الراحل حسن حمود
سافر لكسب لقمة العيش فخطفه الموت
...
ضحية جديدة دفعت حياتها في الغربة، هذه المرة كُتب على ابن بلدة تل معيان - عكار حسن حمود أن يرحل بعيداً من محبيه، بعدما أجبره الوضع الاقتصادي الصعب والبطالة التي تنهش الشباب في لبنان إلى حمل حقيبته والسفر قبل 7 أشهر إلى المملكة العربية السعودية من أجل بناء مستقبله وإعالة عائلته، لكن بعده عن وطنه لم يطُل بعدما تسبب حادث سير بتوقف عدّاد الزمن في عمره، ليرحل تاركاً والديه وأشقاءه في حسرة وألم على فراقه.
رحيل مفاجئ
قبل أن يلفظ حسن آخر أنفاسه مازح عائلته، مُطلعاً إياها على أنه ينوي القدوم إلى لبنان يوم الخميس المقبل، وبحسب ما قال شقيقه قاسم لـ"النهار": "وكأنه كان يشعر بقرب العودة، لكن للأسف سيصل إلى بلده جسداً بلا روح، حيث سنستقبل جثمانه في المطار في اليوم الذي سبق أن حدده". وأضاف: "ما عرفناه انه قبل يومين خرج من المنزل عند الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف الليل وأطلع أصدقاءه أنه يشعر بالضجر، توجه للترفيه عن نفسه بالمزلج، وعندما حاول اجتياز الأوتوستراد دهسته سيارة مارة في المكان، الضربة أتت على رأسه، فارق بسببها الحياة على الفور". وأضاف: "حين وقع الحادث لم يكن حسن يستخدم المزلج، بل كان يحمله في يده، تم تحميله المسؤولية كاملة، حيث ذكر في تقرير الإدارة العامة للمرور أن سبب الحادث عبور من مكان غير مخصّص للعبور، تم توقيف السائق الذي يحمل الجنسية السودانية للتحقيق معه قبل أن يُطلق"، قائلاً: "نحن نؤمن بقضاء الله وقدره، لكن في الوقت ذاته يجب ألا يذهب حق أخي هدراً، لذلك نطلب التوسع في التحقيق. فنحن لا نملك الإمكانات المادية لكي نسافر ونوكل محامياً لمتابعة القضية".
ذكرى لا تموت
حسن البار بوالديه تحمّل الغربة من أجل مساعدتهما ومساعدة أخوته، كرّس قسماً كبيراً من راتبه لهم، حيث كان يعمل في أحد مطاعم الرياض. ولفت قاسم إلى أن "عائلتنا مؤلفة من ست فتيات وثلاثة شبان، والدي مزارع أحواله المادية صعبة، أنا وشقيقي من دون عمل، كان حسن بالنسبة إلينا السند، خسرناه فجأة وحرمنا من معاودة رؤيته وقضاء أيام من العمر معه". وختم: "حزننا كبير على فراق الشاب الخلوق، الذي مرّ كالنسمة على الأرض لاثنتين وعشرين سنة، ترك خلالها أجمل ذكرى طبعت في قلوبنا، وستبقى طالما لا يزال في عروقنا نبض".
تعليقات: