الحدود تنعم بالهدوء بعد المناورات والسكان يمارسون أعمالهم طبيعياً على الجانبين

جرار زراعي لبناني يعمل في محاذاة المطلة
جرار زراعي لبناني يعمل في محاذاة المطلة


الحدود الجنوبية :

لم يختلف المشهد في المنطقة الحدودية، عن سابقاته في الأيام الخمسة الماضية، التي حفلت بتدريبات الجبهة الداخلية الإسرائيلية واسعة النطاق، وبقي الهدوء مخيماً على جانبي الحدود، وشهدت المنطقة الحدودية حركة طبيعية فيما حافظ الوضع على وتيرته المعتادة، وتميز اليوم السادس الذي أعقب انتهاء المناورات بحركة عادية للمدنيين الإسرائيليين داخل المستوطنات، حيث أقلت حافلات كبيرة عدداً من الزوار إلى مستوطنة المطلة وشارعها الرئيسي، ترافق ذلك مع دوريات مؤللة للآليات العسكرية، التي جابت الخط الحدودي بين المستوطنات الشمالية، وعند تخوم البساتين القريبة، بمحاذاة براد توضيب التفاح المشرف على سهل مرجعيون، وراقب عناصرها الحركة في الجانب اللبناني، حيث استمرت الحياة بشكل طبيعي في القرى والبلدات الحدودية، والسهول والحقول القريبة من السياج الحدودي والمنازل في المستوطنات الإسرائيلية، وزاول المزارعون اللبنانيون زراعة التبغ، متابعين حياتهم بعيداً عن ضجيج المناورات والصخب السياسي الداخلي.

ميدانياً، سجل انتشارٍ لافت لقوات «اليونيفيل» المعززة والجيش اللبناني، على امتداد جبهة القطاع الشرقي، اللذين رفعا من جهوزهما، وكثّفا دورياتهما المؤللة، ونقاط المراقبة في المواقع المتاخمة للخط الأزرق، ما بين تلة الثغرة في العديسة غرباً والعباسية شرقاً، مروراً ببوابة فاطمة وسهل مرجعيون وإبل القمح، وفي تلال الحمامص والعمرة المشرفتين على مستوطنة المطلة وسهل الحولة، وعند الضفة الغربية لنبع ومجرى نهر الوزاني، صعوداً حتى محيط الشطر الشمالي اللبناني المحتل من قرية الغجر، حيث واصلت عناصر من الوحدتين الإسبانية والبولونية العاملتين في إطار قوات «اليونيفيل» المعززة في الجنوب، أشغال تسييج منطقة حوض الوزاني وتخوم الغجر بالشريط الشائك الجديد، على طول الحدود الى جانب السياج القديم، وذلك للحد من أعمال التهريب والتسلل، وتخفيف حدة التوتر في تلك المنطقة الحساسة، كما حصل في الآونة الأخيرة، في وقت تمركزت عربتان مصفحتان إسبانيتان على التلة المشرفة على قرية الغجر ونبع الوزاني ومحيطه، لتأمين الحماية للعناصرالدولية، فيما راقبت عناصر من الجيش اللبناني ورشة الأشغال الدولية عند مجرى النهر.

في هذه الأثناء، حلقت طوافة دولية تابعة للوحدة الإسبانية، في طلعات عدة، فوق منطقة حوض الوزاني، وراقبت الأشغال الجارية من الجو، فيما راقب جنود إسرائيليون الأشغال، من نقطة مشرفة على مجرى الوزاني، في وسط قرية الغجر.

واللافت امس انتشار عشرات الآليات الدولية المجهزة بعتاد للمراقبة، في النقاط الحدودية، حيث رابطت كتيبة المدرعات الفرنسية التابعة للوحدة الفرنسية المتمركزة في دير كيفا في القطاع الغربي، على تلال الحمامص، فيما تقدمت ثلاث مدرعات تابعة لها إلى تلة العمرة وتمركزت هناك، في نقطة مشرفة على قطاع الوزاني ـ الغجر ومنطقة شمال سهل الحولة وهضبة الجولان ومزارع شبعا المحتلتين، حيث رابطت دبابة «لوكليرك» مع طاقمها، على مقربة من موقع عسكري للجيش اللبناني، في ظل حراسة عسكرية مشددة، تولتها عربتان مصفحتان وشاحنة تقل جنوداً فرنسيين.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب انتهاء المناورات العسكرية الإسرائيلية، التي اقتربت كثيراً من الحدود، في المنطقة الإسرائيلية الشمالية، في يومها الرابع ما قبل الأخير، بعدما كانت أبلغت إسرائيل قيادة اليونيفيل، أن التدريبات ستبقى محصورة في المناطق الداخلية، ولن تقترب البتة من المناطق الحدودية الشمالية مع لبنان.

تعليقات: