يتجه أهالي بلدة حاصبيا وقراها إلى التوقف عن دفع فواتير مؤسسة كهرباء لبنان، ابتداء من مطلع شهر أيار المقبل، وذلك بعدما تفاقم التقنين العشوائي خلال الأسبوع الجاري ليتجاوز الست عشرة ساعة يومياً، ما تسبب بخسائر وأضرار فادحة في مختلف القطاعات التجارية والسياحية والصناعية.
وجاء قرار الأهالي في أعقاب اجتماع عقدته فعاليات المنطقة والعديد من المخاتير، مع حشد من أصحاب المصالح والمصانع والمؤسسات التجارية في مبنى الداوودية، خصص للتباحث في مشكلة تقنين التيار الكهربائي وانعكاساته.
وبعد التداول المستفيض، والذي تخللته استفسارات من مسؤولين في مؤسسة كهرباء لبنان بدت إجاباتهم غير مقنعة، خلص المجتمعون إلى إصدار بيان جاء فيه: «نحن أهالي حاصبيا ومنطقتها، وبعدما ضقنا بإهمال مؤسسة كهرباء لبنان، نعلن عن استئناف تحركنا السلبي ضد هذه المؤسسة من أجل تحصيل حقنا المهدور والمسلوب من قبل بعض موظفيها. فبعد المراجعات المكثفة مع المسؤولين، واعتصامنا السلمي أمام مكتب شركة كهرباء حاصبيا في 10 آب 2007 وما تخلله من تحذيرات إذا لم تتحسن التغذية، بقي التجاوب موسمياً ومحدوداً وبمثابة رفع عتب. ومع هذا الاستخفاف بحقوقنا، توصلنا بعد التشاور إلى اتخاذ القرار الصعب البعيد أصلاً عن عاداتنا وتقاليدنا. لذا ندعو كافة المشتركين إلى التوقف عن دفع فواتير الكهرباء ابتداء من أول شهر أيار المقبل وحتى إشعار آخر، وذلك حتى يحاسب سارق التيار وتتحقق عدالة التغذية». وخلص البيان الى تأكيد المجتمعين الالتزام بمضمون ما اتفق عليه، ومتابعة ساعات التقنين المعتمدة في مناطق أخرى لمقارنتها مع ساعات التقنين المعتمدة في مناطقهم، على أن تتخذ إجراءات تصعيدية في حينها.
ويقول مختار بلدة حاصبيا، أمين زويهد: «لقد صمتنا لفترة طويلة وتحملنا الكثير من ظلم مؤسسة كهرباء لبنان التي تمادت على ما يبدو في غيها وإهمالها لمصالحنا وعدم اكتراثها بأمورنا الحياتية، ونحن الذين لم نتخلف يوماً عن حث الناس على تسديد فواتيرها، مع علمنا بأنها ظالمة ولا تتوافق مع الواقع». يضيف إن التقنين العشوائي، «الذي نبهنا منه مراراً يوقع بلدتنا في أزمة مياه شفة خانقة لأن ضخ المياه من الحاصباني يتوقف مع التقنين الذي وصل هذا الأسبوع إلى حد قياسي غير مقبول».
أما عادل ذياب، وهو صاحب مؤسسة تجارية، فيشير إلى أن التقنين الحاد أدى مؤخراً إلى خسائر كبيرة لدى التجار، بحيث تلفت كميات كبيرة من اللحوم المبردة، في حين رفع أصحاب المولدات قيمة الاشتراكات التي لا تطاق أصلاً، بحجة الارتفاع الجنوني في أسعار مادة المازوت. وأكد ذياب على سلسلة تحركات سلبية لاحقة إذا ما استمر الوضع، «كأنه لا يكفينا ما نحن فيه من مصاعب وضائقة مادية خانقة، حتى تأتينا مصلحة كهرباء لبنان لتزيد من الضغط النفسي المتمادي وتكبدنا أضعافاً من الخسائر».
تعليقات: