الحاج صبحي القاعوري: نأمل الصحوة من غفلتنا
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2المائدة)
...
وموضوع هذه الآية التكافل الإجتماعي، وإن القوي مسؤول عن الضعيف، والغني عن الفقير.، والعالم عن الجاهل، وأولي الشأن عن إصلاح ذات البين.
ما احوجنا اليوم وفي ظل هذه الظروف الصعبة بسبب الفيروس القاتل (ونراه ينتشر كإنتشار النار في الهشيم )، أن نمتثل الى أوامر الله ، ولا نخالف ما امرنا الله به لمصلحتنا ، ولكن البعض وخاصة بعض التجار، بالأخص بعض كبار التجار، يضربون عرض الحائط فيما امرنا الله ، ويستغلون الفرص ، ولا يتعضون من الكوارث التي تحل ، ونجدهم اليوم والكل يتعرض لخطر فيروس قاتل وقد يصيبهم هم او اولادهم يلجأون الى رفع الأسعار لسلعهم اضعافاً مضاعفة بدلاً من تطبيق قاعدة التكافل الإجتماعي .
التجار الجشعون لم يعرفوا الله يوماً، الإنسانية ويستغلون الفرص في ظل حكومات ، منهم لا يؤتمن حتى على انفسهم ومنهم وهؤلا أقلة في عالمنا العربي ينشغلون في تأمين الحفاظ على صحة مواطنيهم ، وتجد من يخالف تعليمات الدولة بعدم الحجر مما يسبب الإرباك في تنفيذ الخطط التي وضعتها ، ويسبب أيضاً تفشي انتقال العدوى الى الآخرين فتزداد الإصابات ، وتزداد مسؤولية الدولة بدلاًمن تخفيف الأعباء عنها ، وبذلك نكون قد أفرغنا قصد الآية الكريمة من محتواها وهو :
مسؤولية القوي عن الضعيف ، والغني عن الفقير، والعالم عن الجاهل، وأولي الشأن عن إصلاح ذات البين.
وهذا يدل على استهتار المجتمع وعدم اللامبالاة، ولذلك تجدنا متخلفين عن المجتمعات الأخرى ، مع العلم أن ما نملكه من تراث علمي وفكري يجعلنا بأن نكون من أوائل الدول وليس في مصافها .
هدانا الله اذا اردنا الهداية ، حيث يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56القصص).
فمن اراد الهداية ، الله يهديه ، ونأمل الصحوة من غفلتنا .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
تعليقات: