الكاتب أحمد حسّان، رئيس المركز اللبناني للتدريب النقابي
هي ساعة من ساعات الحقيقة، تواجه فيها عدواً شرساً تجهله، لا تعرفه، لا تراه، لا تسمع له صوتاً، تقف في مواجهته دون سلاح، لا تملك سوى ارتيابك وشكك. قد يأتي إليك متلبساً بحبيب او ابن وابنة، بأخ أو حفيد أو صديق، يهزأ منك ومن تصرفاتك وارتيابك وارتباكك ويأسك، يعمل على محاصرتك.
حاصره، سدّ عليه المنافذ، قاومه بالسلاح الذي ميزك ربك به، بإنسانيتك، بعطائك ومحبتك، بتعاونك وتضحياتك، بإيمانك وأمكانياتك.
عد إلى خليتك الأولى، إلى أهلك وعائلتك وأصدقائك وأهل بلدتك وبلدك، قف إلى جانب المحتاجين منهم لإنسانيتك، دعهم يشعرون بوجودك ودعمك، وبهذا وحده تحاصر حصارك.
هذا ليس وهما ولا شعرا، هذا ما أراه واقعا حقيقيا وما ألمسه من أهل بلدتي، ممن يلتزمون بيوتهم ويقدمون متطوعين من فلذات أكبادهم، يملأون الساحات والدروب والمفارق بأمنهم وأمانهم وخدماتهم وتضحياتهم، لا يعرفون راحة ولا نوم، لا يأبهون ببرد أو جوع أو سهر، هم خلية أزمة تعمل بدافع من ضمائرهم ومن توجيهات عقلاء يعرفون الحق ويهتدون إلى الحقيقة بايمانهم ومن واجبهم في خدمة الناس.
شكرا لكم الأهل الأحباء من متطوعين ومتطوعات ومن خيرين ومن أصحاب القلوب والأكف البيضاء، شكرا لكل واحد منكم في موقعه او بيته، شكرا عدنان وليلى وعلي وعباس ويوسف وحسن وخليل وفيروز وصباح وأسعد وهدى وهلال ومصطفى... شكرا لبلدية الخيام وجمعياتها ونواديها وفعاليتها ومؤسساتها الصحية والإنسانية وأحزابها، شكراً لمن يجد القوة في العطاء والتفاني ولكل جندي مجهول، معلوم الأسم والانتماء، شكرا لمن شجع وكتب ونشر كلمات جميلة تعكس روحه وحرصه، حماكم الله جميعاً ووفقكم في حصار حصارنا وحصاركم ووفقكم في تحديكم العنيد والجريء لهذا الوباء الشرس والغامض...
*الكاتب أحمد حسّان، رئيس المركز اللبناني للتدريب النقابي
تعليقات: