تكريم الفنان شربل فارس بعد خمسين عاما من العطاء


النبطية –

رعى وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود الحفل الذي نظمه اتحاد بلديات اقليم التفاح والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي ومشروع تراثيوم مكنز الذاكرة وبيت المصور وجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت لتكريم الفنان شربل فارس "خمسون عاما من العطاء- اليوبيل الذهبي" وذلك في "محترف الفنان شربل فارس في بلدة صربا الجنوبية ، بحضورشخصيات وفاعليات ومهتمين.

بعد النشيد الوطني اللبناني افتتاحا ، ألقى رئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح بلال شحادة كلمة قال فيها: يجمعُنَا المشهدْ... والألوانُ والحجرُ والشجرْ... والرّيشةُ والإزميلْ، تحمِلُهُمَا أكفُّ فنّانٍ غرقَ في روعةِ الألوانِ والغبارِ الجميلْ... ليرسُمَ لوحةً تحملُ وطنًا ووجوهَ أُناسٍ وترابًا مضمّخًا بالعطرِ والحنينْ... ليُمسِكَ بصخرةٍ فيَجْعَلُهَا جمالًا ونحتًا لمشهَدٍ يُهاجِرُ من صلبِ الصّخرِ إلى القلوبِ الوالِهَة للرّويّة...

الفنّ هوَ روحُ وعصارةُ تَجرُبَةٍ عريقةٍ من اللّونِ الجميل... اللّونِ الذي يرسم الجداريّةَ لِلَوحةٍ تشكيليَّةٍ تستمطِرُ في غماماتِ ألوانِهَا هذَا الإبداعَ من قلبِ الفنّانْ شربِل فارِس...

وشربل فارس اسمٌ ورمزٌ وعنوانْ...

تستطيعُ أن تدخلَ معهُ ولكن لا تستطيعُ أن تكونَ مكانَهْ... لهُ فرادتُهُ التي لا تشبهُ إلَّا وجههُ وقلبَهْ... يجدلُ اللونَ خمائلَ ويجعلُ من الصخرِ مشهدًا آخرًا لا يُمكِنُ لكَ إلَّا أن تراهُ بكلّ زوايَاهْ... تَنتَشِرُ عندَ أناملَ تَجِدُهَا في كفَّي الفنان المُحتَفَى بِهْ...

إنَّ الفنَّ هو من روحِ هذا الوطنِ والجبَلِ في لبنان... حكايةٌ وروايةٌ ودليلٌ على الوطنْ... كلّمَا حملنَا الألوانْ... كلّمَا انفرجَ القلبُ وفاضَ الرّحيقْ...

ونحنُ في إتحاد بلديات إقليم التفاح... هذا الإقليمُ المقاوم الذي ضحَّى وبذلَ التّضحياتْ وقدَّمَ الشّهداءَ والجرحى...

هذا الإتحاد الذي يَقِفُ اليومَ مع ألوانِ الفنَّانْ ويُهاجِرُ في لوحاتِهَا...

نكرّمُ اليومَ فنَّانًا عريقًا في حبّ الرّيشةِ والإزميلِ...

عندما نُكرّمُكَ... نُكرّمُ أنفُسَنَا... لأنَّ الفنَّانَ هو ممثّلُ كلّ القلوبْ... والوطنُ هوَ الفنّانْ... والفنّانُ لا ينتمي إلَّا إلى القلوبْ...

كُلَّمَا وُجِدَت صورةُ الوطنِ الموحّدِ بِجَيشِهِ وشعبِهِ ومُقَاوَمَتِهْ...

الفنّانُ يجمعُ الوطنْ... يَنَامُ قربَ ألوانِهِ...

الفنّانُ هوَ الطابعُ البريديُّ إلى قلوبِ النّاسْ... هوَ الحاضِرُ في الوجدانِ روحًا ونصًّا...

نوجّهُ التحيَّةَ للفنَّانِ اللبنانيّ المتألّق... برعايةِ العزير معالي وزير الثقافة الدّكتور محمد داوود داوود، لنقولَ لكم يا معالي الوزير إنّ هذا التكريمَ هوَ واجبٌ لفنّانٍ عريقٍ عرفَ قيمَةَ الفنْ... وكم من الفنّانينَ الآخرينْ يستحقونَ التكريمْ...

واليومْ تدأب وزارة الثقافةِ من أجلِ كشفِ اللّئامِ عن هؤلاءِ المبدعينَ في مسيرةِ العملِ الفنيّْ...

معالي الوزيرْ... رِعايتُكُمْ هيَ بمثابةِ إطلاقِ العِنَانِ لروح الفنّ اللبناني..

معًا نبقى بلديات ووزارات في مسيرةِ حفظِ هذا التُراثِ العريقْ...

ومعًا نُعلِري رايةَ الفنّ الأصيلِ اللبنانيّ...

وكانت كلمة لرئيس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت ميشال روحانا ، ولابراهيم شمس باسم المجلس الثقافي، ثم ألقى راعي الاحتفال الوزير داود كلمة قال فيها:

نحن هنا في "واحة الدقّاق"، مرتع الفنان التشكيلي شربل فارس وخلوته الفنية-الفكرية...

غنيٌّ، ثريّ مسارُ فنانِنا المكرَّم...

صبيّ كروم العنب والتين والزيتون، وبيادر البركة وعبق الطيّون...

المسلوخ من ظلالِ السنديان إلى ضجيجِ المدينة...،

المتمرّد، على خطى "خليل الكافر" و "يوحنا المجنون" في كتابات جبران... الحالم بالثورة وتغيير العالم !!!

نكرّمُ اليوم فنّاناً ملتزماً بالجذورِ والألوان، فنوناً تشكيلية، رسماً ونحتاً... من معرضِه الأول في تلك البيروت 1973 إلى الكويت، محطة فنّية، إلى تتلمذِه على يد الفنان ناظم إيراني، إلى قواقعِه اليوم، وقبل الأمس، وتحوّلِه إلى واقعيةٍ، أراد عبرها التعبير عن قضايا العصر وهواجسِه والهموم.

عرفْنا أعمالَ شربل فارس، نحتاً وتلويناً، خلالَ فترةِ احتلالِ العدوِّ الإسرائيليّ لجنوبِنا، من خلالِ أعمالٍ أدانَ فيها وحشيةَ الغاصب، ومجَّدَ الروحَ المقاوِمة، دفاعاً عن الكرامةِ والأرض ومعاني الشهادة.

وقال:

نفتتحُ اليوم معرضاً تشكيلياً، خارجَ مألوفِ الأمكنة... "واحة الدقّاق" نشرَ فيها الفنانُ أعمالَه، في هدأةِ الطبيعةِ وسكونِ الإيحاء... ويسعدني أن أزيحَ الستارَ عن منحوتاتٍ تمثّلُ وجوهَ مبدعين من بلادي...

السيدة فيروز سفيرتنا إلى المجرّات، أحد أجمل رموزنا اللبنانية، بالتكاملِ والتناغم مع الأخوين رحباني...

صاحب كتاب "النبي"، الذي طاف الأرض وتُرجمَ إلى لغاتِ العالم ويُطبع منه بالملايين في الولايات المتحدة...

إلى شوشو، حسن علاء الدين، ومَن ينسى "المسرح الوطني" والثنائي حسن وشريكه المخرج والمؤلف نزار ميقاتي، وآخرين أمثال روجيه عسّاف وفارس يواكيم ومحمد كريّم، وأعمالاً كثيرة استلّها شوشو من همومِنا اليومية، فشاهدَ جمهورُ المسرح "آخ يا بلدنا" و "تحت الصفر" و "طربوش بالقاووش" وحوالي ثلاثين عملاً ضجّتْ بها الصحافةُ والرأيُ العام، من العام 1965 حتى 1970.

وقال: سعيدٌ أنا بهذا المناخ الرائع المشبّع بالمخيّلة الخلاّقة والإبداعِ الفنّي...

أحيّي مبادرةَ الجمعياتِ المنظِّمة لهذا الحدث...

أما الفنان شربل فارس، فلَهُ مِنّا كلَّ التقديرِ والثناء، أحد راياتِنا التشكيليةِ الحديثة.

كلّ التمنيات بمزيدٍ من العطاءات...

كلّ الافتخار بفنّانينا...

وهذا اللبنان الرائع، له منّا كلَّ الولاء...

، ثم قدم داود وشحادة ميدالية تقديرية للفنان فارس، كما قدم شحادة ميدالية الاتحاد لفارس ، ثم جرى ازاحة الستار عن ثلاث منحوتات لعمالقة الادب والفن والمسرح جبران خليل جبران وفيروز وحسن علاء الدين شوشو من اعمال الفنان فارس، وكانت جولة والحضور في محترف الفنان فارس.










تعليقات: