ظروف غامضة تحوط بقضية هلا الزاهد التي اختفت يوم الخميس الماضي في منطقة حاروف الجنوبية. عائلتها تتّهم زوجها بالوقوف خلف فقدان أثر ابنتها، وإن لم ترفع دعوى مباشرة ضدّه، في حين ينفي الزوج ت. علمه بمكانها، مؤكداً أنّها غادرت المنزل بإرادتها.
كابوس مرعب
القضية التي أثارت اهتمام الناشطين والجمعيات النسائية بعدما نشرتها صفحة "وينية الدولة" في "فايسبوك"، لا تزال مُبهمة، وبعدما عاشت عائلة الزاهد ساعات مريرة منذ لحظة علمها بالعثور على جثة محترقة في عدلون، إذ خشيت أن تكون عائدة لابنتها. تنفست الصعداء قليلاً حين تبيّن أنّ الجثة تعود لشاب وليس فتاة، لكن ذلك لم يخفّف من نار لوعة والدتها نسرين الخطيب، التي تحدّثت لـ"النهار" عن الكابوس المرعب الذي تعيشه، حيث الأفكار السوداء لا تفارق مخيلتها، فقالت: "منذ أن تلقينا اتصالاً من تـ.، أطلعنا خلاله أنّ هلا خرجت من المنزل وفقد كل أثر لها وأنا أعيش بداوّمة الخوف عليها من الأسوأ، لا سيما أنّ أقوال زوجها متناقضة".
دوامة الارتباط
لم يمرّ على ارتباط ابنة بيروت بـ ت. سوى شهر ونصف الشهر، بحسب ما قالته نسرين، شارحة: "بداية غادرت هلا منزلنا في المخيم للزواج (خطيفة) من شاب يدعى ح. وهو شقيق زوجة ت.، إلا أنّه لم يفِ بوعده لها، عندها توجه قريبي الى الجنوب من أجل عقد قرانه عليها، إلا أنّها رفضت، ليعرض بعدها ت. الزواج عليها، وهو والد لأربعة أبناء، وبالفعل ارتبطت به من دون ان يثبت زواجه في المحكمة، حيث اطلعها بداية انه طلق زوجته لكن ظهر في ما بعد انه كان يكذب".
دم يثير المخاوف
منذ ارتباط هلا (19 سنة)، لم تزر منزل عائلتها في مخيم شاتيلا. كانت على تواصل معهم من خلال الهاتف، ولفتت الوالدة الى انه "في يوم اختفائها تحدثت معي عبر الهاتف، أخبرتني بزيارة زوجة ت. لها في المنزل، كما أطلعتني أنّها حامل وتخشى من إخبار زوجها بذلك، شجّعتها على إعلامه بالأمر، ومن بعدها انقطع التواصل بيننا". وأضافت: "بحسب ت.، فإنّ زيارة زوجته له كان لأخذ ثيابه الملطّخة بالدم لغسلها وذلك بسبب التطبير في اليوم العاشر من محرم"، متسائلة: "الا يجب على الاجهزة الامنية فحص هذه الملابس لمعرفة إن كان الدم الذي عليها يعود لابنتي؟ أليس من حقي أن أخاف من أن تكون وراء الأمر قصة مرعبة، لا سيما أنّ ملابسها وأغراضها بقيت في المنزل، ليسارع بعدها زوجها ويفرغه من محتوياته؟".
رفض وتبرير
ت. يرفض كل الاتهامات الموجّهه من عائلة الزاهد له، مؤكداً أنّه قبل اختفاء هلا، أطلعها أنّه لا يريد البقاء معها، وبأنّ عليها ان تُكمل حياتها من دونه، كونها تصغره بـ14 سنة، إذ قال: "تناقشت وإياها بكلّ هدوء، لأغادر بعدها الى منزل عائلتي في الكفور، حيث تلقّيت منها رسالة نصّية كتبت فيها انها ستغادر المنزل، ولا تريد ان يبحث عنها أي إنسان، وإنّها تحبّني". وعن الملابس الملطّخة بالدم، قال: "من التطبير. وقد قدمت زوجتي الى بيتي في حاروف لأخذها من أجل غسلها، كما أحضرت لنا الطعام قبل أن تغادر"، وعما إن أطلعته هلا أنّها حامل، أجاب: "كيف لها ان تكتشف انها حامل ولم يمضِ على زواجنا الشهر؟ فأنا ارتبطت بها في السادس عشر من الشهر الماضي، واختفت في الثاني عشر من الشهر الجاري. كما إنّي أعمل في بورة كسر وليس في محرقة كما تدّعي عائلتها، وقد أبلغت المخفر عن فقدان هلا، وانتظر ان نصل الى معلومة تطمئننا عليها".
مصدر في قوى الأمن الداخلي أكّد لـ"النهار" أنّ ت. "تقدّم ببلاغ عن فقدان زوجته، معللاً السبب في مغادرتها المنزل، علمها بأنّه لا يزال مرتبطاً بزوجته الأولى"... فهل فعلاً تركت هلا المنزل بإرادتها؟ وأين هي؟ التحقيقات مستمرة.
تعليقات: