مصوّرو لبنان يطلقون نار عدساتهم تحية للشهيد شناعة
تحت شعار «أوقفوا قتل الصحافيين»، واستنكاراً لاستشهاد مصوّر رويترز الفلسطيني فضل شناعة (23 عاماً)، بعد إصابة سيارته بصاروخ في 16 نيسان الجاري، أقام عشرات المصوّرين والصحافيين اعتصاماً احتجاجياً، ظهر أمس، أمام مقر الإسكوا.
تسلّح المصوّرون بكاميراتهم، وصوّبها بعضهم نحو بعض، ورغم أن عددهم لم يكن كبيراً، لكنهم لم ينسوا أن يحملوا صور زميلهم شناعة، فوزّعوها على الصحافيين ووسائل الإعلام، وبعضهم على بعض، أما كلمتهم فألقاها نقيب المصوّرين في لبنان جمال سعيدي، وكانت مختصرة جداً، وشدد من خلالها على رسالة المهنة، ودور المصوّر في نقل رسالته، دون أن ينسى التضامن مع شهداء المهنة.
الحدث ليس الأول من نوعه، حسبما ركّزت الكلمات المقتضبة المتبقية، وقد جاء في أغلبها أن الصحافيين عرضة دائماً للموت ولدفع أثمان الصراعات. اللافت في اللقاء التضامني أيضاً هو تمثيل أغلب الوسائل الإعلامية، على اختلاف توجهاتها السياسية، وهو الأمر الذي عهدته الصحافة اللبنانية، كما أكّدت كلمة نقيب الصحافة، التي ألقاها محمد صفا بالنيابة عنه.
لم يكن عدد المصوّرين كالمتوقع، رغم حضورهم الباكر قبل دقائق من الموعد الذي أعلنوه لبداية اعتصامهم، متحدّين الحرارة التي ارتفعت بشكل لافت في بيروت أمس، لكن لم يحضر من المتضامنين معهم إلا القليل، كبعض الصحافيين ووكالات الأنباء التي اهتمت بنقل الخبر. بقي المعتصمون بعيدين عن مبنى الإسكوا إلى حدّ تستطيع عدساتهم التقاط الصّور وإيصال فكرتهم. لم يطل الاعتصام أكثر من ربع ساعة، رغم أن موعده كان محدداً حتى الساعة الواحدة، وفي نهايته سلّمت مذكرة احتجاجية إلى الإسكوا، باسم مصوري لبنان وصحافييه.
تجدر الإشارة، إلى أن فضل شناعة هو الشهيد الرقم ستة عشر في لائحة الصحافيين الفلسطينيين منذ عام 2000 حتى الآن، مما يثير السخرية بشأن قرار الجيش الإسرائيلي بفتح تحقيق في استشهاده، وخاصة أن قرار فتح التحقيقات جاء بعد أن كشفت منظمة «هيومن رايتس واتش» من نيويورك أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار عمداً أو باستهتار على الشهيد شناعة، مما أثار ضجة عالمية بشأن الموضوع.
تعليقات: