إلى سيّد المقاومة‎


كنت انتظر كلمتك اليوم في أربعينية جدك وسيدي ومولاي اباعبدالله الحسين عليه افضل الصلاة والسلام لأوجه لك سيدي النداء:

سيدي،

لم ننزل الساحات والميادين متظاهرين إلا بعد أن اشتد الحبل حول الرقبة وقبل أن تعطى الأوامر الى "عشماوي" ليبعد الكرسي من تحت أرجلنا.

نزلنا سيدي حيث لم يعد بإمكاننا تأمين رغيف الخبز لأولادنا ، نزلنا لأن اولادنا اصبحوا على حافة القبر من الجوع ، لا خبز ولا ماء ، حيث لم يعد بإستطاعتنا شراء الماء ولا الخبز ، نزلنا لاعنين الطائفية مسيحيين ومسلمين من جميع المذاهب ، وإنها ظاهرة صحية ولأول مرة بعد الحرب الأهلية نجتمع على مطلب واحد ، استعادة الحقوق المسلوبة من الشعب واستعادة المال المنهوب .

سيدي،

لقد ايدت كل المطالب الذي ننادي بها بإستثناء إسقاط الحكومة ، ومن المؤكد بأن نظرتكم للأمور تختلف عن نظرتنا ، وصبركم على الجوع اكثر فترة من صبرنا لأنك سيدي من اهل البيت ونحن من اتباعكم لا نتمتع بهذه القدرة التي منحكم إياها الله عز وجل ، والقصد الرؤية اكثر من الجوع .

سيدي،

انها فرصة لنكرر ما ناشدناكم من قبل بتاريخ 23/5/2016 بإعادة النظر في سياسة بعض الأخوة في القرى والبلدات والمدن ، حيث :

-لم يعد مقبولاً التفريق بين مواطن ومواطن وبين مناصر ومهاجر

-لم يعد مقبولاً محاربة أشخاص في رزقهم مع انهم من المناصرين ، وإذا لم يحصل تدخل لمعالجة هذه المواضيع فستصبح حرب خفية لا تقل عن حرب داحس والغبراء .

-لم يعد مقبولاً الذهاب الى أبواب فلان وفلان لإيجاد وظيفة بإذلال ولن يحصل عليها لأنه ليس من المقربين وليس من لون واحد ، وتعلمنا من جدكم ابا عبدالله الحسين عليه السلام "هيهات من الذلة" وتكرروها علينا دائماً ، ولأننا من هذه الفئة لا نلقى قبولاً ممن في يدهم الحل والربط .

سيدي،

الجوع كافر ، والجوع نتيجة الفقر ، والفقر يكون إجباريا او اختيارياً ، ومن الإجبار كانت الثورة ضد الخليفة عثمان بن عفان ، وكان امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قال مقولته المشهورة " لو كان الفقر رجلاً لقتلته" لأن الفقر يخرج الإنسان عن طوره فيفسد في المجتمع ، لذلك قالها امير المؤمنين من حرصه على المجتمع وعلى كرامة الإنسان لتحقيق المساواة والعدالة .

سيدي،

إن من قادنا الى المظاهرات -وقد تتحول الى ثورة كما حدث في فرنسا -اصحاب السلطة والثروة والجاه والمهيمنين على الحكم .

سيدي،

إن لم تتدخلوا لإنقاذنا من الجوع والمطالب الأخرى المحقة ، فهذا يعني دفعكم لنا الى معسكر الظالم ، وقد يؤدي بنا هذا الدفع باتجاه القردنة والثعلبة والتسول الأخلاقي أي ما يقود نحو الانحراف والمسكنة ومهادنة المسئول واندثار القيم الايجابية مما يجر الى الفساد والنفاق وانتشار الأمراض الاجتماعية المختلفة كالسرقة والرشوة والاحتيال والكسب غير المشروع والسكوت على الظلم.... وهذا ما لا ترضاه لنا ولا ترضى لنا غضب الله علينا فيما لو سلكنا هذا الطريق نتيجة العوز .

سيدي،

ازيحوا الظلم عنا وساعدونا في استرجاع حقوقنا ، إنكم عليه لقادرون .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: