المقر الجديد لفريق المراقبين في سهل بلاط
مرجعيون:
اتخذ فريق مراقبي الهدنة التابع للأمم المتحدة UNTSO، في القطاع الشرقي «اكس راي X? ray» من معسكر إيدا Camp IDA، الذي كانت تشغله الكتيبة الإيرلندية ـ الفنلندية المشتركة في سهل بلاط، المجاور لمقر قيادة «اليونيفيل» في القطاع الشرقي، وقاعدة «ميغيل دو ثيرفانتس» العسكرية الإسبانية، مقراً رئيسياً له في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية، لإقامة ضباطه متعددي الجنسية، وذلك بدلاً من موقع تلة مركبا الذي تم تسليمه الى قوات اليونيفل ـ الوحدة الأندونيسية، وموقع الخيام الذي دمره طيران العدو الإسرائيلي في الخامس والعشرين من تموز خلال عدوان تموز .2006
في موازاة ذلك، اتخذ «فريق المراقبين الدوليين» في القطاع الغربي «سييرا Sierra» من المقر السابق للكتيبة القطرية في خراج الطيري ـ حانين، مقراً رئيسياً له في القطاع الغربي من المنطقة الحدودية، بعدما أخلى مركزه في مارون الراس، الذي تمركزت فيه وحدة فرنسية.
وتأتي هذه الخطوة، بعد تحفظات قدمتها الدول الـ25 المشاركة في هذا الفريق، ومعظمها أوروبية، حول درجة الأمان التي يجب أن يتمتع بها ضباطه إبَّان الحروب، بعد غارة الطيران الحربي الإسرائيلي على مركز الخيام خلال عدوان تموز,2006 ألتي أدت إلى تدميره ومقتل أربعة من ضباط الفريق تحت ركامه، مشترطةً نقل مراكزه الحدودية الأمامية على خطوط النار والمواجهة، إلى نقاط داخلية أكثر أمناً، مقدمة لمشاركة ضباطها ضمن أعماله، عبر القيام بدوريات منتظمة على طول خط الهدنة، بالتنسيق مع القطاعات العسكرية اللبنانية والدولية، فيما سيبقي على نقاط الرصد والمراقبة في المراكز الحدودية القديمة الثلاثة، في مركبا ومارون الراس ومروحين، كلما دعت الحاجة لمراقبة خط الهدنة.
ويتجه فريق المراقبين في لبنان حالياً، الذي يقتصر عمله على تعداد الخروقات وتدوين الملاحظات ورفع الشكاوى، كما هو ملاحظ، إلى العمل بشكل يتسم بالمزيد من التنقل والحركة والفاعلية0 بيد انه، بالنظر إلى تطور الأوضاع الأمنية، والدور الميداني الذي تضطلع به هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في المنطقة، سيبقي فريق المراقبين على قواعد للدوريات يقيم فيها المراقبون، في ساعات النهار. وستكون القوة المؤقتة مسؤولة إلى حد كبير عن توفير الأمن لهذه القواعد، الأمر الذي سيوفر الوقت لمزيد من المراقبين للقيام بالدوريات وإجراء التحقيقات والاتصالات، وستواصل القوة الدولية المؤقتة «اليونيفيل» المعززة، الإسهام في تحقيق الإستقرار في جنوب لبنان، من خلال عمليات الرصد والمراقبة، للجم التوتر على طول الخط الأزرق.
ينتشر في الجنوب قرابة 13 ألف جندي وضابط دولي من 23 جنسية، في مهمة حفظ السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بموجب القرار ,1701 بعدما اتسعت رقعة عمل القوة الدولية المؤقتة، لتشمل جيب منطقة صور، بالإضافة إلى مواقعها القائمة قبل نشوب الصراع. ويكمِّل هؤلاء، «فريق المراقين الدوليين»، وعديده 53 مراقباً عسكرياً من «هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة»، التي أنشئت بموجب إتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل، الموقعة في 23 آذار من العام 1949 في رودس بجزيرة قبرص، مقرها القدس ورئيس أركان الهيئة الحالي الميجور جنرال أيان غوردون، وذلك كأول عملية لـ«حفظ السلام» من جانب الأمم المتحدة. وظل المراقبون العسكريون للهيئة في الشرق الأوسط مذ ذاك، لمراقبة عمليات وقف إطلاق النار واتفاقات الهدنة، ومنع حدوث أي حوادث أو منعها من التصاعد، ومساعدة عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام الأخرى في المنطقة.
وكان فريق المراقبين (53 ضابطاً)، عشية حرب تموز، يساعدهم عدد من الموظفـين والمترجمين اللبـنانيين، يتوزعون على خمسة مراكز حدودية، لمراقبة خط الهدنة، في الخيام، مركبا، مارون الراس، مروحين، واللبونة حيث مركز التحكم والإتصال بالمراكز الأربعة الثابتة، والدوريات المتحركة التي تجول على طول «خط الهدنة»، الذي بات يُعرف بـ«الخط الأزرق» الدولي للحدود في الجنوب.
وبعد وقف الأعمال الحربية منتصف آب ,2006 احتل المراقبون العسكريون التابعون لـ«فريق مراقبي الهدنة» في لبنان من جديد، ثلاث قواعد لدورياتهم الحدودية، في مركبا، مارون الراس، ومروحين، باستثناء قاعدة الإتصالات في اللبونة التي تم إقفالها خلال الحرب، وقاعدة الدوريات الموجودة في الخيام، التي دمرها قصف الطيران الحربي الإسرائيلي، خلال عدوان تموز ,2006 واستشهد بداخلها أربعة ضباط من الفريق، وهم الميجور هانس بيترلانغ ـ أسترالي، الميجور زهاوويو دو ـ صيني، الميجور باييتا هيس فون كروندينير ـ كندي، الليوتنانت بحري غارنو ماكينين ـ فنلندي، وجميعهم من فريق المراقين الدوليين(OGL) العاملين في جنوب لبنان، ويبدو أن لا نية لدى الأمم المتحدة بإعادة إعمارها من جديد.
شهداء حرب تموز
الجدير ذكره، أن الإعتداءات الإسرائيلية كانت استهدفت، إلى جانب مركز فريق المراقبين في الخيام، المعروف جيداً، نظراً لأنه يحمل علاماتٍ واضحة تدل عليه، بصاروخ دقيق موجه دمر طبقاته الثلاث تدميراً تاماً، في السابعة والنصف من مساء 25 تموز ,2006 وقضى تحت ركامه أربعة ضباط دوليين، وفتحت القوات الدولية تحقيقاً في الحادثة. وكان سبق هذا الحادث المأساوي، اعتداء آخر في اليوم السابق، أي في 24 تموز، استهدف مراقبين غانيين أدى إلى إصابة أربعة منهم بجروحٍ طفيفة، عندما سقطت قذيفة دبابة إسرائيلية داخل مركزهم في راشيا.
كذلك تعرضت سيارة تابعة لـ«فريق المراقبين الدوليين» ترفع علم الأمم المتحدة، للقصف في التاسع من كانون الثاني ,2005 أثناء قيامها بدورية استطلاعية على طريق مزرعة بسطرا المحررة، لمراقبة عملية تبادل القصف الدائر بين الجيش الإسرائيلي ورجال المقاومة، من مكان يعتمده الفريق بشكل روتيني، بقذيفة مسمارية محرمة دولياً، أطلقتها دبابة إسرائيلية متمركزة في موقع مغر زبدين، باتجاه سيارة فريق المراقيبين، ما أدى إلى مقتل الضابط الفرنسي الرائد جان لوي فاليه، وإصابة رفيقه الرائد السويدي ميلكا دنيز بجروح، ونجاة المترجم اللبناني نهاد راشد الذي كان برفقتهما.
وفي خلال الحرب الأخيرة، التي شنتها إسرائيل على لبنان في صيف ,2006 عمد العدو مرات عدة، إلى استهداف مواقع لقوات الطوارئ الدولية، وفريق المراقبين الدوليين، ما أدى إلى استشهاد الضباط الأربعة، من فريق المراقين الدوليين(OGL) العاملين في جنوب لبنان، وإصابة ضباط وأفراد من «الطوارئ» بجروح.
وهذه واحدةٌ من ست حوادث، سُجلت في ذلك اليوم، أطلقت فيها القوات الإسرائيلية النار على الأمم المتحدة أو على مقربةٍ منها. ففي 16 تموز، سجلت اليونيفيل 17 حادثة قامت إسرائيل فيها بإطلاق النار على مراكز مراقبي الأمم المتحدة، كان من بينها إصابتان مباشرتان لمراكز اليونيفيل؛ كما أصيب مراقبٌ هندي إصابةً خطيرة بقذيفة دبابة إسرائيلية أطلقت إلى داخل أحد مراكز الأمم المتحدة.
وفي 17 تموز، تعرض فريق طبي تابع لـ«اليونيفيل» للنيران الإسرائيلية، عندما كان يحاول انتشال جثث 16 مدنياً قتلتهم غارة إسرائيلية على طريق البياضة ـ شرما، أثناء هروبهم من القصف على قرية مروحين.
والجرحى هم، النقيب روبرتو بونتو ـ ايطالي، النقيب ماتينا ستانفيلد ـ استرالي، الملازم فنغ زهو ـ صيني، والرتباء الآتية أسماؤهم: المؤهل كزيا نغفو تيان ـ صيني، المعاون هاو زهو ـ صيني، الرقيب الأول بانيال بورتييه ـ غاني، الرقيب بالويندر سينغ ـ هندي، العريف الأول جورج كوندوا ـ غاني، العريف ريسزارد دابروسكي ـ بولوني، العريف كوابلا غودوين مونيو ـ غاني، الجندي الأول راجيندر سينغ ـ غاني، الجندي الأول كورنيليوس كيووي ـ غاني، الجندي الأول ارنست أوفوزو غيامفي ـ غانا، الجندي شارلز اموا ـ غاني، الجندي يوغراج سينغ ـ هندي، وجميعهم من قوات الطوارئ الدولية «UNIFIL» العاملة في الجنوب، الذين تعرضت مراكز عملهم لقصف معادٍ، أدى إلى إصابتهم بجروح.
تعليقات: