالي في لبنان بما يتلاءم والحاجات الحالية والمستقبلية لأسواق العمل في لبنان والمنطقة وهذا يتطلب تفاعلاً بين النقابة والتعليم الهندسي العالي”.
( يتبع جزء ثانٍ)
---------------------------------
حوالى 12 ألف مهندس يرسمون معالم نقابتهم في انتخابات يوم الأحد المقبل [2 من 2]
المنازلة الكبرى تحتدم وخلط أوراق في لائحة المعارضة
الشيوعي يقر على رئاسة الفرع السابع والموالاة تحتوي الترشيح الكتائبي
بعد حلقة اولى عرضنا فيها لبرامج المرشحين الرئيسين لمركز النقيب مصطفى فواز و بلال علايلي نستطلع آراء القوى السياسية والمهندسين المستقلين عشية المعركة الانتخابية يوم الاحد المقبل بعد ان فجّر الحزب الشيوعي اللبناني "قنبلة" عبر اصراره على ترشيح المهندس وليد الصنديد لرئاسة الفرع السابع في مواجهة بقية مرشحي المعارضة في الوقت الذي يواجه فيه مرشح المعارضة والمسؤول في مكتب المهن الحرة في حركة امل مصطفى فواز مرشح تيار المستقبل بلال علايلي للفوز بمركز النقيب.
المهندس يوسف خروبي يعتقد ان نقيب المهندسين لا يجب ان لا يكون نقيباً لفئة دون اخرى من المهندسين ويرفض العرف السائد في النقابة لجهة تحديد طائفة النقيب. ويضيف: "لقد اتصل بي كل من فريقي المعارضة والموالاة لحثي على انتخاب مرشحهما الى مركز النقيب، وأجبت ساخراً: من يدفع لي الاشتراك عن العام الحالي أصوت له". اما زميله خالد عيد فيجزم ان المعركة محسومة لمصلحة مرشح "تيار المستقبل"، ويسأل "ما مصلحة القوى الحليفة لسوريا وإيران في جر النقابة الى مواجهة شيعية - سنية".
من جهته يرى المهندس سامي قنديل ان الانتخابات مناسبة للقاء الزملاء الذين يجتمعون مرة كل عام او عامين، وخصوصاً ان الظروف الصعبة الحالية تحول دون التواصل المباشر مع عشرات المهندسين من خريجي معاهد الاتحاد السوفياتي السابق وجامعاته.
اما عن رأيه في الانتخابات فيعلق "قبل ثلاثة اعوام اتفقت معظم القوى السياسية في النقابة على تبني ترشيح النقيب الحالي سمير ضومط، علماً ان الانتخابات جرت بعد حوالى شهرين على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكنا نتمنى تكرار تجربة العام 2005". ولا يفصح قنديل عن المرشح المفضل لديه لأنه لا ينتمي الى اي حزب سياسي، ويرى ان جميع المرشحين زملاء له وسيعمل الناجحون على خدمة المهندسين من دون الأخذ في الاعتبار الهوية السياسية او الطائفية بالنسبة الى هؤلاء.
توزع القوى السياسية
تتمتع معظم الاحزاب السياسية الرئيسية في الموالاة والمعارضة بحضور قوي في نقابة المهندسين. وبعيداً عن لغة الارقام والاعداد الا ان القوى الاكثر تمثيلاً في النقابة هي "التيار الوطني الحر"، و"تيار المستقبل"، و "حزب الله"، و حركة "امل"، بالاضافة الى حضور اقل للحزب الشيوعي اللبناني و"القوات اللبنانية" والحزب التقدمي الاشتراكي. لكن هذا التمثيل لا ينفي البتة الاقلال من القوة التمثيلية لكل من "الجماعة الاسلامية" و"جمعية المشاريع الاسلامية" والوطنيين الاحرار والكتائب ... الخ ، الا ان معظم هذه القوى لم تستطع ايصال ممثلين عنها الى مجلس النقابة. لان مجلس النقابة تحتكره احزاب "القوات اللبنانية" والشيوعي ( قبل العام 2005)، والاشتراكي و"التيار الوطني" و"المستقبل" و"حزب الله" و"امل".
حتى العام 2005 كان قطاع المهندسين في الحزب الشيوعي اللبناني ممثَّلاً دائماً عبر اكثر من عضو في مجلس النقابة، لكن الشيوعيين أُبعدوا عن المحادل التي شكلها طرفا المعارضة والموالاة منذ ثلاث سنوات. والمفارقة أنه في العام الفائت جرت معظم احتجاجات الأحزاب والقوى الممثلة في النقابة في المركز الرئيسي للحزب الشيوعي اللبناني، ومن هذا المركز خرجت لوائح المعارضة والموالاة مستثنية الشيوعيين منها. ويوضح المسؤول في قطاع المهندسين في الحزب الدكتور فخر دكروب ان الحزب ماض في ترشيح المهندس وليد الصنديد في الفرع السابع رغم عدم تقبّل المعارضة لهذا الترشيح. ويضيف: "الصنديد اولا، ولاحقا نبحث في التحالف". اما عن امكانية ضم المرشح الشيوعي للائحة 14 آذار يعلق: "كل شيء وارد". قطاع المهندسين في الحزب الشيوعي يخوض الانتخابات على اساس برنامج وزعه عشية الاستحقاق الانتخابي وفيه:
" (...) – الدفاع عن الحريات الديموقراطية.
- توسيع المشاركة في تحديث القوانين ذات الطابع الوطني والمتعلقة بالمهن الهندسية.
- تنظيم التعليم العالي
- استنهاض المهندسين للدفاع عن لقمة عيشهم.
- رفع الصوت عالياً في وجه الاصطفاف الطائفي بكل اشكاله، وخاصة داخل الهيئات النقابية والذي يهدد لبنان كوطن ودولة.
- المشاركة بكل الفعاليات النضالية في سبيل وطن حر مستقل ديموقراطي تسوده العدالة الاجتماعية".
"الوطني الحر"
يتمتع "التيار الوطني الحر" بوجود قوي في نقابة المهندسين، وهو الحاضر الدائم في مجلس النقابة منذ اكثر من عقد من الزمن، اذ في كل محطة انتخابية كان التيار يفوز بمقعد او اكثر في مجلس النقابة. وفي العام 2007 استطاع "التيار الوطني" الفوز في الفرع الرابع على حساب منافسه على الساحة المسيحية، اي حزب القوات اللبنانية.
مسؤول قطاع المهندسين في "التيار الوطني الحر" بول نجم يؤكد ان الانتخابات في نقابة المهندسين سياسية بامتياز، نظراً الى الانقسام السياسي الحاد في البلد. ويضيف "نحن في المبدأ مع التوافق في انتخابات النقابة، رغم ان حظوظ التوافق اصبحت قليلة ان لم نقل معدومة، وبالتالي سنخوض المعركة من اجل خدمة المهندسين والرفع من شأن النقابة وتحصين المهنة، ونجزم ان التنافس الديموقراطي بين المهندسين، ومهما بلغت حدته، لن يترك اي اثر سلبي على علاقاتنا بكل الأطراف السياسية داخل النقابة، لأن المهندسين وعبر تاريخهم الطويل في النقابة اثبتوا انهم مترفعون عن كل الخلافات السياسية، وبالتالي يلتفون حول نقابتهم ويهنئون بعضهم بعضا بغض النظر عن الهوية السياسية للفائزين". ويعتقد نجم ان نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة ستكون مرتفعة، ويمكن ان تتخطى الخمسين في المئة من نسبة المهندسين الذين سددوا اشتراكاتهم عن العام المنصرم. (يتجاوز عدد المهندسين الذين يحق لهم المشاركة في العملية الانتخابية الـ 23 الف مهندس).
التنافس الديموقراطي
تدعو منسقة المهندسين في "تيار المستقبل" بشرى عيتاني الى ان يعبر المهندسون عن رفضهم الحرب في 13 نيسان، اي التاريخ الذي يصادف الذكرى الـ33 لاندلاع الحرب الأهلية وحروب الآخرين على الأراضي اللبنانية "في هذا اليوم يفترض ان نعبر عن رفضنا الحرب الأهلية من جهة، وان لا يستفز هذا التاريخ المهندسين، لأن التصويت لانتخاب نقيب للمهندسين هو في ذاته تعبير عن الموقف الرافض للحرب من جهة ثانية". اما عن المعركة المنتظرة بين الموالاة والمعارضة في النقابة فتوضح "انها معركة مفصلية في تاريخ النقابة، وهي تنافسية بامتياز، والمشاركة ستكون عالية والدليل ان عدد الذين شاركوا في الانتخابات الفرعية في 9 آذار الفائت غير مسبوق في تاريخ النقابة (حوالى 8000 مهندس)، وحظوظ قوى 14 آذار قوية علما ان هناك مفاجآت في الانتخابات. نحن جاهزون بكامل عدتنا. وكل شيء محتمل علماً ان القوى السياسية المتنافسة تكاد تكون متساوية على لوائح الشطب".
لكن عيتاني تجزم ان المعركة تدور حول استقطاب الصوت المستقل لما له من اهمية في الرقابة.
القوات اللبنانية
في العام 2005 اصرت "القوات اللبنانية" على ترشيح المهندس عماد واكيم الى مركز النقيب في مواجهة المرشح (النقيب الحالي) سمير ضومط والمرشحة المهندسة فريدا شماس. واستطاع واكيم تسجيل رقم لافت في تلك الانتخابات وسط همس قواتي ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان قطع وعداً لواكيم بتبني ترشحه لمركز النقيب، الا ان اختيار "تيار المستقبل" التحالف مع قوى المعارضة الحالية غيَّر من قواعد اللعبة. ورغم ذلك بقيت "القوات اللبنانية" حليفة لـ "تيار المستقبل" في الانتخابات النقابية واخفقت في العام الفائت في ايصال مرشحها الى مجلس النقابة.
الحزب التقدمي الإشتراكي
يتمثل الحزب التقدمي الاشتراكي بعضو واحد في مجلس النقابة، والحزب هو حليف دائم لـ "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" في النقابة انسجاماً مع خطه السياسي كأحد اركان قوى 14 آذار. ويستطيع الحزب تجيير بضع مئات من الأصوات للائحة 14 آذار، علماً انه في العام 2007 استطاع تسجيل رقم قياسي في عدد الأصوات، اذ صوت اكثر من 590 مهندساً من اعضائه للائحة الموالاة.
ويرى عضو مجلس النقابة المهندس نزيه زيعور ان الانتخابات يجب ان تكون نقابية بعيدة عن السياسة "وللاسف السياسة موجودة". اما عن عدم التوصل الى مرشح توافقي فيوضح "لم تطرح مبادرة جدية للتوافق، وسبق لنا ان توافقنا في الانتخابات عام 2006 لكن النتيجة كانت سلبية على قوى 14 اذار بسبب ما رافق ذلك من تباينات وتنصل البعض من الاتفاق". وينفي زيعور استقدام المهندسين التقدميين الاشتراكيين من الخارج لكنه لا يمانع في مجيئهم للمشاركة في العملية الانتخابية.
ويتفق مع زملائه حول المشاركة الكثيفة في الانتخابات المقبلة. ويعلق على الخلاف بين اطراف من قوى 14 اذار في الفرع الاول: "لا توجد اي خلافات، وقوى 14 اذار ستعلن اسماء مرشحيها قبل الانتخابات".
حزب الله
المسؤول في "التجمع الإسلامي للمهندسين" المهندس سعيد غصن يؤكد حدة المعركة الانتخابية المقبلة ويعلق "هي معركة نقابية دون شك، لكن السياسة ليست بعيدة عن خلفيات هذه المعركة التنافسية الحادة، وأتوقع مشاركة اكثر من 11500 مهندس". ويعزو غصن عدم التوصل الى مرشح توافقي لمركز النقيب الى عدم جدية فريق الموالاة. ويضيف "لقد حاولنا التوصل الى مرشح توافقي ولم نلق تجاوباً من الطرف الآخر، لذلك رشحت قوى المعارضة المهندس مصطفى فواز من دون ان تكسر العرف المتبع في النقابة". وينفي غصن استقدام المهندسين المناصرين لـ"حزب الله" من الخارج، علماً ان عدد المهندسين الذين استقدمتهم الموالاة في الانتخابات السابقة ناهز الـ 2000 مهندس.
الكتائب: مرشح لرئاسة الفرع الاول
من جهة ثانية، ينحو حزب الكتائب في اتجاه ترشيح المهندس بول ناكوزي لرئاسة الفرع الاول رغم وجود مرشح للقوات اللبنانية. ويوضح رئيس ندوة المهندسين في حزب الكتائب عبدو ربيز: "نحن لدينا مرشح ونعمل على تسوية الامر مع حلفائنا في قوى 14 آذار". ويأخذ ربيز على القوات اللبنانية اصرارها على ترشيح نقيب للمهندسين في الشمال وعضو لمجلس النقابة في بيروت.
مشهد الغد: تكرار للنجاح والخيبة
اذاً مشهد الغد في باحة مبنى نقابة المهندسين في بيروت لن يكون مغايراً لما تعوَّد عليه المهندسون: عند المدخل سيصطف عشرات المندوبين يوزعون اللوائح. على بعد امتار قليلة تنتصب الخيم: الحزب التقدمي الاشتراكي الى يسار المدخل والحزب الشيوعي الى يمينه، وفي مقابله تيار المستقبل وخلفه حركة امل، والتيار الوطني الحر، اما حزب الله، فيختار كعادته الخيمة القريبة من الدرج المؤدي الى صناديق الانتخابات، وتحت الدرج ستجلس الفتيات المحجبات امام اجهزة الحواسيب ينتظرن الإحداثيات من المندوبين المتجولين للوقوف على حقيقة سير المعركة. اما "القوات اللبنانية" فسترابط عند المدخل الرئيسي للقاعة السفلية، والى جانبها مهندسو الأحرار والكتائب.
هذا المشهد سيبدأ قرابة التاسعة صباحاً وسيستمر لغاية السادسة مساءً. بعدها ينتقل المسؤولون في قطاعات المهندسين الى قاعة اعلان النتائج. لكن الهاتف الخليوي لن يتوقف عن الرنين. لابلاغ مسؤولي الأحزاب النتائج الأولية وتبرير الخسارة والثناء على الربح.النقيب سمير ضومط واعضاء مجلس النقابة سيتلون النتائج تباعاً، لكن ملامح وجوههم تعبر عن النتائج.
في الختام تعلن النتائج ويصفق الحضور ويدعى النقيب الجديد واعضاء مجلس النقابة الى الجلوس على المنصة. وكل انتخابات والنقابة ومهندسيها بخير.
بعد غد يحسم المهندسون اسم نقيبهم العتيد الذي سيحمل الرقم 15 في تاريخ النقابة. لكن الانتخابات المرتقبة ستكون الاولى لجهة حدتها، وكذلك ان حركة امل والمعارضة ترشح لأول مرة مرشحا لمركز النقيب من صفوفها في سابقة هي الاولى منذ العام 1951. الا انه يجب التأكيد على ان اجواء الود والتنافس الديموقراطي ستبقى مثالا يحتذى به، خصوصا ان كلاً من فواز وعلايلي تجمعهما صداقة وزمالة لن تنجح حدة المواجهة في كسرها مهما كانت النتائج مساء الاحد. ولا بد من الاشارة الى ان كل استطلاعات الرأي تشير الى تكافؤ قوة الفريقين المتنافسين عدا عن حصول مفاجآت قد تحسم المعركة صباح الاحد وعندها لا داعي لانتظار النتائج.
تعليقات: