عدة مظاهر سيئة تأخذ بالتنامي في صفوف شبان البلدة اليافعين، تنتقل عدواها من شاب لآخر... من جهة، يكشف ذلك عن عدم الشعور بالمسؤلية لدى هؤلاء وعن عجز أولياء أمرهم في وضع ضوابط لهم ويكشف من جهة أخرى تلكؤ الجهات الرسمية عن القيام بواجباتها في إطار الصلاحيات المعطاة لها.
من ضمن هذه المظاهر يمكن ذكر:
الدراجات النارية:
كثرت في المدة الأخيرة الإصابات الناجمة عن حوادث الدراجات النارية بين الفتية، وازداد تململ سكان البلدة وزائريها من عمليات الإزعاج وقلق الراحة الناجمة عن هدير الدراجات.
حاولت البلدية جاهدة في الصيف المنصرم مكافحة هذه الظاهرة إلا أنها فشلت في عملها نتيجة رضوخها للتدخلات والوساطات التي كانت تحصل بعض الأحيان، مما حدا بها التراجع عن تنفيذ قرارها الخاص بذلك.
"التشفيط" بالسيارات:
بالإضافة إلى الإزعاج الذي تسببه هذه الظاهرة إلا أن أسوأ ما فيها أنها تحمل في طياتها الكثير من المخاطر على السلامة العامة، كما أنه يلاحظ أن بعض السائقين هم دون الثامنة عشرة، أي لا يحملون إجازة في القيادة، ولم نسمع بأنه جرى حجز سيارة أو توقيف سائق في الخيام نتيجة هذه المخالفات... هل تترك الأمور على حالها إلى أن تقع مصيبة ما؟
ارتفاع نسبة تعاطي التدخين والنارجيلة
رؤية فتيانٍ على دراجة نارية ينقلون فحماً مشتعلاً أصبح منظراً مألوفاً لم نكن معتادين عليه، كما أن المحلات التي تقدم النارجيلة، وبأسعار متهاودة، أصبحت موجودة في أكثر من مكان في البلدة، وكلها غير مرخصة.
تدخين النارجيلة هي الثقافة التي تنشر روح الكسل والتنبلة في صفوف الناس... في هذا الإطار لا بدّ من الإشارة إلى أن أهم عوامل الخطر في الإصابة بعدوى السل ينجم عن تدخين النارجيلة وتقاسم الخرطوم مع مصاب بداء السل قد يؤدي إلى خطر انتقال العدوى وبالرغم من أن بعض المقاهي أو المحلات تقوم بتغيير القطعة التي تلامس الفم، ولكن ماذا عن الخرطوم نفسه وعن الماء؟ إذ يبقى الوعاء ممتلئاً بنفس الماء الذي تسكن فيه البكتيريا وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 17 بالمائة من حالات الإصابة بالسل في شرق المتوسط يعود لتدخين النارجيلة.
ويجري الحديث همساً عن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بين صفوف الشبان اليافعين...
ما هو الحل؟
لا يجب الإكتفاء بمراقبة هذه الظواهر أو الحديث عنها فقط بل يجب العمل جدّياً لمكافحتها، وعلى الجميع تحمل مسؤلياتهم:
لا شك أن تنظيم المخالفات هي الخطوة الأولى لردع المخالفين وبالتالي على الجهات الرسمية (بلدية وأجهزة أمنية) القيام بواجباتها والإفادة من الصلاحيات القانونية المعطاة لها...
قيام الأحزاب والقوى السياسية الموجودة على الساحة بتنظيم حملات توعية وإقامة الأنشطة الرياضية والفنية كفيلة بالقضاء على روح الملل لدى الشباب، ولا يشكل ذلك ضرراً لهذه القوى إنما قد يعزز الإلتفاف حولها.
على النوادي والجمعيات إعادة إحياء نفسها وإطلاق الأنشطة الشبابية وبناء الملاعب وإقامة الدورات التي تمكن الفتية والشباب من التنفيس وتفجير الطاقات التي بداخلهم، وهذا يشكّل دافعاً يجذب إلى البلدة من يقيمون خارجها...
وعلى فعاليات البلدة والأهالي، تقديم الدعم اللازم للجمعيات مما يرفع من إمكانياتها وقدراتها لإقامة الأنشطة المرجوة.
من المؤسف أن ملعب كرة السلة الوحيد الموجود في الخيام و الذي بنته البلدية السابقة، قد تحوّل بعد عدوان تموز إلى مقر لمخفر البلدة مما دفع الفتية الذين كانوا يمضون وقتهم في هذا الملعب إلى البحث عن بديل، الذي لن يكون أفضل مما كان متوفراً لهم.
تعليقات: