نكتب اليوم والناس مرهقة، البعض تعب الى درجة أنه بات مستعداً لأيّ بريق تفاؤل، لا يريد ان يسمع من احد ما أي كلام تشاؤمي. ولكن على الناس ان تسمع ما يجب ان تسمع ولو أراد البعض الكذب على نفسه.
حكومة تألفت من فريق واحد يعتبر مقرّباً من «نهج المقاومة». اذا كان الحلفاء كذلك فمرحى بالخصوم، تذكرت المقاومة القول المأثور: «اللهم أعنّي على أصدقائي، اما اعدائي فأنا كفيل بهم».
ADVERTISING
Ads by Teads
هذه هي حكومة الفريق الواحد الذي أعمَت عيونه جشع السلطة وطمعها، واضعاً نفسه في فخ الانهيار المالي والنقدي والاجتماعي والاقتصادي، وتتحمّل المسؤولية بالنيابة عن الحريرية السياسية وحلفائها، وبعض من 8 آذار.
يبقى السؤال الغامض الأهم هو لماذا رضي الرئيس المكلف، صاحب السجل الأكاديمي النظيف، أن يضع نفسه في هذا الموقع؟ اي جواب عن انه يفعل ذلك بحجّة انه يقوم بواجبه لإنقاذ وطنه هو غير مُقنع، من يريد ان يفعل ذلك لا يفاوض ولا يساوم مع مَن أوصَل البلاد الى حالة الانهيار القائمة، ويؤلّف حكومة بالمشاركة معهم بامتياز.
لا يا دولة الرئيس، وانت تعلم انّ ميزانية 2020 هي ارقام وهمية، وان الدولة المفلسة من دون إعلان، تحكم شعباً يمارس العصيان المدني ايضاً من دون إعلان. فالأكثرية لا تدفع TVA ولا ضرائب ولا جمارك ولا أقساط ديون ولا مستحقات ضمان. الاستيراد ينخفض جذرياً وكذلك ايرادات الخزينة. الديون المشكوك في تحصيلها سترتفع الى اكثر من 30% مما يضع رأسمال المصارف في مهب الريح إذا ما سعّرت محفظة اليوروبوند بأسعارها السوقية بين 40-45% من قيمتها الدفترية.
وافقت يا دولة الرئيس على تأليف حكومة من كل وادي عصا من نفس أطراف سياسيي المحاصصة. ما هي خطتك الانقاذية؟ وما هي أدوات تنفيذها ما دمت قد وافقت على مشاركة من ساهموا في الوصول الى الافلاس ان يكونوا قائمين عليها؟
هذه الحكومة يا دولة الرئيس ستكون هي التي تطلق رصاصة الرحمة على اتفاق الطائف الذي أهدى الحكم الى فريق الميليشيات، وهي بوقاحة تطالب «بالدولة المدنية».
هذه الحكومة ستحاول بمكر واحتيال من فيها أن تقنع المجتمع الدولي بأنها أهل للمساعدات كما باريس 1 و2 و3 وسيدر. لكنّ المجتمع الدولي لن يتقدم بأي مساهمة الّا ضمن أجندة سياسية، لا علاقات دولية وتقنية.
هذه الحكومة في توقعاتنا المتواضعة ستشتري الوقت الذي لم يعد ترفاً حتى يتم الانهيار الشامل، أو يحاصرها الحراك الثوري حتى ولادة الجمهورية الثالثة والدولة المدنية. سنكون يا دولة الرئيس الى جانبك في كل نواياك الانقاذية، ولكننا نراك منذ اليوم الاول محاصراً من أفرقاء سياسيين سيتصرّفون في وزاراتهم وكأنها ملك خاص ضمن «شرعية الدولة»، وإيهامك انهم يلتزمون بتعليماتك. عليك ان تعلم انّ هذه التصرفات ستحصل وأنت من وافقت عليها. من الفيتوات التي وضعت في وجهك وفاوضت ولو بشراسة مع من أفلسوا الدولة، (شراكة مع من هم خارج حكومتك) ومنحتهم وزارات كان يجب ان تكون من فريقك المتجانس وخطتك المتكاملة.
لعلنا نكون مخطئين وتكون مصيباً ونعتذر.
إنّ غداً لناظره قريب... لنعرف موقف الثوار..
تعليقات: