تزامنت ولادتي البيولوجية في تومبكتو (مالي) حيث كان والديً مغتربين قبل 75 سنة مع تأسيس النادي الثقافي العربي في بيروت، فيما تزامت ولادتي الثقافية والعروبية في رحاب النادي نفسه الذي ضمني مع أقراني من زملاء الدراسة في آواخر الخمسينات من القرن الماضي وحيث نلت في مباراة الخطابة الارتجالية عام ١٩٥٩ الجائزة الأولى حين كان علي أن أرتجل كلمة عن جمال عبد الناصر...
لذلك كانت مشاركتي في الذكرى الخامسة والسبعين لولادة النادي وحضوري بعض جلسات مؤتمر "تحدي تجديد العروبة" الذي نظمه النادي يومي 4 و 5 تشرين اول 2009 تعبيرا عن صدى لذلك الحنين اولا..ولأهمية الموضوع ثانيا.
ولا بد ان أذكر أيضاً ان علاقتي بفلسطين قد تأسست في رحاب ذلك النادي العريق الذي كان يتردد اليه بعض من أصبح فيما بعد من كبار القادة الفلسطنيين كالراحلين جورج حبش ووديع حداد واحمد اليماني وغسان كنفاني وغيرهم وغيرهم...
ومن هنا أرى ان "تحدي تجديد العروبة" يكمن أولاً وأخيراً بتجديد الألتزام ببوصلة الكفاح من أجل فلسطين في وجه كل المحاولات الرامية الى تصفية القضية والتطبيع مع مغتصبيها.
وحين نتحدث عن الكفاح من اجل فلسطين لا نقلل أبدأ من شأن اهداف أخرى ينطوي عليها المشروع النهضوي العربي ولا سيما الوحدة العربية والاستقلال الوطني والقومي والديمقراطية والتنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية والتجدد الحضاري، ،لكنني ما زلت من المؤمنين أن العقبة الرئيسية في وجه تحقيق هذه الأهداف هو المشروع الصهيو – استعماري (القديم والمتجدد) وان مقاومة هذا المشروع تبقى أول الخطوات الجدية نحو النهوض الحضاري الشامل.
تعليقات: