وليد زغلول
خسارة تلو الأخرى، يطوي المغتربون صفحة حزينة جديدة بعد وفاة اللبناني وليد زغلول نتيجة إصابته بفيروس #كورونا. الاغتراب اللبناني ينزف في الخارج، يتوحد اللبانيون في وجه هذا الفيروس المستجد ومعاً يلملمون أوجاعهم ويحاولون الصمود هناك. ليس سهلاً أن تخسر زوجاً أو شقيقاً أو صديقاً وأن تُحرم من رؤيته أو حتى توديعه، هذا الفيروس فرض هيبته وأنزل قصاصاً قاسياً علينا جميعاً.
منذ أسبوع تقريباً أغمض وليد زغلول عينيه إلى الأبد، انتكست حالته الصحية ولم يصمد أكثر من 3 أيام في المستشفى. الصدمة كبيرة على عائلته ومحبيه وكل من عرفه، الموت قاسٍ فكيف الحال في الغربة؟!
لا يخفي شقيقه زياد الصدمة وصعوبة الخسارة، يعترف أن "الفيروس خطف شقيقه سريعاً، هو الذي يحب الحياة. خطفه الموت ولم يصمد كثيراً أمام #كورونا. كانت حياته مشواراً من الجد والتعب حتى يبني مسيرته المهنية، بناها حجرة حجرة، شق طريقه بمفرده، كانت البداية صعبة ككل البدايات لاسيما في الغربة، عانى كثيراً في انطلاقته ورويداً رويداً نجح في بناء مسيرته".
غادر وليد لبنان أيام الحرب، كان يصعب عليه المغادرة. وبعد شهر تمنى العودة لكن الحالة في لبنان كانت سيئة. يقول شقيقه زياد "سافر إلى السعودية عند والدايّ ليعمل في المجال المصرفي قبل أن ينتقل بعدها إلى فرنسا. ومن عالم المال إلى عالم الطب، عمل وليد في تأمين التمويل للمستشفيات، وأصبح مسؤولاً عن المستشفيات الفرنسية في الشرق الأوسط. خسارته مؤلمة وقاسية لاسيما في هذه الظروف، لم نستعد توديعه ولا رؤيته، الأمر صعب جداً".
برأي شقيقه زياد أن "وليد كان يعاني من مشكلة صحية مزمنة ما أدى إلى مضاعفات في حالته وتدهورها بطريقة سريعة. نقله الإسعاف إلى المستشفى الاثنين الماضي، كانت حالته سيئة، ولكن في اليوم التالي تحسن قبل أن ينتكس صحياً. وبعد اجتماع لجنة الأطباء في فرنسا ارتأوا عدم إعطائه الجهاز التنفسي الاصطناعي لأنه لن يتحسن عليه. توفي وليد ليل الخميس الماضي، رحل مخلفاً وراءه أعماله وأحلامه التي لم يحققها، كان يعمل على مشروع بناء مستشفى جامعي كبير في اليمن. كانت أحلامه كبيرة وكان شخصاً ينبض بالحياة، مرح ويحب العمل كثيراً إلا أن الفيروس أخذه بعيداً عنا".
وفق الأطباء أن "الفيروس أصاب رئتيه وقلبه وكليته، ومشكلته الصحية أدت الى مضاعفات في وضعه". مضيفاً" لا نعرف كيف أصيب بالفيروس، هل من خلال سفره إلى البحرين أو على الطائرة أو في فرنسا، اليوم لم يعد السؤال كيف ولكن لماذا؟ خبر وفاته كان قاسياً علينا، كل يوم نتلقى خبراً حزيناً، فلقد خسرنا حتى اليوم 4 إلى 5 لبنانيين في فرنسا، إنه لأمر مؤسف للغاية".
غادرنا وليد زغلول بعد أن كان سبقه الدكتور سامي عبد الرضا، إسمان طبعا في ذاكرة الاغتراب اللبناني وصدى نجاحهما وصل إلى لبنان. وحّد رحيلهما اللبنانيين المغتربون الذين يحاولون الصمود في الغربة على أمل أن ينتهي هذا الكابوس قريباً.
تعليقات: