المنتجع الصحي الكائن في محلة باب الثنية
بات من الواضح أن فيروس «كورونا» أصبح قدراً محتوماً لا مفر منه، والسبب أنه وباء معدي لا يمكن الحد من انتشاره والسيطرة على تداعياته بالوسائل التقنية العادية، إنما يتطلب ذلك جرأة وشفافية وجدية عالية في تحمل المسؤولية، وهي مسؤولية لا تقع على عاتق الحكومة فقط، بل على الإدارات والمؤسسات العامة والخاصة وهيئات المجتمع المدني والأهلي بكافة شرائحه وفئاته ومؤسساته، وأن يبادر المعنيون إلى وضع خطة طوارىء عاجلة وتعزيز النظام الصحي في البلاد وتجهيز المستشفيات وتفعيل الطواقم الطبية واتخاذ قرارات إستثنائية لتأمين الحماية في الإدارات والمؤسسات ووسائل النقل كافة.
إن هذه الإجراءات التي تتخذ على المستوى الوطني العام لا يمكن لها ان تحقق اهدافها في الحد من انتشار هذا الوباء والتغلب عليه إذا لم يواكبها إجراءات صارمة على المستوى المحلي، ولعل من بين أكثر المؤسسات المعنية بذلك هي البلديات التي تعتبر السلطات المحلية في المدن والبلدات والقرى.
ضمن هذا الإطار، نقدر عالياً مسارعة بلدية الخيام إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وعقد إجتماعات متواصلة مع أصحاب الإختصاص والمعنيين بهذا الموضوع الصحي والتي انبثق عنها لجنة مصغرة لاقتراح الحلول الطبية والإسعافية، ومن باكورة هذه الإجراءات تنفيذ حملة نظافة وتعقيم لبعض المرافق العامة في البلدة، بالتعاون مع الدفاع المدني والهيئة الصحية الإسلامية، وإطلاق حملة إعلامية توعوية واسعة عبر إصدار تعاميم متلاحقة للإلتزام بالإرشادات والنصائح، بالإضافة إلى نشر ملصقات وبيانات تحض على الإلتزام والتقيد بالشروط الصحية وتشجع على التعاون في مواجهة هذا الوباء القاتل.
نتمنى السلامة والصحة لجميع المواطنين اللبنانيين عامة ولابناء الخيام على الوجه الخاص، لكن بهذه المناسبة نقترح على بلديتنا النظر في إمكانية تعقيم المنتجع الصحي الكائن في محلة باب الثنية وتحضيره ليكون جاهزاً لاستعماله في الحجر الصحي للمصابين أو المشكوك بإصابتهم بهذا الوباء من أبناء الخيام، من المقيمين أو غير المقيمين، الذين يتعذر عليهم الإلتزام بالحجر في منازلهم، ونرجو من كل قلوبنا أن لا يتعرض أحد للإصابة إنما يبقى الحرص واجب.
سأسمح لنفسي بتوجيه الشكر لبلدية الخيام وكافة المؤسسات والهيئات الطبية والصحية فيها، والتمني على جميع أبناء الخيام بمساعدة أنفسهم وعائلاتهم وأحبائهم على مقاومة هذا الوباء، وذلك بالإبتعاد عن الإختلاط في الاماكن المزدحمة والتزام المنازل عند الضرورة وتطبيق الإرشادات والنصائح الطبية والتقيد بأصول النظافة والتعقيم، علماً أن هذه الإرشادات والنصائح أصبحت معروفة ومتداولة بشكل كبير على شاشات التلفزيون وكافة وسائل التواصل.
نتمنى للإنسانية أن تتغلب على هذا الوباء المستجد بأقل الخسائر والضحايا، ونبتهل للرحمن الرحيم ان يحمي هذا الوطن وأبنائه ويحمي الخيام وأهلها من كل شر ومكروه.
تعودنا على شجاعة شعبنا ووعيه وقدرته على مواجهة الازمات والمصاعب والحروب، ها هو الوقت المناسب للتأكيد على هذا الوعي وهذه الشجاعة إنما بالشكل الصحيح والمطلوب.
* أحمد حسّان
------------- ----------- --------------
موقع خيام دوت كوم يرحب بكافة الكتابات والآراء والإعلانات والصور، ضمن حدود اللياقة والإحترام، ليبقى منبراً حراً للجميع وجسر تواصل بين أبناء المنطقة،
لنشر الكتابات والتسويق والإعلان عبر صفحات هذا الموقع الألكتروني، يرجى التواصل مع فريق عمل الموقع عبر بريدنا الألكتروني: info@khiyam.com أو عبر الواتس: 03/107980 (من الخارج 9613107980+)
الكاتب أحمد حسّان
تعليقات: