المعلية تروي حكاية الزورق الذي أبحر قبل ثلاثين عاماً

طفلة تضيء شموعاً عند شاطئ المعلية
طفلة تضيء شموعاً عند شاطئ المعلية


عند الساعة العاشرة من ليل يسبق أمس بثلاثين عاماً، أدار سمير القنطار زورقه وشحذ همم رفاقه الثلاثة، عبد المجيد أصلان ومهنا المؤيد وأحمد الأبرص. الفتى لم يهتم كثيراً بالتلفت وراءه باتجاه شاطئ المعلية لوداع الرمال التي تدرّب عليها على تنفيذ العملية لأسابيع، ليس لأنها لا تعني له شيئاً، بل كرمى لرمال فلسطين التي لا بحر لها يأخذ ويجلب لها أمواجاً ترقص بحرية.

أما اليوم، بعد ثلاثين عاماً، فقد أفاق الفتى بطلاً ككل صباح، يخطط لحرية متجددة ضد السجّان، وناسجاً لشمسه التي ستشرق قريباً ناصعة من دون قضبان. فيما لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية تتبّعت مساء أول من أمس خطاه على درب الحرية، وتجمع أعضاؤها على شاطئ المعلية لاستحضار طيفه وإضاءة شموع لأجله، باحتفال حضره حشد غفير من الشخصيات والمحبين، تقدمهم ممثل جبهة التحرير الفلسطينية محمد ياسين، وراعي بلدة دردغيا الأب وليم نخلة، ورئيسا بلديتي دير قانون رأس العين وجيه سقلاوي، وشحور علي الزين، وممثلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.

وتحدث في المناسبة الأمين العام للجنة محمد صفا الذي خاطب القنطار: «جئنا إلى المكان الذي انطلقت منه لنحيي يوم الأسير العربي، ونسأل الرمال والأمواج عن زورق مخر أمواج التخاذل العربي نحو فلسطين، ولو متأخرين، لوضع لوحة تذكارية في المكان الذي كتبت فيه قصيدة فلسطين، ولنذكر العالم بقضيتك وقضية 11 ألف أسير فلسطيني وعربي في السجون، ولنطلق صرخة عالية ضد النسيان واللامبالاة، لعل الأمواج تنقلها إلى أروقة العجز والتواطؤ في الجامعة العربية والأمم المتحدة والبرلمانات والحكومات». وأكد صفا أنه «عندما حملنا في اللجنة قضية القنطار ويحيى سكاف ونسيم نسر، ليس لأنهم درزي من الجبل وسني من الشمال وشيعي من الجنوب، بل لأنهم مقاومون وطنيون وقضيتهم أكبر من كل الطوائف والمذاهب».

أما شقيق عميد الأسرى بسام القنطار فقد نقل عنه بأنه «قبل 30 عاماً غادر هذا الشاطئ، يمتلكه شوق وحنين كبير بأن تطأ قدماه أرض فلسطين التي بدأ لقاؤه معها لحظة رؤيته الساحل الفلسطيني الممتد من رأس الناقورة إلى حيفا، ورؤيته أضواء القرى العربية». وأضاف: «نقف هنا لنؤكد أن حرية سمير ورفاقه محققة بالقوة، وتنتظر التحقيق بالفعل، لأن المقاومة في لبنان لا تزال تحتفظ بجنديين إسرائيليين لن يعودا إلى ديارهما ما دام أحباؤنا في الأسر، ونحن لنا الثقة الكاملة بالمقاومة».

وتحدثت أيضاً الطفلة الفلسطينية آية مرعي التي حيّت باسم أطفال فلسطين صمود القنطار، ورأت أن «فلسطين كلها أمل بالنصر والحرية عندما يكون حراسها أمثال القنطار من المؤمنين بالغد المشرق، مهما ادلهمت الأيام واسودت الليالي».

وتحدث أيضاً رائد عطايا باسم اتحاد الشباب الديموقراطي، فرأى أن «نيسان الذي يأتي بالأحزان دوماً، يأتي كذلك بالانتصارات وبمناسبات العزة والكرامة التي نستشفها من اعتقال البطل سمير القنطار الحر رغم القضبان».

أما وليد جمعة باسم جبهة التحرير الفلسطينية فقد حيا القنطار الذي حمل قضية فلسطين أكثر من الفلسطينيين، واستعد للتضحية بحياته من أجل حريتها، فكان له السكن فيها طوال 30 عاماً».

إلى ذلك، وفي إطار النشاطات التي تقام بالمناسبة، أحيا قطاع الشباب والطلاب في التنظيم الشعبي الناصري الذكرى بمهرجان طلابي حاشد تحت عنوان «لا عتمة السجن باقية ولا زرد السلاسل»، في باحة ملعب معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية ـــ الفرع الخامس، بحضور حشد من الأساتذة والطلاب. وتضمن المهرجان كلمات لكل من: لينا مياسي، رئيس مجلس فرع الطلاب محمد منصور، وعضو قيادة قطاع الشباب والطلاب في التنظيم الشعبي الناصري أحمد الشعار.

تعليقات: