الشاب المغدور فراس سماحة الذي دفع حياته نتيجة إشكال ليس له علاقة به
جريمة قتل مروعة اتخذت من منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية مسرحاً لها، راح ضحيتها المغدور فراس الشاب فراس سماحة الذي دفع حياته نتيجة إشكال ليس له علاقة به، ذنبه الوحيد أنه تدخل لحلّه ليتطور الأمر وتحلّ الكارثة... رحل ابن بلدة شمسطار بعدما أصيب بطلقتين ناريتين وثّقت كاميرات المراقبة المزروعة في المكان لحظة اختراقهما جسده وسقوطه أرضاً وسط الشارع.
إشكال دموي
عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر أمس، حصل الإشكال بين شخص من آل شكر وشخص من آل كنعان، وبحسب ما شرحه قريب الضحية المحامي علي سماحة لـ"النهار": "خلفية الإشكال سببه توقّف المصعد بشكل دائم في الطبقة التي يسكن فيها الشخص من آل كنعان، الأمر الذي أثار حفيظة الاخر من آل شكر، حيث ساورته شكوك بأن جاره يتقصّد إيقافه، وقع تلاسن بين الاثنين قبل أن يتطور الأمر إلى تضارب بالأيدي، وبما أن فراس يسكن في ذات المبنى، نزل من منزله لحلّ الإشكال لا سيما وأنه صديق لشكر، لتخرج بعدها الأمور عن السيطرة"، وأضاف: "أظهر مقطع الفيديو كيف كان كنعان يطلق النار على فراس خلال مطاردة في الشارع، فأصابه في صدره وبطنه منهياً حياته".
وقال سماحة: "لم يمر على سكن فراس (34 سنة) في المبنى إلا شهور معدودة"، مضيفاً: "هو عريس كان ينتظر رؤية مولوده الأول، إلا أنه كًتب عليه الرحيل قبل أن تلد زوجته بسبب السلاح غير المنضبط، كما أن القاتل البالغ من العمر 35 سنة قدم إلى لبنان منذ وقت قصير، وهو والد لولدين، هرب بعد ارتكابه جريمته واختبأ في منزل قريبه في حي السلم قبل أن يتم توقيفه من قبل القوى الأمنية، وقد أصدرت عائلة كنعان بياناً استنكرت من خلاله "العمل الإجرامي الشنيع"، مؤكدة أن "العائلة قامت بتسليم الفاعل إلى قوى الأمن الداخلي".
بيان رسمي
خلال ساعات من وقوع الجريمة، تمكنت فصيلة المريجة من توقيف المشتبه به، لتصدر بعدها المديرية العامة لقوى الأمـن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة بلاغاً أكدت من خلاله أنه في "الساعة 14.30 من تاريخ 5/2/2020، حصل إشكال في أحد الأبنية في محلة الجاموس، أقدم خلاله المدعو (ح. ك.، مواليد عام 1985، لبناني) على إطلاق النار من مسدس حربي، مما أدى الى مقتل المواطن فراس سماحة (مواليد عام 1986)، وفر الفاعل الى جهة مجهولة"، وأضافت: "نتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثفة، تمكن عناصر فصيلة المريجة في وحدة الدرك الإقليمي من تحديد مكان وجود القاتل. الساعة 17.00 من التاريخ ذاته، أوقف من قبل الفصيلة المذكورة في محلة حي السلم حيث كان مختبئاً داخل متخت في أحد الأبنية، وتم ضبط المسدس المستخدم في الجريمة"، وختمت: "أودع الموقوف مع المضبوط القطعة المعنية للتوسع بالتحقيق معه، بناء على إشارة القضاء المختص".
اليوم ووري فراس في الثرى، التحف التراب بعدما أُجبر على الانضمام إلى لائحة ضحايا السلاح المتفلت في لبنان الذي خطف مئات الشبان والشابات من عائلاتهم، وسيخطف المزيد إذا لم يتم وضع حد له!
تعليقات: