لبنان ... ومليون اينشتاين !

حسن احمدعبدالله
حسن احمدعبدالله


لماذا نخاف من حرب لم تقع بعد؟ ولماذا نستعد لحرب جربناها سنوات وخرجنا منها اكثر ضعفا وتفككا واحقادا؟ ولماذا تصبح "الحبة قبة" في نظرنا؟ اين الخلل في كل ذلك؟

اذا كانت كلٍ من المعارضة والموالاة في لبنان لا تريدان الحرب، فمن يريدها ومن يستعد لها؟

واذا كان ميشال سليمان هو الرئيس المتفق عليه، فمن الذي لا يريده؟

واذا الحكومة العتيدة لم تعد محل خلاف، فلماذا تتعقد القضية؟

واذا كانت الموالاة تريد انتخابات نيابية على اساس الدائرة الصغرى، والمعارضة تطالب بقانون العام 1960، وهذا القانون اقرب الى الدائرة الصغرى، فأين الخلاف اذاً؟

تكثر الوساطات العربية وغير العربية لحل الازمة اللبنانية،وكل الاطراف في البلد الصغير يتحدثون عن "السعي الى انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء الازمة" فلماذا الاتهامات المتبادلة؟

ان ابشع ما في السياسة اللبنانية النكايات!

وابشع ما في النكايات عدم ادراك معاناة المواطن يوميا من سلسلة الازمات المتولدة من ازمة النكايات تلك!

في خضم مهرجان النكايات هذا، الجميع يتحدث عن الدستور، والجميع يعلن مواقف تفرغ الدستور من محتواه، فكيف يستقيم الامر اذاً؟ وحدهم السياسيون اللبنانيون يعرفون سر ذلك، اذ كيف يتفق اي قانون انتخاب جديد مع اتفاق الطائف الذي اصبح دستورا ونصّ على المحافظة دائرة انتخابية وعلى انتخاب مجلس نيابي على اساس وطني لا طائفي، و رغم ذلك يقولون "ممنوع مس الدستور حتى لا ينهار التوازن الطائفي" !

الجميع قبل بالمبادرة العربية واشاد بها، ورغم ذلك كان دائما الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يعود من بيروت بخفي حنين.

فجأة ينسى الرئيس الاميركي جورج بوش كل المشكلات الاميركية، والازمة الاقتصادية الاميركية، ومصاعبه في العراق وافغانستان ويصبح لبنان في مقدم اولوياته، وفي كل مناسبة وحتى من دون مناسبة يتحدث عن الالتزام الاميركي حيال لبنان. وفي الصف ذاته يقف رؤساء فرنسا وروسيا، ومعهم كل رؤساء الدول الكبرى والصغرى!

الا يعني ذلك ان لبنان من اهم من مشكلات العالم، وان الخراب فيه يعني خراب العالم؟

هل العالم كله يدرك اهمية لبنان ،والشعب اللبناني لا يدرك اهمية نفسه؟ وكما في المثل اللبناني "القصة تضع العقل في الكف".

من يستطيع حل الالغاز اللبنانية هذه؟ 10452 كيلومترا مربعا تشغل العالم كله! ثلاثة ملايين نسمة "ينشفون ريق" اكثر من خمسين دولة، اليست مسألة محيرة؟

هل يستطيع اينشتاين، اذا كان حيا الان، حل المعضلة اللبنانية؟

ربما مليون اينشتاين لا يستطيعون حل ربع هذه المعضلة! رغم ذلك نريد حلاً، اي حل يخفض سعر رغيف الخبز والدواء، ويخرج المواطن اللبناني من دوامته!

متى ينتهي مهرجان النكايات هذا؟ لا احد يعلم!

ربما صدق المثل في الحال اللبنانية الراهنة " بعمرك لا تقول للمغني غني دعه يغني لوحده"، واذا غنى ربما "يرندح" بقصيدة عصماء تكون يتيمة الدهر، هل هذا ممكن ؟

Hasana961@yahoo.com

تعليقات: