ببرودة أعصاب قرعوا باب المنزل. وما إن فتح ثائر المذبوح الباب حتى أطلقوا النار عليه، أصيب في خاصرته ليقع أرضاً غارقاً بدمه. سارع ابنه حسين لمعرفة ما يدور، وإذ به يتلقى رصاصات حاقدة أنهت حياته وهو في عز شبابه، ليرحل ميتّماً ولدين... الجريمة المروّعة اتخذت من بلدة علي النهري مسرحاً لها. أما أهم أسبابها، فالسلاح المتفلت في أيدي الزعران الذين لا يقيمون أي اعتبار للدولة والقانون.
جريمة عن سابق تصور وتصميم
مساء الثلثاء الماضي حلّت الكارثة على عائلة المذبوح التي فقدت ابنها وهو في بداية مشواره على الأرض، فمن ربته 25 سنة بدموع العين لفظ آخر أنفاسه بقرار من مجرمين. وبحسب ما قال قريب الضحية لـ"النهار": "سبق أن وقع خلاف بسيط بين حسين وشخص من عائلة شكر، دفع بحسين إلى رفع دعوى، أي أنه احتكم إلى القانون، وبعد وساطة من وجهاء البلدة، وافق على إسقاط الدعوى. ويوم الجريمة كان من المتفق أن يُعقد اجتماع في منزل والده لإنهاء الأمر، لكن وقع ما لم يكن في حسبان أحد". وأضاف: "حضر أشخاص من عائلتَي شكر والمصري بأسلحتهم، قرعوا الباب قبل أن يطلقوا النار على الوالد، ومن ثم على حسين الذي نقل إلى مستشفى رياق، حيث حاول الأطباء إنقاذه، إلا أن الروح فارقت جسده".
خارجون على القانون
"المعروف عن الذين هاجموا منزل المذبوح أنهم زعران خارجون على القانون، مافيات لا يهابون شيئاً، القتل عندهم عادة لا تحرك لهم جفن"، وفق ما قال المصدر قبل أن يضيف: "نطلب من الدولة أن تضرب بيد من حديد، وأن تعمل على إيقاف المجرمين. فأرواح الناس ليست لعبة في يد أحد، فما ذنب حسين أن يخسر حياته بهذه الطريقة المروّعة؟ وما ذنب ولديه أن يُحرما من حضنه؟". في حين قال مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار": "التحقيق لا يزال مستمراً، ولم يتم توقيف أيّ من المتورطين في جريمة قتل حسين حتى الآن، والعمل جارٍ لذلك".
من جانبه ختم المصدر متسائلاً: "إلى متى سيبقى السلاح المتفلّت في أيدي الزعران مهدِّداً أرواح الناس؟ أما حان الوقت لتضع الدولة حدّاً له، أم يُفترض أن يخسر مزيد من العائلات فلذّات أكبادهم كي تفكر الدولة في التحرك ومواجهة الأمر"؟
تعليقات: