نادين خلال مساعدتها للصليب الأحمر في مخيّم نهر البارد
تملك الجرأة الكافية إضافة الى جمال حبكه الله وهي لمّا تزل في الرحم، فكبرت وتوّجت ملكة جمال للبنان... تؤازر الجيش اللبناني بمحبّتها له ولأنّها تضع نصب عينيها لبنان هبّت للمساعدة ومن أجل عمل الخير في مخيّم "نهر البارد" أيّام كان يغلي فآزرت الصليب الأحمر هناك لأنها ترى فيه منقذًا، وهي التي لا تهدأ، تبدو نحلة، لكنّها تعمل كخليّة نحل.
ملكة جمال لبنان نادين نجيم حلّت ضيفة وكان هذا اللقاء معها:
*أهلا بك ملكة جمال لبنان نادين نجيم الى هذه المقابلة
- شكرا، أهلا بكم.
*هل يمكننا أن نتعرف أكثر على شخصيتك، على طباعك ... كيف تصفين نادين نجيم؟
-أنا من الناس الذين يقدرون الحياة ويحبونها كثيرا. أحب أن أعيش كل يوم كأنه آخر يوم، أحب معاملة الناس بأحسن طريقة وأن أكون فرحة ونشيطة.
*هل تخافين ألا يأتي الغد، لأنك تعيشين في لبنان في ظل الأحداث السياسية التي تحصل؟
-أنا لا أخاف كوني أعيش في لبنان في ظل الأحداث ولكنني أخاف من ربي طبعا، فالله أعطانا هذه الحياة وعلينا الإستفادة منها ومعرفة كيف يمكننا تقديم شيء أفضل لأننا نعيش من أجل أنفسنا ومن أجل الآخرين.
*خلال الأشهر التي انتخبت فيها كملكة جمال حملت نشاطات أكثر من أيام أخرى في حياتك وأعطيت، كيف كانت هذه الأشهر وماذا تغير في نادين نجيم؟ هل أجبرت أن تكون شخصيتك غير شخصيتك العادية لأنك تلتقين بالكثير من الوسائل الإعلامية؟
-هذه الأشهر الثمانية كانت مليئة وجميلة جدا، أخذت وعدا على نفسي ومبادرة تجاه المجتمع الذي أسكن فيه، ومنذ البدء قلت في برنامج "نهاركم سعيد" أن هذه السنة لن تمر هكذا كأنها لم تكن. بالعكس أتتني الفرصة وعلي أن الاستفادة منها ومساعدة غيري.
قررت الدخول في مجالات عدة وهدفي الأول والرئيسي هو مساعدة الصليب الأحمر اللبناني، فريق الإسعاف الأول وتأمين معداته وهذا الموضوع نعمل عليه بشكل دائم.
*كيف يمكنك تأمين معدات لهم كونك ملكة جمال؟
-كوني ملكة جمال يمكنني أن آتي بنوع من الـ" Fundraising" (جمع التبرعات)، فمثلا هناك الآن "حملة Fundraising" قريبة جدا وكبيرة بالإشتراك مع رشا الحافز وهي شخصية كويتية لديها حب للبنان غير طبيعي وتحب أن تساعد كثيرًا، بالاضافة الى شركة "نحاس" في لبنان.
ويعود ريع هذه الحملة للصليب الأحمر، ويجري العمل على توعية الشعب وخصوصا عنصر الشباب اللبناني وهذه المؤسسة تشكل أحد أهم المؤسسات في لبنان بالنسبة لي.
الجيش اللبناني لا يسأل عن الجنسية داخل الأراضي اللبنانية فهو يحمي ابن بلده ولا يحمي الدين او الطائفة بل يلتزم الحياد والمساهمة في الحفاظ على الآخر من هنا نرى المبدأ نفسه بين الجيش والصليب الأحمر.
وهناك جمعيات كثيرة نساعدها ولدي علاقات شخصية خاصة معها.
*ما هي هذه الجمعيات؟
-هناك مثلا جمعية "كن هادي" وهي مؤسسة بنيت على التوعية ضد "القيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات" وأسست على اسم هادي جبران وهو شاب توفي وكان معي في الجامعة.
*هل تعرفينه؟
-لا أعرفه شخصيا، عندما توفي دخلت أنا الجامعة لكن عرفت به وسمعت عنه ورأيت كيف أسس رفاقه هذه الجمعية وهي ليست قولاً فقط بل فعلا.
*هل ستقومين بحملات التوعية الإعلامية؟
-أعمل مع جماعة "كن هادي" في الجامعات للتوعية وأشاركهم نشاطاتهم كافة إضافة الى جمعية "جاد" وأساعد بالتوعية من خلال النشاطات أو اللقاءات.
*لديك الآن جامعتك وعملك، فكيف تنسقين؟
-لا يمكنني اعطاء نفس الأهمية والوقت للأمور كافة، لذا أختار الأشياء الأهم وأركز عليها. أما الجامعة والعمل هما من الأمور الأساسية وأريد أن أعود متطوعة في الصليب الأحمر.
أنا أحب ان أعيش حياتي ولا يمكنني أن أجلس في مكاني "بْحُوصْ".
*هل تشعرين أن ملكات الجمال يعملون في السنة التي ينتخبن فيها وبعدها لا يعيرون أهمية لهذا الأمر؟ انت ستحملين اللقب طوال العمر ويبقى على ولايتك ما يقارب الـ 4 أشهر، هل تعتقدين انك ستكملين نشاطاتك حتى بعد انتهائها؟
-الملكات الأخريات يعملن على أعمالهنّ المكدّسة في سنة واحدة فيشعرن أنه بعد انقضاء السنة يحتجن الى الراحة وهذا من حقهن ولا يمكننا لومَهُنَّ. أما بالنسبة لي فأنا سأختار جمعية أركز عليها وأكمل عملي مع الجمعيات بما يسمح وقتي.
*عرفنا حين غطينا بعض النشاطات لـ"جاد" أن الملكة السابقة غبريال بو راشد تتعامل أيضا معها؟
-مع "جاد" ليس هناك شخصية واحدة تتعامل معها، فهناك عدة مشاهير كمذيعات الـ"ال بي سي" وشخصيات فنية ...
*هناك جمعيات عديدة يمكن ان تتوزعن لدعمهنّ، لأن الحكومة غائبة عن هذا الموضوع، بل كل فرد يقوم بمجهود شخصي...
-نحن في بلد تصبّ الحكومة اهتمامها باتّجاه معيّن، فمن يريد القبول أهلا وسهلا، لا سيّما في المجالات الإقتصادية أو الخدماتية أو الإنسانية والتي أصبحت جميعها تحت الصفر، وفي مؤسسة "جاد" نحن نتلقى صفر بالمئة مساعدة من الحكومة اللبنانية.
وهنا أسأل أليس من واجبات الحكومة تأمين الطعام والطبابة والحق بالعيش الكريم لأربعة ملايين مواطن لبناني؟ وهذه مطالب موجودة في شرعة حقوق الإنسان، فإذا لم نستطيع تأمين هذه البديهيات الثلاثة لماذا سنتكّل على هذه الحكومة؟
لذا تقوم مبادرات شخصية من أفراد ومنظمات داخل المجتمع اللبناني يتولون الإهتمام بالأشخاص.
نحن لا نستطيع كمواطنين أن نعيش وحدنا بل نحتاج الى سند نتكىء عليه اذا ضعفنا قليلا. هذا السند هو الحكومة، وبعدم وجودها يمكن ان نقع ونوقع معنا الأشخاص الذين نرعاهم.
فنحن أربعة ملايين مواطن ندفع الضرائب ونتمم واجباتنا، فهل يفترض فقط الإعتراف بالحكومة اللبنانية.
*نلاحظ أنك انسانة مندفعة وذكية برأيك هل كان لذكائك دور بنجاحك حتى أصبحت ملكة جمال؟ مع أنك فتاة جميلة ولا يمكن انكار أن الجمال الخارجي موجود.
-أعتقد ان تمازجا حصل بين الجمال والذكاء، لم يُجْرَ لي امتحان معدل الذكاء (IQ) لتقرير هذا الأمر، بل أعتقد أن الحكام تأثروا بالذي أجبت به، وأضيف الى رصيدي مع نقاط الجمال "كتر خير الله". انما هذا لا يعني ان المشتركات الأخريات أقل ذكاء.
*الى من يعود الفضل بشعورك بالراحة وطلاقتك؟ الى الجامعة؟ التربية؟...
-كل هذه العناصر. في المنزل، كان لنا الحق ان نقول كل شيء ونعبر عن رأينا بحرية.
كذلك، مارست في مدرستي ("يسوع ومريم" الربوة) ثقافة المناقشة والاستماع والحوار، كذلك الأمر بالنسبة لانخراطي في الحياة الكشفية.
بما اننا في بلد مسيّس، هنالك الكثير من أشكال التعبير عن الاراء، من خلال المظاهرات والاحزاب، وهذا يجعل السياسة امرا مكتسبا لدى الجميع.
*ما الأثر الذي تركه كون والدك عسكريا على تربيتك؟ هل عشتم على نظام عسكري في المنزل؟
-كلا لم تكن هذه هي الطريقة، انما كانت حياتنا منظمة جدا وتعلمنا ان نستحق الأشياء لكي نحصل عليها.
*هل ساعد وجود والدك في المؤسسة العسكرية على تنمية مشاعرك الوطنية؟
-بالتأكيد، إذ كنت على الدوام أرى من خلال والدي كم يضحي العسكريون. اذا كان الجيش ضعيفا فالدولة والوطن يصبحان في خطر، وكل مقومات الدولة والوطن ستتأثر، فيصبح الشعب والحاكم بخطر.
*هل هدفت من خلال زيارتك الى مخيم "نهر البارد" دعم الجيش ام الصليب الأحمر اللبناني؟
-توجهت الى المخيم بصفي مسعفة لأساند رفاقي المسعفين، لكن هذا الأمر لا يعني انني لم اكن اقدم التحية للعسكريين على تضحياتهم الجسام في المعركة. في النهاية، صعدت الى هناك من أجل الأمرين معا، للصليب الأحمر كوني واحدة منهم وللجيش تقديرا لتضحياته.
*هل دخلت الى المخيم؟
-كلا، فهذا الأمر كان ممنوعا الا للجيش، حتى بالنسبة الى عناصر الصليب الأحمر اللبناني. كان "الهلال الأحمر الفلسطيني" يلعب دور همزة الوصل بين الصليب الأحمر وداخل المخيم. وهنا دعيني أسجل اعتراضا. نحن على أرض لبنان، هل مساحة الـ10452 كيلومترا مربعا تضم المخيمات؟ نحن في الصليب الأحمر موكلون مهمة اسعاف كل المتواجدين على الأراضي اللبنانية؟ لماذا ممنوع علينا دخول المخيمات؟ لماذا هناك اماكن مجتزأة كبيرة من الارض اللبنانية لا نستطيع والجيش دخولها دون أي اعتراض من الحكومة؟ في المقابل هناك أماكن أخرى يتعاون الصليب الأحمر والجيش ولكن يُسجل من قبل افراد في الدولة ان هذه الأرض محظورة علينا. الا نرى ذلك؟
*الى أي مدى كانت زيارتك للمخيم ايجابية إضافة الى الدعم المعنوي الذي قدمته؟
-لقد ساعدت المجتمع اللبناني عبر وسائل الاعلام على التعرف أكثر على ما يحصل. لا يمكنك الا أن تشعري بالغضب عدا عن الاسى والحزن. هنا نسأل: هل كنا مضطرين لفقدان اكثر من 160 جندي لبناني شهيدا ومسعفين من الصليب الأحمر؟ لماذا وصلنا الى هذه الحرب من الأساس؟
*هذه مشكلة عمرها أكثر من 30 عاما وحلها معقد جدا...
-صحيح، لم يكن هناك معالجة لها، بل اننا رأينا نوعا من الدعم لهذه الظاهرة ما نمّى هذه المجموعات الارهابية وأعطاها قوة حتى استطاعت مواجهة الجيش وايقاع هذا العدد الكبير من الشهداء.
*هل تحبين السياسة؟
-أحب أن أبدي رأيي بكل الأمور، من سياسة ودين واقتصاد واجتماع.
*ألا تخشين ان تخسري محبة بعض الجمهور اذا اعطيت رأيك السياسي صراحة؟
-لا يهمني ان اكسب رضى أحدا، أعطي رأيي لأرضي ضميري، أما من يعارضني الرأي فليعطني الرأي المضاد وليناقشني.
*من يقوم بترتيب نشاطاتك؟ هل يتم ذلك بالتنسيق مع الـ”LBC” ؟
-لدي تعاون مباشر مع "LBC"، خصوصا مع السيدة ساني موسى التي أكن لها اكبر احترام وتقدير لحضورها الدائم الى جانبي ومساعدتها لي في نشاطاتي.
*لماذا لم نشهد تغطية إعلامية مكثفة لسفرتك الأخيرة الى الصين؟
-في لبنان التركيز الاعلامي موجّه على السياسة، ما يخفف من الاهتمام بالأمور الأخرى. لكن حصلنا على اكبر قدر ممكن من التغطية الاعلامية.
*ما هي النشاطات التي قمت بها في الصين؟ هل علمتيهم الدبكة اللبنانية كما في سفراتك السابقة؟
-لم يكن لدي الوقت لأعلمهم ذلك. عندما أذهب الى الخارج أعلم الأجانب "بالملعقة" عن لبنان، لان الاعلام الخارجي يعطي صورة بشعة عن لبنان، فأقوم برفع الستار عن النواحي الحسنة وأجعل الناس يلاحظون الحسنات في لبنان، فيحصل بذلك توازن بين الجيد والسيء.
*هل كونت صداقات خلال تلك السفرة؟
-أصبحت صديقة لملكة جمال العالم الجديدة وهي من اليابان، كذلك لا أزال على تواصل مع ملكتي جمال مالطا والفيليبين. انا أحب أن اكوّن علاقات، قد لا تكون علاقات عميقة، انما من الجميل ان يكون لنا في كل بلد شخص نعرفه ومنزل نذهب إليه.
*هل تتم محاربتكنّ كملكات جمال كما يُحارَب الفنانون الناجحون؟
-نعم، بسبب غياب الاجماع على انتخاب الملكة، ودائما نرى اعتراضات من بعض الناس. انا أفضل ألا أرد على هذه الأراء بل بالعكس اعمل لأجعلهم يقدرون عملي اكثر من "ذبحة عينيّ" وحجم شفتي. ملكة الجمال ليست وجها فقط تمثل لبنان في الخارج وتضحك للناس. ملكة الجمال مزيج من جمال الداخل والخارج.
*هل انت مع عمليات التجميل؟ فقد لاحظنا اشتراك عدد من الفتيات اللواتي أجرين عددا من العمليات التجميلية في مسابقات ملكة جمال لبنان؟ فما رأيك؟
-في هذا الموضوع هناك رأيان. عندما ذهبت للمشاركة في مسابقة "ملكة جمال العالم" وجدت نسبة عمليات التجميل غير معقولة، 99% من الملكات كن من صاحبات عمليات التجميل. هنا أسأل، اذا أردتم انسانة كاملة يمكنكم اختراع ملكة جمال "من فوق الى تحت". ومن ناحية ثانية، ولتكون المرأة مرتاحة مع نفسها وفرحة، تصحّح الخطأ عبر عمليات التجميل. فلنسأل أنفسنا: هل يجب أن يكون الجمال طبيعيا لدى ملكة الجمال؟ المجتمع اللبناني أصبح ينفر من وجود فتيات "نسخة طبق الأصل"، حتى ان المؤسسات تطلب جمالا طبيعيا. علينا أن نسأل أنفسنا: هل نريد عمليات تجميل بهذه النسبة الكبيرة؟ انا شخصيا لا يمكنني أن أعطي رأيا نهائيا.
*نلاحظ ان حلم جميع ملكات الجمال هو التوجه الى العمل الاعلامي؟ وقد سبق وصرحت انك لا تطمحين إلى دخول الإعلام، لماذا هذا الموقف؟
-لا يمكنني أن أجزم بشيء بشكل نهائي، لكنني أفضل ألا اعمل بمجال الاعلام لانني لا أرتاح فيه، كما انني لا أرتاح في الغناء أو التمثيل. ما أحبه هو إدارة أعمال فنانين أي العمل في الكواليس.
*بماذا تتخصصين؟ وبأي مهنة ترين نفسك في المستقبل؟
-أنا أدرس التجارة والعلاقات الدولية. لا يمكنني القول منذ الآن ماذا أريد أن أكون، ما يمكنني أن أؤكده هو أنني أريد من المجتمع الذي أعيش فيه أن يعرف اسمي كإنسانة، أريد أن اترك بصمة أينما حللت. كيف ذلك؟ هذا ما أقوم ببلورته اليوم.
*ما هي آخر نشاطاتك؟
-لا أزال أتابع نشاطاتي مع الجمعيات التي أتعاون معها، أي الصليب الأحمر اللبناني و"كن هادي" و"جاد". سنقوم بحملات توعية اعلانية قريبا مع "كن هادي"، أما مع "جاد" فانا دائما حاضرة للمساعدة. كل يوم أتلقى عرضا جديدا، فأحاول أن أصل للملكة رانيا (ملكة الأردن)، على أمل أن تقرأني عبر "النشرة". أعرف أنها انسانة مذهلة وقدوة في الاعمال الصالحة.
*ما هي الكلمة الأخيرة التي توجهيها الى قراء "elnashra.com"؟
-أود أن أتوجه إلى كل قراء "النشرة" بالدعوة لأن نكون جميعنا صادقين مع أنفسنا وتاريخنا في هذه الظروف الصعبة كيلا يتكرر ما حصل معنا في الماضي. علينا أن نكون واعين ونفتح أعيننا دون أن نضلّ بالتمثيليات اللي نراها أمامنا، علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا كمواطنين نريد الأفضل للبنان.
تعليقات: