الكورونا لمت شمل العائلات، واجتمعت الأسرة تحت سقف واحد ، وتعرف الكل على بعض ، الأب على ابنه والبنت على ابيها ، وأحياناً الزوجة على زوجها ، وهذا دليل عافية تشكر عليه الكورونا.
الأكثرية أخذ درساً لا ينتسى في المستقبل البعيد ، وهذا جيد ، صحيح أن ركن الدولة تفاهم الأسرة ، وهي أعمدتها ، وهذا ما تبين أن لا أساس للدولة حيث انهارت من عدو مجهول اسمه "الكورونا" .
هذه فرصة حقيقية ولن تتكرر لبناء الدولة خاصة الدول العربية ، اذا لم تدعوا الى التفاهم والتكاتف ونبذ الخلافات ومد يد المساعدة الى بعضها لبناء مستقبل مشرق بعيداً عن ابتزاز ترامب وغيره ، خاصة وأن المجتمعات العربية لديها فائض بالكوادر الشابة المعطاة ، وقد ثبت ذلك في هذه المحنة ،أن العرب في الصفوف الأمامية لمكافحة "كورونا" في جميع أنحاء العالم (اميركا،بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا ) وغيرهم من الدول . اذاً الكفاءات موجودة ومستعدة للنهوض بالبلاد وإعادة مجدها وحضاراتها .
هل الحكام العرب استفادوا من هذه المحنة ، وهل ظهر أمامهم النور وبانٓ الحق من الباطل ،بأن دولة مثل لبنان منهارة مالياً كانت اجراءاتها التي اتخذتها وبكفاءة جسمها الطبي والأمني افضل بكثير مما كنا نظنه هو سيد العالم "اميركا" .
ليس في لبنان العربي وحده يوجد كفاءات تعمل في الداخل والخارج ، وهناك كفاءات علمية (سعودية، كويتية وغيرها من دول الخليج ، ومن سوريا والأردن ومصر وباقي الدول العربية ) كلها كفاءات يلزمها النور الأخضر بوحدة الصف لتطور المستشفيات وبدلاً من ان نذهب الى اميركا وأوروبا للعلاج فسنجد الأمريكيين والأوروبيين يأتون إلينا .
لا ينقص شبابنا القدرة على فتح المختبرات والمصانع ومراكز الدراسات ، كل ما ينقصهم إرادة وعزم الحكام على البدء بالوحدة ونسيان الماضي ، لأن "كورونا"
ستغير نظام العالم بأجمله وأن لم نكن السباقين سيفوتنا القطار ، ونرجع نتسكع على أبواب الدول ، وستأخذ هذه الدول كما أخذت في السابق خيرة شبابنا ومفكرينا بعد أن صرفنا على تعليمهم اموالاً طائلة .
هل نعود اسياداً لا مسُودين ، القرار في أيدينا .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
تعليقات: