يحكى ان تاجرا غنيا من بلاد الشام، اشتهر بكرمه وتواضعه بين الناس.
في يوم من الأيام دعا الكثيرين على وجبة غداء في بيته، ومن بين الحضور جاء وبدون دعوة رجل فقير يلبس ملابس مرقعه و ذو منظر بشع.
فما كان منه الا ان جلس بجانب التاجر واخذ يكبتل بيده من صحنه.
المعزب لم يتاثر وبقي ياكل مع ضيفه الفقير وبنفس الصحن .
دهش الحضور لما شاهدوه...
وبعد ان شكروا المضيف على الوليمه تركوا البيت ولم يبق الا الرجل المسكين مصرا انه سيتحدث مع التاجر على انفراد .
- شكرا لك على الوليمه وبودي ان اخبرك اني انا عزرائيل وقدمت لاقبض روحك، لكن بما اني انبهرت من كرمك وملاقاتك طلبت من الله تعالى ان يطيل عمرك ويعطيك عشر سنوات اضافيه وانك ستموت في مكان يدعى جزيرة السعاده .
دهش التاجر مما سمعه وسر كثيرا . وعاد لمزاولة اعماله وفكر بالزواج من ابنة حلال..
ذهب ليطلب يدها من أهلها ومن ثم بدأ يحضر نفسه للعرس .
وبعد فترة عاد الى بيت خطيبته فلم يجد البيت ولا قاطنيه .
اخبره الجيران انهم حلت بهم كارثه ورحلوا منذ زمن الى بلاد بعيدة.
احتار التاجر ومن شدة حبه لخطيبته بدأ يفتش ويسال من مكان الى اخر.
وأخيرا وصل بلده ووجد بيت خطيبته واتفقا على يوم وموعد لعقد القران.
في هذه الاثناء كادت ان تنتهي العشر سنوات.
وفي يوم العرس بعد ردة العروس واذا بالرجل المسكين يطرق الباب .انا عزرائيل وجئتك ثانية وبعد عشر سنين لاقبض على روحك .
- بالله عليك انا في ليلة عرسي امهلني بعض الأيام.
- ليس بيدي ذلك فمعي امر من الخالق.
- بربك امهلني ولو أياما معدوده.
- ليس بيدي ذلك ومعي امر من الخالق.
- بحق الأنبياء والرسل والخيرين امهلني ليله واحده.
- ليس بيدي ومعي امر من الخالق.
- يا حضرة عزرائيل اليس بيني وبينك خبزا وملح، امهلني لاسلم على ابنة عمي.
تاثر عزرائيل وتوجه الى الخالق :
سيدي وخالقي اطلب منك ان لا تجعلني اول من يخون الخبز والملح ,اعطني مهلة امنحها لذلك الرجل الذي مالحته في الماضي.
لا باس يا عزرائيل كرامة للخبز والملح ساطيل عمره بعشرين سنه اضافيه ليعيش سعيدا وهادىء البال.
وهكذا حدث ...
نعم للخبز والملح او الممالحه اهميه قصوى وهي رابط روحاني بين الناس .
* فواز حسين - حرفيش
كانون اول 2019
تعليقات: