«يا سيف تنوخ المودع في قلعة عنجر، يا جبل الباروك الثاني، يا كنز بطولات يتنقل من وجع الشحّار إلى حزن الجرد ويستسقي من دمع الشوف أهديك سلامي وكلامي. أنت الآن السيف الأجمل من كل سيوف بني معروف». بهذه الكلمات خاطب الشاعر الأمير طارق آل ناصر الدين الأسير سمير القنطار أمام حشد كبير اجتمع أمس في بلدة الاستقلال بشامون في «مهرجان الوفاء لعميد الأسرى ورفاقه في السجون الإسرائيلية».
المهرجان الذي أقيم لمناسبة 22 نيسان، الذكرى الثلاثين لاعتقال القنطار ،دعت إليه «الحركة الثقافية الاجتماعية»، «تيار المجتمع المدني المقاوم»، «منتدى إنسان» و«جمعية إحياء تراث عبيه»، حضره إلى السفير الكوبي داريو دي أورا توريني، حشد من ممثلي الأحزاب والقوى وشخصيات سياسية وفاعليات بلدية واختيارية ورؤساء جمعيات وأبناء المنطقة.
بعد النشيد الوطني وكلمة تعريف من رياض عيد، تحدثت عبير مشرفية باسم «منتدى إنسان» موجهة التحية للقنطار «الذي يعلمنا كيف نصمد ونتحدى ونواجه الصعاب». وأكدت ليليان حمزة باسم «جمعية إحياء تراث عبيه» أن «بلدة الأسير القنطار ستبقى وفية لتراث الأجداد التنوخيين الذين كانوا حماة ثغور».
وتوجهت المستشارة في السفارة الكوبية ماري إيزابيل بالتحية إلى والدة الأسير القنطار، وطالبت بـ«الحرية للأسرى العرب في السجون الإسرائيلية وأبطال جمهورية كوبا المعتقلين الكوبيين الخمسة في السجون الأميركية».
كلمة «تيار المجتمع المدني المقاوم» ألقاها الدكتور سامر العريضي، معاهداً القنطار على «أن نبقى أوفياء لك ولرفاقك الأبطال ولنهج المقاومة الذي اخترتموه وسلكتم طريقه الباسلة».
ورأى رئيس «الحركة الثقافية الاجتماعية» غالب أبو مصلح «أن الوفاء للأسير القنطار ورفاقه يكون عبر استعادة الجماهير لحقوقها، وهذا لن يتم إلا عبر إسقاط الطبقة الحاكمة وتغيير النظام وإخراجه من دائرة النظام الطائفي وتقاسم السلطة بين المذاهب، وعبر التصدي للهجمة الإمبريالية الصهيونية». وفي رسالة تلاها شقيقه بسام، توجه الأسير سمير القنطار إلى «أبناء الجبل الذي يرفض أن يدير ظهره لتاريخه البعيد والقريب، لعروبته النابضة على كل رابية، في كل ذرة تراب، في كل روح ترفض أن تنقاد عمياء وتبدل موقعها، وترفض أن تدخل أسماءها في صفحات التاريخ الأسود».
ودعا المعارضة إلى «أن تصوغ علاقاتها ضمن تحالف جبهوي منظم يمتلك برنامجاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً متماسكاً، ويستجيب لطموحات الجماهير المليونية التي خرجت في كانون الأول من عام 2006».
ورأى أن «بقاء الوضع على ما هو عليه يعرّض بعض القوى في المعارضة للخسائر الشعبية، ويحرجها أمام قواعدها، وإذا كان هناك من يعتقد أننا نستطيع أن ننتظر لإحداث التغيير حتى موعد الانتخابات البرلمانية، فإنني أؤكد، كما هو واضح منذ الآن، أن الانتخابات النيابية لن تحدث إلا إذا ضمنت الإدارة الأميركية أن فريقها سيحظى بالأغلبية الكبيرة».
ودعا القنطار «إلى المسارعة في تأليف جبهة المعارضة وصياغة برنامجها المتماسك، وإلى المبادرة في التحرك الواسع والكبير لإحداث التغيير، والتحرك لا يعني أبداً أن نكون في حرب أهلية». وختم: «ثلاثون عاماً مرت وإرادة الصمود تسكنني، ثلاثون عاماً مضت وإيماني بعدالة قضيتنا وحتمية انتصارنا لا يتزعزع، كيف لا وجماهير الوعد الصادق تقف وتساندني، كيف لا وصاحب الوعد الصادق سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله لم يخلف وعده، كيف لا وإخواني المجاهدون في المقاومة الإسلامية سطّروا أروع ملاحم البطولة، ورسموا أعظم نصر من دمائهم الطاهرة. تحية إلى كل مؤمن بحتمية زوال هذا الكيان الغاصب، تحية إلى كل مؤمن بعروبتنا وعدالة قضيتنا، تحية إلى كل رافض لمنطق الخضوع والهيمنة الاستعمارية على بلدنا، تحية إلى أرواح شهدائنا الأبرار وآخرهم القائد الكبير الحاج عماد مغنية».
تعليقات: