شادية أبو عيد
على أوتوستراد البيسارية انقلبت حياة شادية أبو عيد إلى الأبد بانقلاب السيارة التي كانت تقودها قبل أربع سنوات، فأصيبت بالشلل، لتجبر على السير في طريق الألم، بعدما فقدت القدرة على الحركة، وهي الوالدة لأربعة أبناء. وجدت نفسها عاجزة وبحاجة إلى مساعدة، بينما كانت في السابق شعلة متوهجة إلى أن انطفأت قبل يومين بمغادرة الروح جسدها.
رفض فكرة العجز
لم تطُل مسيرة شادية في الحياة، رحلت عن عمر 37 سنة، تزوجت في سن صغيرة، رُزقت بأولاد، كانت لهم الأم الحنون، وإذ فجأة يتغير مجرى حياتها، بسبب حادث سير مروّع على طرق لبنان. وبحسب ما شرح قريبها كامل نعنوع لـ"النهار": "كانت زوجة عمي تقود سيارتها على أوتوستراد البيسارية متوجهة إلى بيروت للقيام بزيارة عائلية حين انقلبت بها من دون معرفة السبب، نُقلت إلى المستشفى ليُطلعنا الأطباء على الخبر الكارثي بأنها أصيبت بالشلل، ولن يكون بمقدورها بعد ذلك معاودة المشي". وأضاف: "لم تتقبل ابنة باتوليه العجز الذي فُرض عليها، وهي المسؤولة عن عائلة بحاجة إلى اهتمام، لتجد نفسها محتاجة إلى الاهتمام والمساعدة، تعبت نفسيتها كثيراً، ورغم خضوعها لعمليات على أمل الشفاء، إلا أن الواقع المرير لم يتغير".
انتهاء مسيرة الألم
دفعت الأيام شادية للعودة إلى منزل والديها لكي تلقى عناية شقيقتيها، وبعد أن انتقلتا إلى منزلهما الزوجي، شعرت شادية بالوحدة، الأمر الذي زاد من الضغوط النفسية عليها. وقبل شهر، كما قال كمال، "خضعت لعملية نسائية زادت من تدهور صحتها، ضعفت عضلة قلبها وتعبت رئتاها إلى أن لفظت آخر أنفاسها، معلنة الرحيل عن دنيا الألم بعدما تذوقت من كأس مرارتها الكثير. فقد سبق أن خسرت ولدين من أولادها الستة، أحدهما عند الولادة والثاني عند بلوغه عامه الثاني. عاشت مع كل فقدان لفلذة كبدها حرقة تركت بصمتها في قلبها، ليأتي الحادث المرّوع ويقضي على ما تبقى من أمل لديها".
على سرير المستشفى انتهت رحلة حياة شادية، استسلمت للموت بعدما أتعبها الوجع، فضلت التخلي عن جسدها "العاجز" لتحلّق روحها في السماء.
تعليقات: