مدرسة المشاغبين
لا يريد فؤاد مصالحة زملائه في الصف. يفضّل أن يشكوهم إلى الإدارة، فتتولّى طردهم من المدرسة. عبثاً يحاول الأساتذة تبديل رأيه: «يا فؤاد، يا حبيبي... ما بيصير... هيدول رفقاتك...». دون جدوى. حمل فؤاد أمتعته وغادر الصف. لفّ مكاتب الإدارة، مكتباً مكتباً، ليخبر المسؤولين بما يجري. اشتكى على حسن، ونبيه، وميشال، وسليمان، وعمر.
اشتكى أيضاً على وليد، وسعد، وسمير. فالأوائل غريبو الأطوار بالنسبة إليه، يكرهونه ويريدون له السوء. أمّا الأخيرون فعنيدون، لا ينفّذون له كلّ طلباته، ولا ينصتون إليه حين يتكلّم.
لكن، مع من ستلعب يا فؤاد إذا كنتَ مخاصماً كلّ هؤلاء؟
يحكّ فؤاد رأسه، ويقول: يمكنني أن ألعب مع جورج، ومحمود، وسلام، وحامد، وكوندي... إنّهم يفهمون عليّ. إنّهم يحبّونني، بعكس رفاقي الآخرين.
لكن، يا فؤاد، جورج والآخرون ليسوا قاطنين هنا. مدرستهم بعيدة، ولا يمكن نقلك إليها.
يصمت فؤاد قليلاً، ثمّ يجهش بالبكاء.
عندئذٍ، طلب الناظر لقاء التلاميذ. جمعهم في الملعب، وسألهم: ما مشكلتكم مع زميلكم فؤاد؟ فردّ الجميع: «إنّه فَسِّيد».
لم يفهم الناظر. لكن، في زاوية الملعب، كان المواطن ألِف يسير وحيداً. كانت علامات الجوع ظاهرة على وجهه، إلا أنّه لم يكن يملك ثمن الكرواسان من دكان المدرسة. السائرون بقربه سمعوه يتمتم: «فَسِّيد... وأخدلي مصريّاتي كمان».
تعليقات: