شابة نرويجية تسجل في سجل تعازي مجزرة قانا
ما انفك نيسان حاضراً يتلو علينا من احداثه فيتراءى لنا من خلالها قصص ألأولين والآخرين فنقف على اعتاب الثامن عشر منه من عام 1996 ذكرى مجزرة قانا التي لم تبرز فقط الوحشية الصهيونية بحق هؤلاء ألأبرياء بل عجز المجتمع الدولي.
لم يكن مطلوباً من هؤلأ الضحايا ألأبرياء ان يعبروا المحيط أو يعرجوا الى السماء كي يكتب لهم النجاة في لوح محفوظ بل كانت تغمرهم قناعة بأن العالم كله يجاورهم وعلى بعد أمتار منهم وابوابه لهم مشرٌعه فمن دخلها فقد امن على نفسه وأولاده وكتب له العمر المديد.
كان متمثل هذا العالم بهيئة ألأمم المتحدة، وقد إعتلى حصنها المنيع وميدانه الواسع في قانا راية زرقاء كزراق مياه شاطئ الجنوب التي تعكس نقاء سريرة اهله هنا شاءت ان تحط رحالها وتظلل الجميع بطمأنينيتها، فكانت بين أناس لم تجد منهم إلا كل تعاون ومودة وإحترام وإكرام الضيف ، والتطلع نحو السلام المشرف الذي يضمن الحقوق ويلجم الطامع.
كما أنهم يتحلون ويتخلقون بسيرة السيد المسيح عليه السلام الذي شرف قانا وجوارها بمكوثه فيها فترك من طيبه وبركاته وكراماته ما يجعل هذا المكان ذو قدسية مميزة يحيطه ويطهره أنفاس أبن سيدة نساء العالمين مريم البتول عليها السلام (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً).
إتجه الفارون من اهالي قانا بعد ان شعروا بأن زفير الموت يقترب منهم، وإن الساعة آتية لاريب فيها نحو خيمة تابعه للأمم المتحدة وتجمعوا في داخلها ففرحوا بما منت عليهم ألأمم وكان فرحاً كفرح سيدنا يونس عندما خرج سالماً من بطن الحوت، فحدثوا بعضهم بعضاً بهذه النعمة فما هي إلا لحظات حتى حولت قنابل المجرمين هذه النعمة الى نقمة وأخرجت أثقالها من حديد ونار فأصبح المكان أثر بعد عين وجعلته كعصف مأكول.
106 شهداء هي حصيلة هذه المجزرة.فلم يبقى بعد ذلك للأمم هيئة فجف ماء وجهها لشدة وهج القنابل وتحولت الراية الزرقاء الى خرقة سوداء اشبه بغراب معلق من رجليه فكان تحدياَ سافراَ لكل ألأمم ،فظهرت بمظهر العاجز على كرسي الإعاقه لاتقوى على الحراك، فلم يعد زراقها قادرا على منح الحماية وتحول نقاؤه الى سخام اسود يلف المكان، ولم يعد للأنسان حقوق، فما يضيره شيئاً بعد ذبحه، فقد ذبح تحت مرآى ومسمع العالم، ولم يعد للطفولة رعاية بعد ان أصبحت جثث ممزقة بدون رؤوس، وأشلاء تطايرت وتناثرت لتخطلت بعبق مكان السيد المسيح ويضمها التراب الذي تطهر بقدومه وتنال الشفاعة ألأبدية إنشاء الله، بعد ان عجز الكون كله من ان يشفع لها ويوفر لها الحماية، فأرادوا ان يقتلونكم لكن خلًدتم الى ألأبد.
وأخيرأ:
قانا ماالذي فعلته بكٍ الأمم.
هل عجزت عن مد يد العون.؟
أم لبست ثوب شارون.
هل أوشى يهوذا لهم بمكانك؟
فارفعي رأسك فالشهادة من شيم الاحرار...
وشهداؤكِ احياءَ عند ربهم يرزقون.
* مغترب خيامي مقيم في قطر
لحود يلقي كلمته في الأمم المتحدة وفي يده صورة لاحدى ضحايا مجزرة قانا
تعليقات: