2/11/2019
سألني صديقي: ماذا ستكتب اليوم في خاطرتك؟.
قلت له: سأكتب عن وعد بلفور المشؤوم في ذكراه الـ 102.
أجابني ساخراً: أيعقل أن تكتب عن وعد بلفور وانت تعيش وسط مجتمع متفجر بالغضب على الفساد والفاسدين؟...
قلت له: هذا الفساد المستشري الذي ينتفض بوجهه شعبنا اليوم ،من لبنان إلى العراق إلى أقطار الأمّة كلها، هو سبب إضافي لكي أكتب عن "وعد استعماري" سلب شعب فلسطين أرضه ،وسعى لأن يسلب الأمّة كرامتها وإرادتها ومواردها وحقها في إدارة شؤونها...
وأضفت قائلاً: شعبنا بثورته اليوم ضد ثلاثية الفساد والاستبداد والتبعية، وهي منظومة متكاملة فالاستبداد، بأشكاله المتعددة، لاسيّما الطائفي والمذهبي والعنصري، يغذي الفساد ويحميه، والتبعية بكل مستوياتها، أكانت احتلالا للأرض أو للارادة، هي راعية الاستبداد والفساد معاً...
ووعد بلفور هو عنوان لهذه المنظومة التي سمحت للاستعمار البريطاني أن يعطي ارضا لا يملكها لمن لا يستحقها...
" والصهيونية المتحالفة مع الاستعمار ليست اغتصاباً لأرض فقط بل هي أيضاً مشروع تدمير وتفكيك لمجتعاتنا، وطريقها الى تحقيق ذلك المشروع يمر حتماً عبر نشر الفساد لأنه من خلال الفساد تتسلل أذرع الصهاينة والمستعمرين الى بلادنا ومجتمعاتنا، كما رأينا في عراق ما بعد الاحتلال، وبالتالي فان مناهضة الفساد هي مقاومة المشروع الصهيو – استعماري ومقاومة الصهيونية والاستعمار وادواتهما في المنطقة هي مقاومة للفساد.
"وإذا كان وعد بلفور اغتصاباً، فوعد الله حق، ووعد فلسطين مقاومة، ووعد الأمّة نهضة...
"وإذا كان وعد بلفور وتداعياته جاثماً على صدورنا لأكثر من مئة وعامين، فوعد ترامب اليوم ما زال مترنحا متعثراً يخشى الإعلان عن نفسه منذ أكثر من عامين، لأن ما كان ممكناً للمستعمر أن يحققه قبل قرن، بات عاجزاً عن تحقيقه اليوم... والفضل في ذلك يعود لثنائية الوحدة والمقاومة...
وختمت حديثي قائلا: فالتحرير عربة يقودها جوادان الوحدة، وطنية وقومية، والمقاومة على مستوى القطر وعلى مستوى الأمّة...
"ومقاومة الفساد في لبنان اليوم هي امتداد لمقاومة الاحتلال والاستبداد في كل يوم..."
الفساد منظومة صهيو - استعمارية
تعليقات: